Beirut weather 19.1 ° C
تاريخ النشر November 14, 2016
A A A
هل تنجح الاحتجاجات في إعادة كلينتون إلى البيت الأبيض؟
الكاتب: شهاب المكاحله - روسيا اليوم

منذ اللحظة التي أعلن فيها فوز دونالد ترامب بمنصب رئاسة الولايات المتحدة الأميركية، سارعت وسائل الإعلام إلى التهجم عليه وعلى نهجه، حتى أن عدة مدن أميركية في ولايات مختلفة اكتظت بالمحتجين على سياسته وفوزه على غريمته هيلاري كلينتون.
وبعد صدمة فوز ترامب، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بالدعوات إلى التظاهر والاحتجاج على النتائج. لكن هل تنجح تلك الاحتجاجات في إعادة عقارب الساعة إلى الوراء وإدخال كلينتون إلى البيت الأبيض؟

منذ فوز ترامب بالرئاسة الأميركية، تواصلت المظاهرات المنددة بانتخابه في عدة مدن أميركية كبرى، إذ جيّشت وسائل الإعلام آلاف المحتجين على فوزه وحشدتهم في العديد من المدن الأميركية.

فقد نشرت شبكة “NBC” الإخبارية تقريراً مفاده أن ترامب فاز وألهب مشاعر الجماهير التي ثارت ضد سياسته.

وعلقت صحيفة “نيويورك تايمز” في افتتاحيتها التي نشرت بعنوان “العالم ينتظر ويتساءل حول ترامب” تقول، إن فوز المرشح الجمهوري “هز الديمقراطيات الغربية التي اعتادت على النموذج الأميركي في الديمقراطية”. وأضافت الصحيفة: “لم تكن الولايات المتحدة سوى منارة للديمقراطيات في العالم الغربي والحر، واليوم على ترامب أن يأخذ هذ الأمر على محمل الجد، ويجب عليه أن لا يضيع الوقت في سبيل ذلك”.

ونشرت صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” مقالا بعنوان: “ليس رئيسي” في إشارة تحريضية من ولاية كاليفورنيا، الديمقراطية التوجه، للسكان للتظاهر والتجمهر ضد ترامب.

ونشرت مجلة “ذا أتلانتيك” تقريرا يفيد بأن الأميركيين فقدوا الثقة فيمن ينتخبون بسبب هوس الإعلام وتضليله، ما دفعهم إلى التعبير عن رفضهم لترامب بالتوجه للشارع.

وعلَق موقع “جيوسترتيجيك ميديا” على المظاهرات التي تجوب شوارع عدة مدن أميركية بالقول: “إن ما يجري ليس مفاجئا، لأن الفوز لم يكن متوقعا حتى لأكثر المتفائلين من فريق ترامب.

لذلك لا بد من دور للصدمة، كما أنه لا بد من دور يلعبه الإعلام والسياسيون والمال السياسي الذي يدفع هنا وهناك ليحرك الشباب الذي يتظاهر في عدة مدن أميركية ضد ترامب باعتباره فائزا غير متوقع، في مسعى للوصول إلى نظرية أو مفهوم (الناخب الغدار أو Faithless Electors) للتأثير يوم 19 كانون الأول على أعضاء المجمع الانتخابي، حيث سيصوتون حينما يجتمعون بالنيابة عن ناخبيهم، إذ سيدلي الأعضاء بأصواتهم لاختيار مرشحهم الرئاسي”.

وأضاف موقع “جيوسترتايجيك ميديا” أنه حتى الآن لم يصبح دونالد ترامب الرئيس الأميركي بعد، فهناك خطوة واحدة باقية قد تقلب موازين نتيجة الانتخابات، إذ قد يصبح المنصب من نصيب الخاسرة هيلاري كلينتون، وفقاً للقانون الانتخابي الذي يسمح بعكس نتيجة الانتخابات”. وأضاف الموقع أن “ظاهرة الناخب الغدار تغذي الأمل في نفوس البعض للعدول دون تنصيب ترامب رئيساً للولايات المتحدة. رغم الاحتمال الضعيف بأن يقوم المجمع بعكس النتجية”.

وقال فريد زكريا، المحلل السياسي ومقدم برنامج GPS على شبكة “CNN” إن هناك عددا من التصريحات التي أدلى بها ترامب خلال حملته الانتخابية هي التي دفعت بالعديد من الدول والحلفاء للقلق من دور أميركا مستقبلا. وأضاف: “ما اقرأه وأسمعه من أشخاص خارج الولايات المتحدة يتلخص في قلق يتمثل بأن الولايات المتحدة الأمريكية هي الضامن للنظام العالمي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية”. وأضاف زكريا: “يبدو ترامب بعيدا عن هذا النظام العالمي، وهذا ما يقلق حلفاءنا في أوروبا وآسيا”. وتساءل زكريا: “هل حقا يقصد أن على اليابانيين التصرف على عاتقهم والحصول على سلاح نووي، وكذلك الأمر بالنسبة إلى كوريا الجنوبية؟ وهل ينبغي على السعودية الحصول على سلاح نووي؟ هذا هو الجزء الذي أجده يقلق أغلب الناس”.