<

►

>

بالكاد يتمكن بدوي من السير وراء نعش ولده ماريو الذي قضى بحادث سير مروع في فرنسا، لم يخطر بباله يوما هذا المشهد، كان يتوقع ان توافيه المنية قبل فلذة كبده، هو الذي تعب وضحى وعمل واصلاً الليل بالنهار لتعليم وتربية اولاده تربية صالحة، وهو بات مضرب مثل في طريقة تعاطيه مع نجله من ذوي الاحتياجات الخاصة.
مثل الوالد حالة ايفا الام التي تتكىء على صديقتين لتتمكن من الوصول الى الكنيسة للمشاركة بصلاة الجنازة على روح من سهرت الليالي ليشب ويرسم طريقه في الحياة بمخافة الله والتواضع الميزة التي لطالما تحلت بها ونقلتها الى اولادها.
لا يليق الحزن ببدوي وايفا فهما كانا دائما مبتسمين في وجه كل من يعرفهما ومن لا يعرفهما، هو في مستشفى اهدن الحكومي متفانٍ في عمله، وهي في مستشفى في طرابلس تعمل على زرع البسمة في القلوب المحتاجة.
بالامس وقفا بدوي وايفا بانحناء امام مشيئة الله وفي القلب غصة كبيرة على غربة سرقت حياة نجلهما فيما زوجته الشابة في غرفة العناية الفائقة تصارع الموت لتتمكن من النجاة من اجل ابنهما الذي انقذته العناية الالهية باعجوبة.
بالامس شيعت زغرتا عريسها الشاب ماريو الحلبي بمأتم حاشد وزفته الى مثواه الاخير بالورود والدموع الغزيرة التي احتلت كل الوجوه المشاركة في مشهد وداع تفطر له القلوب، اذ حمل رفاق ماريو نعشه الابيض على الكف وسط يافطات التعزية واكاليل الزهر الى كنيسة مار جرجس حيث اقيمت صلاة الجنازة بحضور النائب السابق جواد بولس وحشد من المعزين الذين ضاقت بهم الامكنة فيما رفعت الصلوات كي يحفظ الرب ماريو بين الابرار والصدقين.