Beirut weather 22.41 ° C
تاريخ النشر January 17, 2021
A A A
يتجهون إلى مواجهة داخلية عنيفة.. انقسام عميق بين الجمهوريين وقلق بشأن مستقبل الحزب الأميركي
الكاتب: نيويورك تايمز

قالت صحيفة New York Times الأميركية، السبت 16 يناير/كانون الثاني 2021، إن زعماء الحزب الجمهوري في الولايات المتحدة يتجهون إلى مواجهة داخلية عنيفة، لأن بعضهم يناور لإحباط تأثير الرئيس المنتهية ولايته، دونالد ترامب، على حزبهم في الانتخابات المستقبلية، بينما تتطلع القوى المنحازة إلى ترامب إلى معاقبة المشرِّعين الجمهوريين والمحافظين الذين انقلبوا عليه.

حيث إن المواجهة الداخلية “المريرة” تسلط الضوء على الانقسامات العميقة التي أحدثها ترامب في الحزب الجمهوري، وفقاً للصحيفة الأميركية التي أكدت أن الحملة القادمة ستمثل اختباراً محورياً لاتجاه الحزب، خاصة مع سلسلة من الاشتباكات تلوح في الأفق خلال الأشهر المقبلة.

إذ يتصاعد الخلاف بالفعل في العديد من الولايات الرئيسية المتأرجحة في أعقاب تحريض ترامب لبعض أنصاره على اقتحام مبنى الكابيتول يوم الأربعاء 6 يناير/كانون الثاني 2021. ومن هذه الولايات، ولاية أريزونا التي يسعى النشطاء المتحالفون مع ترامب فيها إلى توجيه اللوم إلى الحاكم الجمهوري الذي يعتبرونه غير موالٍ بشكل كافٍ للرئيس المنتهية ولايته. وفي جورجيا يريد فصيل يميني متشدد هزيمة الحاكم الحالي في انتخابات أولية.

لكن في واشنطن يشعر الجمهوريون بقلق خاص من بعض أعضاء مجلس النواب من اليمين المتطرف الذين قد يترشحون لمجلس الشيوخ في الولايات المتأرجحة؛ مما قد يشوّه الحزب في بعض من أهم المناطق من الناحية السياسية في البلاد. ويحاول السيناتور ميتش ماكونيل الوصول إلى تصور لحملة واسعة النطاق لمنع مثل هؤلاء المرشحين من الفوز في الانتخابات التمهيدية في الولايات المهمة.

إلا أن المجموعة السياسية الموالية لترامب لا تبدو أقل تصميماً، ويعملون على التحضير لمواجهة المسؤولين الجمهوريين الذين صوتوا لعزل ترامب، أو حتى الذين اعترفوا بفوز جو بايدن في السباق الرئاسي.

صحيفة New York Times الأميركية تشير إلى أن الجمهوريون من كلا طرفي الصراع يعترفون علانية بأنهم يتجهون نحو المواجهة.

بينما في السر، يشعر المسؤولون الجمهوريون بالقلق إزاء احتمال شنّ حملات للسيطرة على المناصب العليا من قِبل بعض النواب البارزين في مجلس النواب الذين اعترضوا نتائج الانتخابات ونشروا نظريات المؤامرة. ومن بين هؤلاء النواب مارغوري تايلور غرين من جورجيا، ولورين بويبرت من كولورادو، وآندي بيغز من ولاية أريزونا. وتملك الولايات الثلاث كلها انتخابات على مقاعد مجلس الشيوخ وحكم الولاية في عام 2022، وفقاً للصحفية الأميركية.

كان الأمر المثير للدهشة هو تحدث عدد من المحافظين الرئيسيين في مجلس النواب بصراحة عن مدى إضرار ترامب بنفسه في أعقاب الانتخابات، الذي بلغ ذروته مع دوره في إثارة أعمال الشغب.

في هذا الصدد يقول باتريك ماكهنري، النائب عن ولاية كارولينا الشمالية إنه في اليوم التالي للانتخابات، كانت مسألة القيادة تلك في يد شخص واحد بلا أي تشكيك، ومع نهاية كل أسبوع كان مع الأسف يُضيق الخناق على نفسه بسبب أفعاله، مؤكداً أن الناخبين العاديين سيشاركونه عدم ارتياحه بعد استيعابهم الكامل لأعمال الشغب في الكابيتول.

