Beirut weather 14.1 ° C
تاريخ النشر March 19, 2024
A A A
توقف خدمات الأونروا مشروع إبادة جديد للفلسطينيين!
الكاتب: ديانا غسطين - سفير الشمال

يوماً بعد يوم تزداد معاناة الفلسطينيين جراء الحرب الدائرة في قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول الماضي، لا سيما بعد اعلان الولايات المتحدة الأميركية تعليق تمويل وكالة “الاونروا” في ٢٧ كانون الثاني المنصرم، في خطوة تعد قديمة جديدة اذ ليست المرة الأولى التي تقدم فيها واشنطن على هكذا فعل، وجارتها فيه تسع دول أوروبية أخرى الامر الذي انعكس سلباً على موازنة الوكالة.

وللتذكير، فإن “هيئة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الادني او ما بات يعرف بوكالة “الأونروا” قد تأسست في ٨ كانون الاول ١٩٤٩ بموجب قرار الجمعية العامة للامم المتحدة رقم ٣٠٢، وبدأت عملها في الاول من ايار ١٩٥٠.

هذا وبحسب مدير عام الهيئة التراتبية للدفاع عن حقوق اللاجئين علي هويدى، تقدم الاونروا خدماتها الى ستة ملايين لاجئ فلسطيني موزعين ضمن مناطق عملياتها الخمس أي لبنان، سوريا، الأردن، قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها شرق القدس المحتلة.

ويضيف: من الطبيعي ان ينعكس وقف تمويل الاونروا سلبا على الخدمات التي تقدمها على مستوى الصحة والتعليم والإغاثة والبنى التحتية وبرنامج القروض وبرنامج الحماية التي باتت مهددة بالتوقف، وبالتالي ستكون هناك تداعيات سلبية كثيرة على اللاجئين الفلسطينيين.

ووفقاً للارقام، تضم مناطق عمليات الاونروا الخمسة ما يلي:

– ٧١٥ مدرسة ما بين ابتدائية ومتوسطة وثانوية، وتستضيف هذه المدارس ما يقارب ٦٠٠٠٠٠ طالب وطالبة.

– ١٤٠ مركزاً صحياً، بمعدل زيارات سنوي يقارب التسعة ملايين زيارة.

الى ذلك، فإن برنامج “شبكة الأمان الاجتماعي” يقدم المساعدة الى نحو ٣٠٠٠٠٠ لاجئ فلسطيني، اضف الى تلقي ٥٩٠٠٠ امرأة حامل معونات من برنامج “رعاية ما قبل الولادة”. هذا وتصنف الوكالة ٤٠٠٠٠٠ لاجئ فلسطيني ضمن خانة الأشد عرضة للمخاطر وتساعدهم من خلال برنامج “خدمات الحماية الاجتماعية”.

اما برنامج القروض التي تدفعها الاونروا لتمويل مشاريع صغيرة يستفيد منها اللاجئين الفلسطينيين فيقدم ٣٠٠٠٠٠ قرضاً بقيمة ٢٥ مليون دولار سنوياً.

ويتسائل هويدى عن من سيتحمل مسؤولية العناية بكل هؤلاء اللاجئين في حال توقفت خدمات وكالة الاونروا بسبب تعليق تمويلها. ويلفت الى ان ذلك سيتسبب بتوقف ٣١٠٠٠ موظفاً يعملون في الوكالة عن العمل (٣٠٠٠٠ ثابتين و١٠٠٠ متعاقدين) ما سيرفع نسبة البطالة.

اما على مستوى لبنان فيشرح هويدى ان الاونروا لم تعلن بعد عن ميزانية العام ٢٠٢٤ وطريقة توزيعها، لكن بالنسبة للعام ٢٠٢٣، فكانت حصة لبنان منها ١٦٠ مليون دولار من اصل ١,٦ مليار دولار التي هي ميزانية الاونروا السنوية للعام المنصرم.

