Beirut weather 21.32 ° C
تاريخ النشر December 11, 2016
A A A
مدير ليبزيغ يفضل لاعبيه الشباب على ميسي ورونالدو

قد يكون الارجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو من أفضل لاعبي كرة القدم على مر التاريخ، الا انهما لا يستوفيان المعايير «الشابة» لنادي ليبزيغ، مفاجأة الدوري الالماني والمتصدر في اول موسم له بين الكبار.

ويعتبر ليبزيغ، الذي تملكه وتموله شركة «ريد بل» النمسوية لمشروبات الطاقة، مثالا للطموح والمثابرة، اذ أسس عام 2009، ويحقق نتائجه اللافتة بفريق يفتقد الاسماء البارزة، وبلاعبين لا يتجاوز معدل اعمارهم 23 عاما.

خلف الكواليس، ينظر الى المدير الرياضي رالف رانيك على انه صاحب فضل رئيسي في وصول النادي الى ما هو عليه، بعد اربعة اعوام على بدئه العمل معه حين كان لا يزال في الدرجة الرابعة. بعد مرور 13 مرحلة من مغامرته الاولى بين الكبار، يتصدر ليبزيغ «البوندسليغا» بفارق ثلاث نقاط عن البافاري بايرن ميونيخ، بطل الموسم الماضي وحامل الرقم القياسي في عدد الالقاب بالدوري.

ولم يدفع التأهل الى دوري الدرجة الاولى ليبزيغ للهاث خلف «الكبار»، بل اكتفى بمعظم لاعبيه في الموسم السابق، والذين شارك ثمانية منهم في الفوز على شالكه (2-1).

اعتمد رانيك (58 عاما) استراتيجية التعاقد مع اللاعبين الشبان الواعدين، منهم القائد الحالي دومينيك كايتسر (28 عاما). ولا يبدو ان رانيك سيحيد عن هذه الاستراتيجية، وان لمصلحة لاعبين كبار امثال نجمي برشلونة ميسي (29 عاما) وريال مدريد رونالدو (31 عاما).

وردا على سؤال عما اذا كان يمني النفس بالتعاقد مع اي من اللاعبين اللذين تناوبا على جائزة افضل لاعب في العالم خلال الاعوام الماضية، هز رانيك برأسه وقال: «سيكون الامر سخيفا، ان نعتقد انهما قادران على العمل هنا. الاثنان متقدمان في السن وباهظان».

خلال الفترة الماضية، ضم رانيك الجناح الاسكوتلندي اوليفر بورك (19 عاما) من نوتنغهام فورست الانكليزي، ولاعب الوسط الغيني نابي كيتا (21 عاما) والمدافع البرازيلي برناردو (21 عاما) من سالزبورغ النمسوي التابع لنفس الشركة المالكة لناديه.

ويؤكد رانيك: «نحن نملك اكثر فريق شاب في الدوري والاقل خبرة»، مقرّا بانه فوجئ بالنجاح الذي حققه النادي، الوحيد في الدوري مما كان يعرف ابان الحرب الباردة بألمانيا الشرقية. ويضيف: «لا ادري اذا كان الامر ثورة (كروية) لكن من غير المألوف ان يجمع فريق 33 نقطة من 13 مباراة بعدما كان قبل ثلاثة اعوام ونصف في الدرجة الرابعة. احد لم يتوقع هذا الامر».

ولا يحظى ليبزيغ باعجاب واسع في المانيا، اذ ان معظم متابعي كرة القدم ينظرون اليه على انه انشئ بهدف الترويج لمشروب الطاقة. ووصل الامر بالمدير التنفيذي لبوروسيا دورتموند هانتس يواكيم ليصف لاعبي لايبتزيغ بـ«العبوات»، في اشارة لعبوات مشروب الطاقة. والارجح ان فاتسكه اصيب بالاحراج بعد خسارة فريقه امام ليبزيغ 0 – 1 في ايلول على ملعب «ريد بل ارينا».

ولم يقتصر رد ليبزيغ على ارض الملعب، اذ ان رانيك قال ايضا: «هذا يعني ان 11 +عبوة+ تغلبت على 11 +علبة+»، وهي عبارة تستخدم في اللغة الالمانية المحكية، لوصف من يقدم اداء متواضعا».

وسبق لرانيك ان اختبر مسارا مشابها لوضع ليبزيغ الحالي، اذ تولى خلال موسم 2008-2009 تدريب هوفنهايم الذي هزم بايرن ميونيخ وتربع على الصدارة فترة، قبل ان ينهي الموسم في المركز السابع. ورأى رانيك ان السبب الذي يدفع جماهير الفرق الاخرى الى الامتعاض من امثال ليبزيغ هو «انه كلما أتى فريق جديد (الى الدرجة الاولى)، ترى فيه جماهير الفرق المنافسة خصما وعدوا. الامر كان مشابها في هوفنهايم. لم نكن محبوبين في الدرجة الثانية، ثم ازدادت الكراهية عندما صعدنا الى الدرجة الاولى».
اضاف: «ثم لعبنا ضد بايرن وتصدرنا، وحينها اصبح الجميع يشجعنا. هناك اناس، ليس في ليبزيغ وحسب، يرون اننا نستحق ما نحققه. المحايدون سيقولون اننا نستحق ما وصلنا اليه بفريق شاب كهذا».

ورفض رانيك مقولة ان ليبزيغ هو النسخة الالمانية لفريق ليستر سيتي، بطل الدوري الانكليزي الممتاز الموسم الماضي للمرة الاولى. وقال: «نتشارك الاحرف الثلاثة الاولى من اسمنا ولا شيء اكثر من ذلك»، مضيفا «في موسم معتاد يكون اللقب من نصيب بايرن (ميونيخ)، لكن قد لا يكون الموسم الحالي اعتياديا».

وختم رانيك: «المباراة ضدهم (بايرن في21 كانون الاول) لن تكون مصيرية بل مثيرة. الموسم الماضي، كنا الطرف المرشح للفوز في كل مبارياتنا (في الدرجة الثانية). هذا الموسم ليس لدينا شيء نخسره».