Beirut weather 21.41 ° C
تاريخ النشر August 3, 2022
A A A
هل يُترجم تفاؤل هوكشتاين حلا عادلا.. أم تؤدي المماطلة الى حرب؟
الكاتب: ديانا غسطين - سفير الشمال

في وقت تطغى فيه السوداوية على مختلف الجبهات السياسية والمعيشية، كانت لافتة الاجواء الايجابية التي رافقت زيارة الوسيط الاميركي في ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية آموس هوكشتاين الى بيروت. فإلى جانب تصريحات المسؤولين اللبنانيين عن قرب التوصل الى حل، قال هوكشتاين عقب مشاركته في الاجتماع الذي دعا اليه رئيس الجمهورية في قصر بعبدا، “متفائل جداً وسأعود الى المنطقة قريباً لاستكمال المفاوضات ونأمل الوصول الى اتفاق”.

الا انّ هذه الايجابية المفرطة تدعو الى الاستغراب لا سيما أنّ هوكشتاين لم يحمل في جعبته رداً من العدو الاسرائيلي على الطرح اللبناني الأخير. فهل فعلاً بات لبنان قاب قوسين او ادنى من انهاء ملف الترسيم ام ان كل ما يجري هو من باب التسويف والمماطلة؟.

في السياق، تجزم مصادر مطلعة على الملف ان كل ما يحصل هو دليل على التسويف والتحايل على اللبنانيين من اجل التنازل اكثر. فالوسيط الاميركي لا يزال يصرّ على الاقتراح السابق الذي يقضي بترسيم الحدود على اساس الخط 23 وحصول لبنان على حقل قانا كاملاً، مع العودة الى الخط المتعرج في عمق البحر اي حصول العدو الاسرائيلي على مساحة من البلوك رقم 8. فيما يصرّ لبنان على رفض الاقتراح مع التأكيد على ثوابت ثلاث هي:

أولا: العودة الى طاولة المفاوضات غير المباشرة في الناقورة واي اتفاق سيجري يوقّع هناك.

ثانيا: الترسيم على اساس الخط 23 من دون التنازل عن اي حقل في كامل البلوكات.

ثالثا: رفض اي نوع من الشراكة التجارية او التنقيب مع العدو الاسرائيلي.

الى ذلك، امهل المسؤولون اللبنانيون هوكشتاين مدة اسبوعين للحصول على جواب لمقترحهم.

لا شكّ في ان المقاومة قد نجحت عبر ارسال المسيرات الى كاريش ومن ثم عن طريق الفيديو الذي نشرته يوم وصول هوكشتاين الى بيروت، في تراجع الوسيط الاميركي عن مقترحه السابق بما خص التعاون في الحقول المشتركة والتنقيب وتقاسم الحصص والارباح عبر شركة واحدة تعمل على الحدود. فهل تكون الحرب هي الحل في حال عاد هوكشتاين خالي الوفاض؟

خطوة اساسية وضرورية يجب القيام بها قبل الذهاب الى الحرب، تتمثل في توقيع تعديل المرسوم 6433 وايداعه الامم المتحدة. وتعزو المصادر اسباب هذه الخطوة الى ان الذهاب الى الحرب سيؤدي الى دمار لدى الطرفين ولا احد يريد حرباً. في وقت تمنح هذه الخطوة لبنان، اذا ما قام بها، فرصة لاخضاع العدو الاسرائيلي. فموضوع النزاع اليوم هو على مساحة 1430 كلم مربع يشكل حقل كاريش 1.5% منها، وبما ان العمل في كاريش قد بدأ منذ قرابة العشر سنوات وبما ان المساحة المتبقية لم يبدأ العمل بها ولم تلزّم لأي شركة من قبل العدو الاسرائيلي، فإنّ تعديل المرسوم اذا ما حصل سيحرم كيان العدو من تلزيم البلوكات المتواجدة بين الخطين 23 و29 والبلوك 72 اي دورة التراخيص الرابعة، وعليه تنقلب المعادلة ويذهب لبنان الى المفاوضات من منطلق القوي.

اما في حال بقي المرسوم على ما هو عليه اليوم اي الخط 23 ووصلنا الى الحرب فإننا سنعود الى التفاوض من نقطة الصفر.

اذاً، هي دوامة دائرة كيفما تحركت تعود بالامور الى ضرورة تعديل المرسوم 6433 وايداعه الامم المتحدة في سبيل الحفاظ على الحدود والثروات. والى ان يقضي الله امراً كان مفعولا، يبقى الامل بالمقاومة والعين على قدراتها في استعادة الحق واخضاع العدو الاسرائيلي.