Beirut weather 22.41 ° C
تاريخ النشر May 31, 2018
A A A
40 ألف جندي سوري ينتظرون لبِدء الهجوم
الكاتب: رأي اليوم

سِباقٌ مُتسارِع بين الحَلَّين الدِّبلوماسيّ والعَسكريّ في جَنوب سوريا… 40 ألف جُندي سوري يَنتَظِرون الضُّوء الأخضَر لبِدء الهُجوم.. والأُردن يَدعو للقاءٍ ثُلاثيٍّ.. وليبرمان يطير إلى موسكو لمَعرِفَة نواياها.. لماذا نَعتقِد أن الحَسم العَسكريّ هو الأكثَر تَرجيحًا؟
*

يَصِل إلى موسكو اليوم الخميس إفيغدور ليبرمان، وزير الحَرب الإسرائيلي، للتَّعرُّف على نوايا موسكو تُجاه المَوقِف في جنوب غرب سوريا، وخُطط الجيش السوري لاستعادَة هذه المَناطِق، وفتح المَعابِر الحُدوديّة من الأُردن بالتَّالي.

هُناك سِباق في الوَقت الحاليّ بين التَّحشيدات العَسكريّة التي يَعكِف عليها الطَّرفان الرَّئيسيان في هذهِ الأزمة، أي الجيش العربي السوري الذي أعدَّ قُوَّةً من 40 ألف جندي مُزوَّدة بالدَّبابات وراجِمات الصَّواريخ من طِراز “جولان 1000″، وبين فصائِل الجيش السوري الحُر وحُلفائِه الذي يَحشِد قُوَّة في حُدود 15 ألفًا من المُقاتِلين المَدعومين أميركيًّا في مِنطَقة درعا، علاوةً على ألفَين آخرين في مِنطقة القنيطرة، والشَّق الثًّاني من هذا السِّباق دِبلوماسي بالدَّرجةِ الأُولى، حيث اقترحت الحُكومة الأردنيّة عَقد لقاء ثلاثي روسي أردني أميركي في عمّان لبَحث التوصُّل إلى تِسويةٍ سياسيّة تَنزَع فَتيل التَّوتُّر، وتَحول دُون حُدوث المُواجَهة العَسكريّة وما يُمكِن أن يترتَّب عليها من تَدفُّق مِئات الآلاف من اللاجِئين إلى الجانِب الأُردني من الحُدود.

موسكو رحَّبت بعَقد اللِّقاء الثُّلاثي حسب ما جاءَ على لِسان ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجيّة الروسي، ولكن من غَير المُحتَمل عقد هذا اللقاء إذا فَشِل ليبرمان في فَرضِ شُروطِه على مُضيفيه الرُّوس أثناء زِيارَتِه لموسكو.

العَقبة الرئيسيّة التي كانت تَحول دون التَّوصُّل إلى اتِّفاقٍ، وتتمثَّل في وجود قُوّات إيرانيّة في الجَنوب السوري، تم إزالَتها، بإعلان إيران عن سَحب جميع قُوّاتها تَجاوبًا مع مَطالِب ثُلاثيّة، إسرائيليّة روسيّة أميركيّة، الأمر الذي جعل طَريق دِمشق عمّان مَفتوحةً أمام قُوّات الجيش العربي السوري وبِدَعمٍ روسيٍّ في حالِ تَعثُّر الجُهود الدِّبلوماسيّة.

استعادة الجيش السوري سَيطرته على مَناطِق الجنوب الغربي، وإخراج جميع المُسلَّحين منها، على غِرار ما حدث في حلب وحمص ودير الزور والغُوطة الشرقيّة مَطلب يبدو مَنطقيًّا لا يَحِق لإسرائيل أو أميركا الاعتراض عليه، خاصَّةً بعد إزالة الذَّريعة الإيرانيّة.

تصريحات لافروف حول ضرورة انسحاب جميع القُوّات غير السوريّة من دَرعا والقنيطرة تَظل مَنقوصة، وتُشَكِّل استسلامًا لِوِجهَة النَّظر الإسرائيليّة، إلا إذا جَرى تعميم المَبدأ نفسه على كُل الأراضي السُّوريّة بِما في ذلك انسحاب القُوّات التركيّة والأميركيّة أيضًا.

نُدرِك جيّدًا أن روسيا لا تُريد أن تَخسَر جميع إنجازاتها على الأرض السُّوريّة في حالِ حُدوث حَربٍ إيرانيٍة إسرائيليّة، ولكن هذا لا يعني أنّ إسرائيل التي تحتل هضبة الجولان، وكُل فِلسطين، وتَرتكِب مجازر في قِطاع غزّة يجب أن تكون الآمِر النَّاهي الذي يَفرِض شُروطِه على المِنطَقة وقادَتها وحُلفائِهم، ونحن نَتحدَّث هُنا دون مُوارَبةٍ عن روسيا.

هذهِ الإملاءات الإسرائيليّة يجب أن يُوضَع لها حد إذا أرادت القِيادة الروسيّة الحِفاظ على إنجازاتِها ليس في سوريا فقط، وإنّما في المِنطَقة الشَّرق أوسطيّة والعالم الإسلامي بأسْرِه، وهِي إنجازاتٍ كَبيرة سِياسيًّا وعَسكريًّا ومَعنويًّا.