 

 

هل يسيطر الجناح المتطرّف على الحزب الجمهوري؟
لذا من المتوقع مرور الحزب باختبار مبكر في الأيام المقبلة، حيث يحاول الموالون لترامب تجريد ليز تشيني، السيناتور الجمهورية، من دورها القيادي في مجلس النواب. وإذا حدث ذلك، فربما تكون إشارة للناخبين والمتبرعين إلى أن ما يوصف بالجناح المتطرّف للحزب هو المسيطر؛ مما سيثير قلق الجمهوريين التقليديين في مجتمع الأعمال.

وكان عشرة جمهوريين في مجلس النواب الأميركي قد صادقوا يوم الأربعاء 13 يناير/كانون الثاني 2021، رفقة جميع زملائهم الديمقراطيين، على مشروع قانون لمحاكمة ترامب، فيما لم يدلِ أربعة فقط بأصواتهم، مقابل رفض 197 عضواً.

ما أثار تساؤلات حول مدى احتفاظ ترامب بسطوة على القاعدة الشعبية للحزب الجمهوري، ما يجعل ساسته يخشون من فقدان أصواتهم في حال وقفوا ضده، رغم تورطه بأحداث غير مسبوقة، قادته إلى الوقوف أمام احتمالات تصل إلى حد السجن بتهم جنائية، كما يطالب بعض معارضيه.

كانت شبكة “CNN” الأميركية قد نقلت عن مصدر في الحزب الجمهوري قوله إن النواب الجمهوريين يريدون التصويت لعزل ترامب “لكنهم يخشون على حياتهم وأسرهم”.

 

 

قوة ترامب المهيمنة على الحزب الجمهوري
ففي حين كان من المفترض أن تؤدي خسارة ترامب إلى إعادة ضبط الأوضاع داخل الحزب الجمهوري، فإن تلميح الرئيس إلى الترشح لانتخابات 2024 تعني أنه سيظل القوة المهيمنة في الحزب، ويُلقي بظلال حاجبة على أي شخص يتطلع لخلافته، بل حتى مجرد إمكانية ترشح ترامب مرة أخرى ستحول دون محاولة جمهوريين آخرين لإرساء أسس لحملاتهم وتقديم أنفسهم، خشيةَ أن يُغضبوا ترامب وعشرات الملايين من أنصاره، لا سيما أن كثيرين منهم مقتنعون حقاً بأن الانتخابات قد سُرقت من رئيسهم.

من جهة أخرى، فإن أولئك الذين عملوا مع ترامب- وعلى رأسهم نائب الرئيس مايك بنس، ووزير الخارجية مايك بومبيو، وسفيرة الأمم المتحدة نيكي هايلي- ربما يكونون في الموضع الأصعب على الإطلاق، إذ سيتعين على كل منهم المناورة للحفاظ على مكانته لدى الرئيس، الذي سيصبح قريباً الرئيس السابق، بعد أن أمضوا السنوات الأربع الماضية في تحالف معه.

ومع ذلك فإن بعض المحللين يذهبون إلى أن الثلاثة سيستفيدون من أي نجاح للرئيس في تجميد الساحة السياسية الجمهورية إلى عام 2024. فقد استخدم بنس وبومبيو وهالي أدوارهم في الإدارة لإنشاء سجلات تعريف بأنفسهم على المستوى الوطني، وبناء شبكات مانحين، وتعميق روابطهم مع النشطاء المحافظين. كما أنه في حال ما إذا قرر ترامب في النهاية عدم الترشح فسيدخل هؤلاء السباقَ من البداية، مع أفضلية على الآخرين، الذين هم متأخرون عنهم من الناحية التنظيمية.

 

 

صراع داخل الحزب الجمهوري
لكن على الجهة الأخرى، ولأي مرشح جمهوري محتمل، قد يكون بناء برنامج ترشيح سياسي وطني مهمةً شائكة، أو ربما أسوأ حتى من ذلك، إذا كان ترامب حاضراً في خريطة الترشح لانتخابات 2024. وقد يخشى الاستراتيجيون المخاطرةَ بالانضمام إلى حملة مرشح آخر، ومن ثم إدراجهم في القائمة السوداء خلال ولاية ترامب الثانية، لأنهم عملوا مع مرشح محتمل آخر. علاوة على مهمة أخرى لا تقل صعوبة، وهي المتعلقة بالتقرب إلى المانحين والحصول على دعمهم، فهؤلاء قد يترددون أيضاً خشية التورط في نزاع مع ترامب.