Beirut weather 21.41 ° C
تاريخ النشر February 4, 2024
A A A
“الخماسيّة” تفرمل اندفاعتها الرئاسيّة: حسابات الحقل والبيدر
الكاتب: بولا مراد - الديار

دقق كثيرون بالحراك المفاجئ لسفراء دول اللجنة الخماسية قبل اكثر من اسبوع. اعتقد البعض ان هناك ما يفوتهم وان اتفاقا او صفقة ما تمت في الخارج وآن اوان ترجمتها داخليا. الا انه وبعد انجلاء غبار الحراك تبين انه لا ينطلق من اية معطيات جديدة وان هدفه الوحيد تحريك المياه الرئاسية الراكدة تنفيذا للوعود التي كان قد قُطعت لجهة العودة للاهتمام بالملف مطلع العام الجديد.

وبحسب معلومات “الديار” فان سفراء “الخماسية” يعتبرون ان مجرد التحرك يخلق جديدا يمكن ان يُبنى عليه. اذ ليس من السهل ان يُعبر سفراء دول اساسية كالولايات المتحدة الاميركية وفرنسا والسعودية وقطر ومصر عن اهتمام دولهم بلبنان وبحل الازمة الرئاسية فيه، هذه الدول المنهمكة جميعا بالوضع في غزة وبالمساعي للوصول لاتفاق على وقف اطلاق النار. وتقول مصادر معنية بالملف ان “التعويل كان على امكانية فصل ملف الرئاسة عن حرب غزة ونتائجها، فيتم البناء على التلاقي الذي تم على تمديد ولاية قائد الجيش العماد جوزيف عون للانطلاق منه لمحاولة تسويق عون مرشح توافقي”، لافتة الى ان “حسابات البيدر لم تتطابق مع حسابات الحقل، اذ وصل لسفراء “الخماسية” جوابا حاسما من “الثنائي الشيعي” برفضه التنازل عن ترشيح رئيس “المرده” سليمان فرنجيه”. وتضيف المصادر:”رغم الايجابية التي عبّر عنها الرئيس بري لجهة استعداده وحزب الله تفادي ربط ملف غزة بملف الرئاسة في لبنان، الا ان الاصرار على فرنجيه ورفض الانتقال للبحث بخيار المرشح الثالث بدا واضحا انه ربط ضمني بين الملفين”.

 

وتشير المصادر الى انه “ورغم كل النفي ومحاولة اشاعة اجواء ايجابية، الا ان جواب “الثنائي” لا شك احبط “الخماسية” التي كانت متحمسة لتمرير مرشح ثالث وسط غبار معارك غزة، فقررت فرملة مساعيها بعدما كانت تستعد لجولة على المسؤولين اللبنانيين، فاذا بها تحصرها ببري”.

وتضيف المصادر:”من المرتقب ان يعود السفراء لتنشيط حركتهم بعد زيارة وزير الخارجية الفرنسية المرتقبة يوم الثلاثاء. صحيح ان الملف الذي يتصدر اهتماماته هو الوضع جنوبا الا انه سيطل على الملف الرئاسي وان كانت باريس قد وصلت الى قناعة بأن فصل الملفات بات مهمة شبه مستحيلة”.

فما اعلنه حزب الله قبل اسابيع وابلغه لكل الموفدين الدوليين لجهة رفضه النقاش بأي اتفاق مع اسرائيل مرتبط بالوضع في الجنوب قبل وقف اطلاق النار في غزة، كرره نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم مؤخرا برد على محاولات الموفدين الجدد، سواء الوزير الفرنسي الجديد او وزير الخارجيّة البريطانيّة دايفيد كاميرون. ويبدو واضحا، حتى ولو لم يعلنها صراحة ان الحزب ليس بصدد تقديم اي تنازل بالملف الرئاسي قبل جلاء المشهد الاقليمي خاصة وانه يعتبر انه وحلفاءه يخرجون منتصرين من حزب غزة، والمنتصر لا يقدم تنازلات انما بالعكس يستثمر انتصاره.

وتخشى مصادر نيابية في المعارضة ان “يكون الملف الرئاسي اكثر تعقيدا بعد من وضع غزة والجنوب معتبرة انه في خال حصلت هدنة ادت لوقف شامل لاطلاق النار فذلك سيسري على جبهة الجنوب تلقائيا. اما الرئاسة، فهي قد تبقى عالقة اشهرا او حتى سنوات باعتبار ان موازين القوى الداخلية وبالتحديد تلك البرلمانية لا تسمح لاي من الاطراف بايصال مرشحها المفضل في حال لم تكن التسوية كبيرة لدرجة تشمل هذا الملف ومعه ملف رئاسة الحكومة والوضع النقدي، فيأتي الحل سلة واحدة والا قد لا يأتي”. وتضيف المصادر:”من يعتقد انه يستطيع ان يمرر انتخابات رئاسية في المعمعة الحالية مخطىء تماما. الملف اكثر تعقيدا مما يعتقد الكثير من الموفدين الدوليين وهو لا يقتصر على مجموعة من الاستحقاقات انما يطال وضعية البلد والنظام”.