Beirut weather 18.41 ° C
تاريخ النشر April 3, 2024
A A A
ريما فرنجيه تطلق عبر “النهار” مبادرة خاصّة: مبنى جديد يتسع لـ100 قصة حب من التوحد
الكاتب: جو لحود - النهار

هل تظن أنك مختلف؟ هل راودتك لمرة واحدة فكرة ألا تشبه مجتمعك في كلّ المعايير التي يرسمها للإنسان بغض النظر عن مدى صوابيتها من عدمه؟

أسئلة كثيرة قد نطرحها على أنفسنا أو قد لا نطرحها، قد نفكر بها أو لا نفكر بها، لكن وبغض النظر إن راودتنا أو لم تراودنا يبقى الاختلاف حقيقة، فإما أن نكون مختلفين وإما أن نكون مدعوين لتقبل الاختلاف.
وفي يوم التوحّد العالمي، تتجه الأنظار الى مفاهيم التوعية المتعلقة بطيف التوحد، وفي لبنان تتجه الأنظار إلى أكثر من جمعية تعنى بالتوحد وتكافح من أجل حياة أفضل لكل من لديهم طيف التوحّد.

وفي الحديث عن التوحّد في لبنان لا بد من التوقف عند تجربة #مركز الشمال للتوحّد “NAC” ضمن “#الجمعية الوطنية للتوحّد” وهي تجربة تمتد لأكثر من 14 سنة من المثابرة والمحبة والعطاء.

في هذا السياق، تحدثت مؤسِّسة الجمعية الوطنية للتوحد ريما سليمان فرنجيه، لـ”النهار” مستعيدة تجربتها في السنوات الطويلة “الحلوة والمرة في الوقت نفسه”، ولا تأخذ فرنجيه
الكثير من الوقت حتى تعود إلى عام 2010 أي سنة الانطلاق فتقول: ” بدأنا مهمتنا ورسالتنا مع 10 تلاميذ، ومنذ ذلك الوقت أصبح أهالي الأطفال الذين لديهم اضطراب طيف التوحّد، مدركين أن هناك من يقف الى جانبهم ليشاركهم حملهم الثقيل”.

لا تخفي فرنجيه أن “المشوار شاق وصعب، فمن التحديات الاجتماعية والتربوية والأحلام الكبيرة المرتبطة بمركز بحوث رائد ونموذجي في الشرق الأوسط، بات هدفنا تأمين الاستمرارية والوقوف الى جانب 400 عائلة يحتضن مركز الشمال للتوحد أولادهم”.

” بقوة الله وبفضل الخيّرين في الداخل والخارج تمكنا من الاستمرار، على الرغم من أنّه لا بديل من الدولة التي نعلم جميعاً واقعها المالي اليوم”. بهذه الكلمات وصفت السيدة فرنجيه الواقع، مضيفة “رغم كل التحديات، تمكنا من المضيّ قدماً فيما أغلقت الكثير من الجمعيات أبوابها مع الأسف، ونحن اليوم في صدد الإعلان عن مبنى جديد لمركزنا يتسع لـ100 قصة جديدة من الحب، وبذلك نكون قد أصبحنا أكبر مركز متخصص في مجال التوحّد في لبنان، علماً بأن لائحة المنتظرين من طالبي الاستفادة من خدمات مركزنا بلغت 800 شخص ليتنا نتمكن من احتضانهم جميعاً اليوم قبل الغد”.

وعلى طريق سنوات التأسيس، تتذكر فرنجيه أحد الأطفال الذي وصل الى الجمعية وكانت عوارضه عبارة عن بكاء مستمر دام لأكثر من 3 ساعات، وهو اليوم بعد مسيرة من التدريب والبرامج الخاصة طالب جامعيّ يتحدّث 3 لغات، وتقول: “نفتخر بمجتمعنا الذي بات يدرك طيف التوحّد ويتقبل من لديهم توحّد ويتعاطف معهم وذلك بدرجات مختلفة. وهنا الفضل للجمعيات التي عملت على التوعية وأدخلت مفهوم الكشف المبكر عن اضطراب طيف التوحد الى صلب المعادلة ما مكّن الأهالي من تحويل التحدي إلى حالات استثنائية من الإبداع والتألق”.

وعن موضوع الدمج، تقول: “نتوحّد حول التوحّد” وهو الشعار السنوي الذي يتم ترداده في اليوم العالمي للتوحد، وتضيف: “عملنا منذ التأسيس على خلق مفهوم الدمج في الحضانات، ثم المدارس والجامعات، واليوم نسعى لتعزيزه في سوق العمل، ومشكورة وزارة التربية التي تشدد هذه السنة على مبدأ الدمج في صفوف مدارسها المختلفة”.

ولا تتردّد فرنجيه في البوح أن “أكثر ما يحتاج إليه مجتمعنا هو الحب، ففرح العطاء والوقوف الى جانب من لديه اضطراب طيف التوحّد لا يضاهيه أي فرح آخر، ومساعدة الآخرين لاكتشاف أنفسهم وطاقاتهم ومواهبهم هي أسمى معاني الحب وهذا ما يقدّمه فريق عمل مركز الشمال للتوحد بكل إيمان وإتقان وتفانٍ وحرفية”.

وأعلنت فرنجيه عبر “النهار” أن “الغرفة الخاصة بمن لديه طيف التوحّد الموجودة في مطار رفيق الحريري الدولي، سيكون لها دور أكثر أهمية، إذ إنها انطلاقاً من اليوم ستقدم مجاناً لكل طفل لديه توحّد وعلى مدار سنة كاملة صندوقاً يتضمن 15 لعبة حسية مخصصة للعمل على تهدئة الحواس لجعل رحلته أكثر راحة وهدوءاً”.

وتطرّقت فرنجيه إلى “تجديد اتفاقية التعاون للسنة الثالثة على التوالي بين “الجمعية الوطنية للتوحد” وجامعة الروح القدس في الكسليك وذلك بهدف دعم وتمكين التلاميذ من ذوي الاحتياجات الخاصة وخلق بيئة دامجة ومريحة لهم”.

وفي ختام حديثها قالت فرنجيه “نسعى لنعطي كل جانب من جوانب عملنا حقه، سواء في السياسة والشأن العام أو في الفن والثقافة، وفي العمل الإنساني أيضاً. فرسالتنا وطنية بامتياز، عابرة للمناطق والطوائف والانتماءات، ومركز الشمال للتوحّد وفريق عمله، خير دليل على ذلك.”