Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر March 8, 2024
A A A
المرأة في السياسة… نظرة واقعية بالارقام
الكاتب: نور فياض - موقع المرده

يحتفل باليوم العالمي للمرأة في الثامن من اذار من كل سنة، ويشكل هذا اليوم رمزاً للكفاح النسوي والمطالبات من أجل تعزيز حقوق النساء بمواجهة التمييز وانعدام المساواة، ويأتي احتفاء اليوم العالمي للمرأة في عام ٢٠٢٤ تحت شعار “الاستثمار في المرأة لتسريع وتيرة التقدم” من أجل تسليط الضوء على قضية ضمان حقوق النساء والفتيات ودورهن الفعال في بناء السلام وشتى مناحي الحياة.

* ما هو اصل يوم المرأة العالمي؟

في عام ١٩١٠، قامت كلارا زيتكن بتأسيس اليوم العالمي للمرأة، وهو حدث نشأ من قلب الحركة العمالية وتطور ليصبح اعترافًا سنويًا من قبل الأمم المتحدة.
بدأت الفكرة في عام ١٩٠٨ عندما تظاهرت ١٥ ألف امرأة في شوارع نيويورك، مطالبات بتحسين ظروف العمل والحصول على حقوق مثل الحق في التصويت.
بعد عام من تلك المسيرة، أعلن الحزب الاشتراكي الأمريكي عن اليوم العالمي للمرأة لأول مرة، وقد تبنت كلارا زيتكن، الناشطة اليسارية والحقوقية النسوية، فكرة جعل هذا اليوم عالميًا.
وخلال مؤتمر دولي للمرأة العاملة في كوبنهاغن، حظيت الفكرة بتأييد واسع من ١٠٠ امرأة من ١٧ دولة مختلفة.
عام ١٩٦٦ تحول هذا اليوم الى عطلة رسمية في الاتحاد السوفياتي اما الاعتراف الاممي به فحصل عام ١٩٧٧.

* المرأة والعمل السياسي

تختلف نسبة مشاركة المرأة في الحياة السياسية من دولة إلى أخرى وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى أنه “اعتبارا من آب عام ٢٠١٥، لم يكن هناك سوى ٢٢ في المائة من جميع البرلمانيين الوطنيين هم من الإناث، وهو ارتفاع بطيء من ١١.٣ في المائة عام ١٩٩٥”.
وفي دراسة لسنة ٢٠٢٢، كشف تقرير ل «ديليوت» بنسخته السابعة تحت عنوان «نساء في مجال الإدارة: منظور عالمي» عن زيادة نسبة النساء في مجالس الإدارة في ٥١ دولة إلى ١٩.٧ في المائة بنهاية عام ٢٠٢٢، بزيادة تبلغ ٢.٨في المائة عن عام ٢٠١٩. وعلى الرغم من بطء وتيرة التقدم، فإن الشركة عدّت هذا التطور «سبباً للتفاؤل» بين الباحثين.

* كيف بدأت مشاركة المرأة في الحياة السياسية؟

في ١٩٦٠، أصبحت سيريما باندرانايكا في سيلان (سريلانكا حالياً) أول امرأة منتخبة ديمقراطياً على رأس حكومة في العالم، وفي عام ١٩٦٦ أصبحت إنديرا غاندي رئيسة وزراء الهند، اما عام ١٩٨٩ فقد اصبحت أصبحت أيسلندا أول بلد في العالم ينتخب امرأة رئيسة له، هي فيغديس فينبوغادوتير، بالاقتراع الشعبي المباشر.
وبعد ست سنوات اصبحت ايزابيل بيرون رئيسة للأرجنتين
لبلادها.
عام ١٩٩٥ اصبحت السويد اول بلد في العالم يضم حكومة فيها عدالة تمثيل بين الجنسين إذ تألفت من ١١ امرأة و١٠ رجال.
في عام ٢٠٠٨ اصبحت رواندا اول بلد تشكل فيه النساء غالبية اعضاء برلمانه.

المانيا هي البلد الوحيد ضمن مجموعة السبع الذي حكمته امرأة هي انجيلا ميركل وقد كانت مارغريت تاتشر الأولى في هذا المجال مع توليها رئاسة وزراء بريطانيا سنة ١٩٧٩

* المرأة اللبنانية في الحياة السياسية
العام ١٩٦٣ انتُخبت ميرنا البستاني بالتزكية، أول نائبة لبنانية وتولت من بعدها عدة نساء مناصب نيابية و وزارية لكن بعدد خجول.
العام ١٩٩٢، فازت مهى الخوري أسعد بالتزكية عن دائرة جبيل، بعدما بدأت عملها السياسي إثر اغتيال شقيقها غيث الخوري في العام نفسه، انتُخبت بهية الحريري شقيقة الرئيس الشهيد رفيق الحريري نائبة عن دائرة صيدا، وعام ٢٠٠٥فازت غنوة جلول عن محافظة بيروت وانتُخبت رئيسة للجنة تكنولوجيا المعلومات.
في العام ٢٠٠٥، ارتفع عدد النواب النساء في البرلمان، ففاز بالإضافة إلى الحريري ونائلة معوض كل من: ستريدا جعجع ، وجيلبرت زوين ، وصولانج الجميل.

