من المتعارف عليه أنّ مفهوم الدولة العظمى هي “الدولة التي لا تقهر”، الاّ أن أفعال وممارسات بعض رؤساء هذه الدول تناقض هذا المفهوم جملة وتفصيلاً، فيلفت أحد المراقبين لموقع “المرده” الى أن “الرئيس الاشقر يمضي ويلهو من حين الى آخر في أمور سطحية على موقع “تويتر” ويهتم بالحسناوات وينتفض على الاعلام بخاصة قناة الـCNN التي ردّت عليه أمس قائلة: “ليس من واجب الـCNN ان تمثل الولايات المتحدة في الخارج، بل انه واجبك، وعملنا هو نقل الاخبار”.

أمور تافهة تحتل جانباً كبيراً من يوميات الرئيس الأميركي دونالد ترامب ويقابلها “ماراتون” وعمل جدي وديبلوماسي وفي المجالات كافة يقوم به الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لحل الازمة السورية وآخرها اللقاء مع الرئيس السوري بشار الاسد وقمة سوتشي الثلاثية التي ضمت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والايراني حسن روحاني.

وقال المراقب: “وكأننا نشعر ان أميركا “الجبارة” على خطى التقهقر، قيادتها السياسية ضعيفة جداً وبكل المقاييس، فرأس الهرم فيها الذي يتمتع بصلاحيات واسعة جداً لم يسع حتى الآن الى وضع استراتيجيا واضحة وبعد مرور حوالى تسعة اشهر على تسلمه زمام الامور ودخوله البيت الأبيض أو بالأحرى استراتيجيات لمواجهة التحديات التي تتهدد أميركا والعالم”.

ورأى أن “أميركا أثبتت للعالم أن كل ادعاءاتها باطلة بدءاً من قصة التحالف الدولي الذي أوهمت به العالم انها شكلته للقضاء على الارهاب ليتبين فيما بعد أن كل ذلك ليس مجدياً لا بل واشنطن بنفسها تدعمه وبقوة وفي كل آنٍ وصولاً الى الاتهامات التي وجهتها القيادة الاميركية للرئيس السوري بشار الاسد ومحاولة اقصائه عن السلطة ليتحقق ما لا ترجوه أميركا. فالكل يلتفّ حول “الرئيس الاستراتيجي”، فرنسا لا ترى في تنحيه ضرورة وكذلك المانيا وتركيا تسعى الى تطبيق العلاقات مع سوريا”. ونزيد على ذلك “الثورة” التي اعقبت اعلان ترامب أنه بصدد الغاء الاتفاق النووي التاريخي ليلقى اصداءً سلبية ووقوف اغلبية الدول خاصة الاوروبية الى جانب ايران وتمسكها بالاتفاق”.

في المقلب الآخر، لفت المراقب الى ان “بوتين على عكس ترامب اثبت للعالم ان القوات الروسية كانت رادعة بوجه الارهاب وحققت نتائج مهمة وانه رئيس قوي في صلب “بيته” وفي الخارج وانه صديق مخلص وقت الشدة”.

أضاف: “أمام هذا المشهد يمكن القول لا التأكيد ان اميركا فاشلة داخلياً وخارجياً، وكل التطورات تشير الى أن الدول باتت تتخلى عنها شيئاً فشيئاً وان نظيرتها روسيا تكسب الكثير من الثقة”.

ويبقى السؤال: هل تتحول روسيا الى قوة عالمية اولى؟