Beirut weather 17.41 ° C
تاريخ النشر May 8, 2024
A A A
المارد المضياف والحكيم طنوس بطرس فرنجيه الى جوار الرب
الكاتب: حسناء سعادة - موقع المرده

 

117copy 118 - Copy
<
>

العمر غفلة يقول اهلنا…ورغم سنواته الـ ٩٥ على غفلة انتقل الى جوار ربه المعمر الزغرتاوي طنوس بطرس بو سليم فرنجيه الذي لو عاش ايضاً عمراً ثانياً يفوق ما عاشه من سنين لكانت استمرت محبته بين الناس الذين يجمعون على انه زغرتاوي اصيل يعشق بلدته التي حمل تقاليدها وعاداتها معه الى استراليا فاتحاً منزله في ميريلاند سيدني امام الاهل والاصدقاء وكل من يمت الى زغرتا بصلة.
طنوس فرنجيه هو مارد ابن مارد وماردة، فوالده استشهد خلال زحف زغرتاوي على سراي طرابلس سنة ١٩٢٩ لمنع تزوير فوز قبلان بك فرنجيه في الانتخابات النيابية ، اما والدته فريدة ابي انطون فقد حصلت على شهادة العنفوان الزغرتاوي وباتت مثلا لكل سيدة عندما استشهد رجلها امامها على يد عسكر الانتداب الفرنسي الذي كمن للزغرتاويين في منطقة القبة، فما كان منها وخوفا من ان تخف همة بقية الرجل الا ان غطت وجهه بمنديلها وقالت:” اغمي عليه تابعوا طريقكم والعدرا تحرسكم”.
انتهى الهجوم بتحقيق اهدافه وشيعت زغرتا يومها عدداً من الشهداء ومن بينهم بطرس فرنجيه بمأتم مهيب فيما زوجته فريدة ابي انطون ابنة شيخ صلح المنطقة وابنة خالة بطل لبنان يوسف بك كرم حملت مسؤولية ستة اولاد كان طنوس اصغرهم وكان عمره بالاشهر فقط.
طنوس الذي ذاق الشهادة باكراً من جهة ابيه وهو طفل ذاقها مرة ثانية باستشهاد شقيق زوجته حوا غالب فرنجيه وزوجته ابنهما في مجزرة الغدر في اهدن.

في منزل يعج بالمرؤة والكرامة وبين زغرتا وعنطورين منزل جده لوالدته تربى طنوس فرنجيه وفيه ايضاً رضع الفروسية فكان رغم اغترابه في استراليا حاضرا في الميادين ولم يبخل بالدفاع عن زغرتا خلال الاحداث اللبنانية ولا عن اهدن خلال المجزرة الفظيعة التي طالتها ليعود بعدها الى وطنه الثاني استراليا ركناً اساسياً من اركان الجالية الزغرتاوية وعميدها.
بالامس غيب الموت صاحب الوجه البشوش والرجل الحكيم، الطيب، المضياف، الشهم والمارد الاصيل وسينقل جثمانه الى مسقط رأسه زغرتا ليدفن في ترابها وبين اهلها فيما كانت امنيته ان يعود اليها ليشهد على انتخاب رئيس تيار المرده سليمان فرنجيه رئيسا للجمهورية كما شهد في سبعينيات القرن الماضي على انتخاب جده رئيسا للجمهورية بفارق الصوت الواحد الذي لطالما اعتبره طنوس ليس فقط صوت الشعب بل صوت الله وسيدة زغرتا.
طنوس بطرس فرنجيه بخسارتك خسرنا مارداً تهابه الساحات وتحترمه المجالس.