Beirut weather 18.41 ° C
تاريخ النشر April 25, 2024
A A A
بين الدعم الأميركي وهدم المسجد الأقصى!
الكاتب: مرسال الترس - 06 نيوز

أبدى كبار المسؤولين الاسرائيليين وفي مقدمهم رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو فرحة مميزة نهاية الأسبوع الفائت مع إقرار الكونغرس الأميركي حزمة دعم جديدة لاسرائيل تقدر قيمتها بست وعشرين مليار دولار لدعم خطط الكيان الاسرائيلي لإنهاء أية مقاومة للفلسطينيين.
الأمر الذي يرفع حدود الدعم الأميركي في السنتين الماضيتين الى حدود المئة وخمسين مليار دولار.
بما يثبت الشك باليقين بأنه لولا الدعم الأميركي لاسرائيل (وخاصة في مجال التسليح فقط) لكانت تلك الدولة الهجينة قد إنهارت على رؤوس المستوطنين.

وهذا الدعم لا يقتصر على الرئيس جو بايدن وحزبه الديمقراطي وإنما الحزب الجمهوري ومرشحه في الانتخابات المقبلة الرئيس السابق دونالد ترامب الذي تبجّح أثناء ولايته بتكريس القدس المحتلة عاصمة للدولة المغتصبة، الى جانب قناعة لدى معظم الأحزاب الأميركية بوجوب تقديم ما يلزم من دعم عسكري ولوجستي ونوعي بغية بقاء الدولة اليهودية كحاملة طائرات عائمة تمثّل إحدى سفارات الولايات المتحدة الأميركية على الكرة الأرضية.
من دون الأخذ بعين الإعتبار أن ذاك الدعم وسواه ادّى الى سفك دماء خمس وثلاثين ألف فلسطيني وجرح أكثر من خمس وسبعين الفاً عدا المفقودين تحت الركام.

في المقابل تتحضر دولة اسرائيل ومعها اليهود المتشددون الذين يرفضون الانخراط في الجيش لذبح خمس من “الأبقار الحمراء” وحرقها والتبرك بها اعتباراً من بدء احتفالات عيد الفصح اليهودي في هذا الاسبوع، ونشر رمادها باتجاه المسجد الأقصى تمهيداً لهدمه كما تقتضي العقائد الدينية اليهودية استعداداً لبدء إنشاء الهيكل الثالث الذي يعيد مجد الملك سليمان.

وبين هذا وذاك يبدو أن الدولة اليهودية تفكّر جدياً بفتح الجبهة مع لبنان لتقليص نفوذ حزب الله على الحدود. وفي هذا السياق قال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس: “إننا نقترب من ساعة الحسم في الجبهة الشمالية على الحدود مع لبنان تحت شعار ان “جبهة لبنان تفرض التّحدّي الأكبر على اسرائيل وتستوجب التّعامل العاجل معها”.

ويبدو واضحاً أن التخطيط لهدم المسجد الأقصى سيترافق مع فتح الجبهة الشمالية، اي الحرب مع لبنان لتغطية “السماوات بالقبوات”، ولإلهاء الرأي العام الدولي عما سيفعله العدو في الداخل كما فعل عندما دمّر مدن قطاع غزة تحت شعار مواجهة “المقاومة الفلسطينية” بهدف دفع سكان القطاع الى خارجه ولاسيما باتجاه صحراء سيناء، تنفيذاً للخطط التي وضعتها الدولة اليهودية منذ عشرات السنين للوصول الى يهودية دولة اسرائيل دون أي مكوّن آخر، ولكّن المؤلم ان هناك غض طرف عربي واسلامي “أشبه بكوما فعلية” عن كل ما تم التخطيط له وما يجري العمل على تنفيذه تباعاً!