Beirut weather 15.41 ° C
تاريخ النشر March 19, 2024
A A A
“تيك توك” بين البيع أو الحظر… صنّاع المحتوى في خطر
الكاتب: راما الجراح - لبنان الكبير

تشهد الحرب الباردة المندلعة منذ سنوات بين الصين والولايات المتحدة الأميركية فصلاً جداً بعد موافقة مجلس النواب الأميركي على تشريع يهدف إلى إجبار الشركة الصينية “بايت دانس” على بيع تطبيق “تيك توك”، قبل الانتخابات الرئاسية التي يخوضها الرئيس الأميركي جو بايدن في حساب نشط على التطبيق الصيني حتى وهو يعد بتوقيع قانون حظره، في حين انقلب خصمه دونالد ترامب إلى مدافع عن “تيك توك” بعدما أيد منعه سابقاً.

وأعرب المشرّعون والبيت الأبيض عن مخاوفهم من أن ملكية الصين لـ”تيك توك” تشكل خطراً على الأمن القومي الأميركي، لأن بكين قد تستخدم التطبيق للوصول إلى بيانات الأميركيين، أو إطلاق حملات تضليل يمكن أن تؤثر على إجراءات مصيرية.

وإذا أقر مجلس الشيوخ مشروع القانون ووقعه الرئيس بايدن ليصبح قانوناً، فإنه سيفرض عقوبات مدنية على متاجر التطبيقات، مثل تلك التي تديرها “أبل” و”غوغل”، إذا سمحت بتنزيل “تيك توك” أو تحديثه، والتطبيق موجود بالفعل على ملايين الهواتف في الولايات المتحدة، ولكن من المرجح أن يؤدي تقييد التحديثات إلى تدهور قدرة المستخدمين على الوصول إليه، وسيستكمل ذلك، بإجراء يحظر على شركات الخوادم المساعدة في انتشار التطبيق.

واستنكرت إدارة موقع “تيك توك” التوجه إلى حظر التطبيق الالكتروني في الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن ذلك سيحرم ١٧٠ مليون أميركي من الحق في حرية التعبير، ويلحق أضراراً بملايين رجال الأعمال، ويحرم الفنانين من جماهيرهم، ويقوّض رفاهية الكثير من المبدعين في البلاد.

سبب الخلاف بين أميركا و”تيك توك”
أوضح المستشار في أمن المعلومات والتحول الرقمي رولان أبي نجم عبر موقع “لبنان الكبير” أن “النقطة الرئيسية هي موضوع داتا وبيانات المستخدمين، وهناك أكثر من ١٧٠ مليون أميركي يستخدمون تيك توك، ومواقع التواصل الاجتماعي عبر أخذ بيانات المستخدمين واستخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي يستطيعون استهدافهم بالمحتوى الذي يحلو لهم، والتأثير عليهم وعلى الرأي العام. ومنذ عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب كان الهدف عدم السماح لشركة بايت دانس الصينية بالسيطرة على منصة تيك توك، اذ يعتبرون أن الحكومة الصينية تستطيع السيطرة على بيانات الأميركيين من خلالها، وجاء الرئيس جو بايدن واستمر في العمل على هذا الموضوع، وقاموا بضغوط كبيرة ولكن الشركة لم تمتثل لها، عندها اتفق الحزبان الأميركيان الجمهوري والديموقراطي على قرار حظر تيك توك الذي جاء قبل الاستحقاق الرئاسي في أميركا، وجميعنا يعلم تأثير هذه المواضيع على مسار الانتخابات من خلال تيك توك و١٧٠ مليون مشترك من بينهم نسبة كبيرة من الناخبين والمؤثرين وصناع المحتوى الأميركيين الذين يملكون طريقة اقناع قوية على المنصة يمكنها قلب المعادلة”.

شمولية القرار
القرار لا يشمل “تيك توك” وحسب، بل يمكن استخدامه ضد أي تطبيق في حال كان يقوم بجمع بيانات مواطنين أميركيين، وتمتلكه دولة معادية لهم مثل الصين وروسيا وغيرها، وهذا القرار يحتاج إلى عدة تواقيع منها توقيع الرئيس بايدن، وفي حال وقعه وأصبح ساري المفعول، لديهم ما يقارب ٦ أشهر لاتخاذه، إما أن تقوم الشركة الصينية ببيع حصتها بالكامل حتى يصبح التطبيق غير تابع لأي شركة صينية، أو سيتم حظره في الولايات المتحدة، بحسب أبي نجم.

وبرأي أبي نجم، الشركة الصينية تفضل عدم بيع التطبيق، لكن في الوقت نفسه لا يمكنها تجاهل الضغوط الأميركية في هذا الخصوص، و”تيك توك” تحاول وقف مفعول هذا القرار بالقانون، وفي حال فشلت أمامها خياران لا ثالث لهما، إما بيع التطبيق أو حظره. وفي حال تم حظره في أميركا ستكون لديهم إشكالية كبيرة، لذلك سيفضلون بيعه والافادة من أمواله على أن يتكبدوا خسائر مالية ويخسر التطبيق قيمته.

تأثيرات القرار
وأضاف: “بحسب تقرير نشرته قناة الجديد أن صناع المحتوى أو الـ Tiktokers في لبنان أجمعوا على أن القرار الأميركي سيؤثر عليهم بصورة مباشرة، لأن الأشخاص على هذا التطبيق لديهم متابعون من كل الدول العالم من بينهم أميركا، ومن هؤلاء المتابعين من يدفع الأموال للمؤثرين وغيرهم، وفي هذا الموضوع لا شك في أن كل المؤثرين على تيك توك في كل العالم سيتأثرون بالقرار الأميركي، وطبعاً التطبيق سيخسر كثيراً، عندها ستلجأ الناس إلى تطبيقات لديها شعبية، وليست محصورة بدول معينة مثل انستغرام وغيره”.

ونقلت وكالة “فراس برس” عن نايثان إسبينوزا مستخدم منصة “تيك توك” الذي يضم حسابه أكثر من ٣٠٠ ألف متابع، قوله: “إذا توقف تطبيق تيك توك، فستُضطر عشرات آلاف الشركات الصغيرة الى التوقف عن العمل، وستتعرّض الحياة المهنية للكثير من صنّاع المحتوى للخطر”.

ولفت أبي نجم في ختام حديثه إلى أن “الرئيس ترامب رفض فكرة الحظر بعدما أيدها سابقاً لعدة أسباب أهمها أن هناك مستثمرين في تيك توك هم من الأشخاص الذين يمولون حملته الانتخابية، وفي هذه الحالة يمكن أن يخسر مستثمريه. والنقطة الثانية أن هناك نسبة كبيرة من الناخبين بين الـ ١٧٠ مليون مشترك على تيك توك، لذلك اعتبر ترامب أن الذهاب في اتجاه تأييد قرار الحظر يمكن أن يجعله يخسر ناخبيه”.