Beirut weather 20.41 ° C
تاريخ النشر July 7, 2016
A A A
مَنْ يستطيع حلّ هذه الحَزّورة؟
الكاتب: الياس الديري - النهار

من قديم الزمان إلى يومنا هذا، وأنا أسمع كبار اللبنانيّين يردّدون في “موسم” الأزمات المعقَّدة “الحركة بركة”.

ولكن يبدو أن الحركة ليست دائماً بركة، ولا تنتج بركة في كل المجالات والحقول.
فبعد سنتين من الحركة، والسعي، وبذل الجهود، والمحاولات على بيدر الفراغ الرئاسي، بقي كلُّ شيء في أرضه. وبقي لبنان بلا رئيس جمهوريَّة. وبقيت العقدة خارج لبنان، وحلَّها ليس في أيدي اللبنانيّين.

أين يقيم هذا الحل، إذاً؟
في الخارج حتماً. ناس يقولون إنه في صناديق ايران. وآخرون يؤكّدون ويجزمون ويشارطون أن لا حل رئاسيّاً في هذا اللبنان من دون أميركا وروسيا…

لنسلَّم جَدَلاً أن الاستحقاق الرئاسي المعطّل طوال هذه المدة ينتظر “الأوامر” من واشنطن وموسكو، سواءً في اتجاه طهران، أم في اتجاه بيروت، أم في الاتجاهين معاً، فماذا تنتظر العاصمتان لتحقيق هذا “الحلم”؟

ثم ما الذي يتغيَّر، أو يتعثَّر، إذا تمكَّن لبنان اليوم، أو أمس، أو غداً، من انتخاب رئيس للجمهوريَّة. سواء بالنسبة إلى أميركا والروسيا العظمى؟
وعَلامَ يمون هذا اللبنان، أو ما الذنب الذي ارتكبه تجاه واشنطن وموسكو، وطهران استطراداً كليّاً، كي يُقاصص طوال سنتين وشهر وأسبوعين، وربما لأشهر أخرى على الطريق، على هذا النحو، ويبقى طوال هذه المدة بلا رئيس… فيما نيران المعارك المتواصلة تزنِّره، من سوريا الى العراق؟

وفوق الدكَّة شرطوطة، و”داعش” واخوات إن وكان وليت ولعلَّ…
لِمَ لا يتقدَّم مجلس الوزراء، المتلهّي دائماً بتوزيع الحصص، بأسئلة من هذا النوع إلى أميركا وروسيا وإيران وتركيا وسوريا والأم الحنون، وكل مَنْ له يد أو أصبع مشكوك فيه حول الطبخة الرئاسيَّة؟

أَوَنبقى هكذا، بلا رئيس؟
ومن غير أن يعلم أحد حقيقة الأسباب، وما وراء الباب، وما يريده الأحباب، سواءً هنا داخل الولايات غير المتحدة اللبنانيّة، أم في الولايات المتحدة الأميركية، والاتحاد الروسي والأمبراطوريَّة الإيرانية التي لم تعد تتسع لطموحاتها وبهوراتها الكرة الأرضية بكل برارها وبحارها؟
فليتبرّع مجلس الوزراء مجتمعاً، ويطرح لمرّة سؤالاً بهذا المعنى، وفي الجلسة التالية يحلِّق في أجواء الرمول والشواطئ وخطوط الطول والعرض…