ويعمل في الوكالة على مختلف الأراضي اللبنانية ٣٠٥٠ موظفاً، فيما وصل عدد اللاجئين على الأرض الى حوالي ٢٥٠٠٠٠، ٢٣٠٠٠ منهم من الفلسطينيين المهجرين من سوريا, وتبلغ نسبة الفقر بين اللاجئين الفلسطينيين ٨٠% ونسبة البطالة ٨٠%، واستمرار تعليق المساهمات المالية سيسبب ارتفاعاً اضافياً في هذه النسب.

وفي سياق متصل، فإن خدمات وكالة الاونروا في لبنان تتوزع على ١٢ مخيماً رسمياً، وفق الآتي:

– ٢٧عيادة صحية موجودة في المخيمات تتلقى سنويا ٦٠٠٠٠٠ زيارة.

– ٦٣ مدرسة تقدم خدمات التعليم لحوالي ٤٠٠٠٠ طالب وطالبة، فيما يقدم معهد سبلين المهني التعليم لـ ٢٠٠٠ تلميذ.

– ١١٤٠٠٠ لاجئ يتسلمون مساعدات غذائية طارئة.

– ٢٣٠٠ امراة حامل يتلقين رعاية ما قبل الولادة.

– ١٤٢٠٠٠ من اللاجئين الفلسطينيين الأشد عرضة للمخاطر تقدم لهم الاونروا خدمات الحماية الاجتماعية.

– ١٦٠٠٠ قرضاً سنوياً يقدمها برنامج القروض للمشاريع الصغيرة.

– ٦١٠٠٠ لاجئ يستفيدون من شبكة الأمان الاجتماعي.

بالإضافة الى البنى التحتية التي تقدمها الاونروا في المخيمات أي المجاري وجور الصرف الصحي وتعبيد الطرقات، والتي كلها ستتأثر بشكل كبير جدا جراء وقف التمويل.

الى ذلك، يؤكد هويدى لا يمكن لاي منظمة اممية او غير اممية ان تتحمل مسؤولية تقديم الخدمات للاجئين الفلسطينيين ولا حتى الدولة المضيفة نفسها. فلبنان غير قادر على تحمل هذه المسؤولية، اضف الى انه في حال أراد ان يأخذ بعين الاعتبار بديلا عن الاونروا فذلك سيكون مقدمة لشطب مسمى لاجئ وعملية تذويب للاجئين في الدولة المضيفة وهذا ما يرفضه على السواء اللاجئين والدول المضيفة.

ويتابع: في حال وافق لبنان على استبدال وكالة الاونروا، فإن ذلك سيكون هذا بمثابة فضيحة سياسية. اذ ان الموافقة تعني انه بات شريكاً في المشروع الأميركي – الصهيوني الرامي الى توطين اللاجئين الفلسطينيين في أماكن تواجدهم وهذا ما سيسبب حالة صدام ما بين الدولة المضيفة أي الدولة اللبنانية وما بين اللاجئ الفلسطيني.

ويشدد هويدى على توافق اللاجئ الفلسطيني التام مع مقدمة الدستور اللبناني التي تقول لا للتوطين. ويرى ان الحل يكمن في ان يدعو لبنان بكل الإمكانات الديبلوماسية التي يملكها وسواها من الوسائل الى استمرار عمل وكالة الاونروا، ويعمل على توفير الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للاجئين الفلسطينيين ليتمكنوا من العيش بكرامة الى ان يحين الوقت المناسب ويعودوا الى ارض فلسطين.

اذاً، هو شريان الحياة الرئيسي بالنسبة للاجئين الفلسطينيين يحاول العدو الإسرائيلي عن طريق حلفائه قطعه عله ينمكن من ابادتهم واستكمال مشروعه لإقامة دولته على ارضهم. غير ان هذا العدو قد غاب عن باله ان الفلسطينيين هم شعب الله المختار وسيدافعون عن ارضهم المقدسة حتى تحرير آخر شبر منها.