Beirut weather 16.88 ° C
تاريخ النشر June 9, 2024
A A A
نضال السبع لموقع المرده: لتعزيز ثقافة المصالحة التي ارساها الشهيد طوني فرنجيه
الكاتب: موقع المرده

 

لفت الباحث في الشأن السياسي نضال السبع الى انه بالذكرى الـ٤٦ لاغتيال طوني فرنجيه ورفاقه مما لا شك فيه ان هذه العملية هي من اخطر عمليات الاغتيال خلال الحرب الاهلية اللبنانية، ولا شك ايضا ان هذه العملية احدثت شرخا لبنانيا ومسيحيا وحتى هذه اللحظة لم يندمل هذا الجرح.
وقال السبع لموقع المرده الالكتروني: هذه العملية ليست وليدة اللحظة وباعتقادي كانت محضرة سابقا والاسرائيليون ليسوا بعيدين عنها، ايضا هناك اطراف لبنانية من الواضح انها كانت مشاركة وهذا ظهر في التحقيق.
واوضح ان طوني فرنجيه في شهر ايار اي قبل استشهاده شن حملة على اتفاقية كامب دايفيد ورفض انخراط لبنان في هذا الاتفاق، وعقد مصالحة برفقة الرئيس الراحل سليمان فرنجيه مع الرئيس الشهيد رشيد كرامي، كما شن طوني فرنجيه حملة على فكرة الفدرلة والتقسيم والكنتونات واقامة الكيانات الطائفية، ولا شك ان هذه الحركة لبنانيا ازعجت اليمين المتشدد وازعجت اسرائيل التي كانت في تلك الفترة تدفع باتجاه اقامة دول طائفية في المنطقة وكانت تراهن على ان يكون لبنان الحلقة الثانية لتوقيع اتفاقات السلام بعد كامب دايفيد.
واشار السبع الى ان طوني فرنجيه تصدى لهذه المشاريع وبالتالي ان عملية اغتياله هي عملية فيها تقاطع اسرائيلي مع اطراف لبنانية وهي عملية مركبة اشترك بها الطرفان.
واضاف: للدلالة على صحة كلامي، ان الكاتب الفرنسي ريشارد لابفيير الذي اصدر كتابا عن مجزرة اهدن تحدث انه التقى باحد الضباط الاسرائيليين وهو من الموساد والذي قال له انه خلال تواجدنا في لبنان في بداية السبعينات نعرف زغرتا ونعرف اهدن فردا فردا وبيتا بيتا. هذا يعني ان زغرتا واهدن كانتا قيد المتابعة الامنية الاسرائيلية.
وتابع: ايضا تم القاء القبض على شبكة للموساد عام ١٩٧٣ في طرابلس من قبل العميد عصام ابو زكي، احد افراد هذه المجموعة هو داني ياتوم وكان متنكرا بشخصية رجل اعمال الماني، تبين من خلال التحقيقات والمستندات والصور التي وجدت مع هذه الشبكة ان فريق الموساد قام بتصوير منزل الرئيس سليمان فرنجيه في اهدن، كما قام بتصوير القصر الجمهوري في بعبدا، هذا يعني عمليا ان الرئيس فرنجيه وطوني فرنجيه لما يمثلانه من نهج وطني عروبي كانا قيد الاستهداف الاسرائيلي.
وقال: باعتقادي ان هذه العملية محضرة سابقا لانه لا يمكن ان يأتي ٤٥٠ مقاتلا من المنطقة الشرقية ومن بعض المناطق في شمال لبنان وان يشتركوا بهذه العملية بهذا الكم وهذا التخطيط وان يكون الامر وليد اللحظة، هذه العملية تم التخطيط لها بفترات زمنية سابقة وكانت لا تحتاج الا الى قرار اسرائيلي بعمليات التنفيذ، فكان هناك طرف لبناني استعد لهذه العملية تقاطعت مصالحه مع مصالح الاسرائيليين.
واشار السبع الى انه للاسف الشديد ان الاطراف التي نفذت هذه العملية، حتى هذه اللحظة لم تخرج من جو الحرب الاهلية اللبنانية وما زالت تعيش باجواء الـ١٩٧٥ و١٩٧٦ واجواء مجزرة ١٩٧٨ وكما يقول المثل “رضي المقتول ولم يرضى القاتل”.
واكد ان هذه الاطراف ما زالت تحافظ على نفس الخطاب، تتحدث عن الفدرلة والتقسيم، مارست الاغتيال الجسدي وهي اليوم مع الوزير سليمان فرنجيه تمارس الاغتيال السياسي وترفع الشعارات الطائفية داخل البلد.
واضاف: ان القداس الذي يقام في ذكرى ١٣ حزيران لا بد ان يكون مناسبة للتمسك اكثر بوحدة لبنان ورفض المنطق الطائفي، وان نتمسك بوصول رئيس للجمهورية يمثل كل اللبنانيين من العريضة الى الناقورة، لا رئيس طائفي يمثل فئة معينة تدفع البلد باتجاه تمزيق اتفاق الطائف وان يكون البديل عنه عقد اجتماعي جديد يقسم البلد على اساس طائفي ومناطقي وفئوي، هذه المناسبة هي لنستذكر الشهداء ونترحم على ارواحهم، ونعزي عائلاتهم.
وختم: لا بد اليوم ان ندفع باتجاه تعزيز الوحدة الوطنية وتعزيز الثقافة التي ارساها الشهيد طوني فرنجيه من خلال عمليات المصالحة التي قام بها بين طرابلس وزغرتا.