شهدت الحكومة الثانية في عهد الرئيس ميشال عون تعيين أربع سيدات في مناصب وزارية، وهي المرّة الأولى التي تشارك فيها النساء بهذا العدد في المجلس الوزاري، إذ اقتصرت المشاركة في المرّات السابقة على وزيرتين على الأكثر. البارز على هذا الصعيد، هو تعيين سيدة (ريا الحسن) في منصب وزيرة الداخلية، لتكون بذلك أول وزيرة داخلية في العالم العربي
وقد كانت الحكومة السابعة والستون، التي ترأسها عمر كرامي، في عهد الرئيس إميل لحود، أول حكومة تضم عنصرًا نسائيًا في طاقمها الوزاري. إذ تمّ حينذاك، تعيين ليلى الصلح حمادة ابنة رئيس الحكومة اللبنانية الراحل رياض الصلح، وزيرة للصناعة، كما عُيّنت وفاء الضيقة حمزة وزيرة دولة لشؤون مجلس النواب وهي ناشطة في الحقل العام ومدافعة عن قضايا المرأة.
بعد استقالة الحكومة الثامنة والستين برئاسة نجيب ميقاتي في تموز ٢٠٠٥ في عهد الرئيس لحود، تشكلت الحكومة التاسعة والستون برئاسة فؤاد السنيورة وعُيّنت النائبة نائلة معوض وزيرة للشؤون الاجتماعية.
وبرئاسة السنيورة أيضًا، شهدت الحكومة السبعون، والأولى في عهد الرئيس ميشال سليمان، تعيين النائبة بهية الحريري وزيرة للتربية والتعليم العالي.
انضمت إلى الحكومة الحادية والسبعين، وهي الحكومة الثانية في عهد الرئيس سليمان برئاسة سعد الدين الحريري ريا الحسن وزيرة للمالية. كذلك عُيّنت منى عفيش وزيرة دولة في الحكومة نفسها. وفي الحكومة الثالثة والسبعين، والرابعة في عهد الرئيس ميشال سليمان، التي ترأسها تمّام سلام تمّ تعيين القاضية أليس شبطيني وزيرة للمهجرين، وكانت قد تولت رئاسة محكمة التمييــز العسكريــة. وفي الحكومة الرابعة والسبعين، والأولى في عهد الرئيس ميشال عون، التي ترأسها سعد الدين الحريري عُيّنت عناية عز الدين المتخصصة في الطب المخبري، وزيرة دولة لشؤون التنمية الإدارية.
في حكومة حسان دياب عام ٢٠٢٠ تقلدت السيدات في الحكومة اللبنانية الجديدة ثلث الحقائب الوزارية، وعددها ست وزارات هي: الدفاع والعدل والإعلام والعمل، والشباب والرياضة، والمهجرين وذلك للمرة الأولى في تاريخ البلاد.
اما الوزيرات فهن: لميا يمين وزيرة للعمل، زينة عكر وزيرة للدفاع، وماري نجم وزيرة للعدل، فارتينه أوهانيان وزيرة للشباب والرياضة، غادة شريم وزيرة للمهجرين ومنال عبد الصمد وزيرة للإعلام.
وصل عدد النساء المرشحات لانتخابات ٢٠٢٢ إلى ١٥٧ امرأة انخرطت ١١٨ منهن في ٦٤ لائحة انتخابية من بين اللوائح الـ ١٠٣ المتنافسة، وكان عدد المرشحات وصل في انتخابات العام ٢٠١٨ إلى ١١١ مرشحة انخرطت ٨٦ منهن في اللوائح لخوض الانتخابات، وصلت ٦ منهن إلى المجلس النيابي.

على الرغم من التطور الذي يسود العالم الا ان المرأة لا يزال تواجدها في الحياة السياسية خجولا نوعا ما، فهل سنشهد في الحكومات الجديدة تمثيلا اكبرا لها؟وهل ممكن ان تصل يوما ما الى سدة الرئاسة؟.
قبل التفكير بهذه التساؤلات يجب اولاً اعطاء المرأة كامل حقوقها وهذا ما تحتاجه اكثر من عبارات التهنئة في عيدها!.