Beirut weather 22.41 ° C
تاريخ النشر April 6, 2023
A A A
ماذا دوّنت “الأنباء” في سطور افتتاحيتها؟
الكاتب: الأنباء الإلكترونية

لا شيء يردع الاحتلال الاسرائيلي عن ارتكاب اعتداءاته بحق الشعب الفلسطيني، حتى في زمن الفصح ورمضان، ومرة جديدة أظهر للعالم مدى عدوانيته وعنصريته بعد اقتحامه للمسجد الأقصى يوم أمس لمرتين، فجراً ومساء، مانعاً المصلّين من الاعتكاف في باحة “الأقصى”.

الاعتداء الاسرائيلي استدعى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن اليوم، وكان عُقد اجتماع لجامعة الدول العربية في ظل سيل من الإدانات ومواقف الاستنكار لما تشهده الأراضي المحتلة.

محلياً، وبعد كل المستجدات التي شهدتها الأيام الماضية بدءا من زيارة رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الى فرنسا ولقائه المسؤولين الفرنسيين، ثم جولة الموفد القطري محمد بن عبد العزيز الخلافي الاستطلاعية على القيادات السياسية، وصولاً الى الصلاة الروحية للنواب المسيحيين في بيت عنيا بدعوة من البطريرك الماروني ما بشارة بطرس الراعي، لم يتبدّل شيء في المشهد السياسي لأن المواقف ما زالت على حالها والصلاة الروحية التي اختتمت بغداء، كان اللافت فيه عدم التطرق الى الموضوع السياسي إلا لماماً.

وكذلك فإن الجولة التي قام بها الموفد القطري على القوى السياسية لم تكن تحمل أية أسماء للتداول بشأنها، ولو إنها قد تمهّد الى مبادرة قد تتخذها قطر بالتنسيق مع السعودية وربما تكون نسخة مصغّرة عن مؤتمر الدوحة أو ما يشبهه.

في هذا السياق، استبعدت مصادر سياسية حصول أي خرق إيجابي في الملف الرئاسي في غياب أية مؤشرات تدل على فرج قريب على هذا الصعيد. واعتبرت ان زيارة فرنجية الى باريس، من دون أن يكون لفرنسا قدرة على تبني ترشيحه للرئاسة، يمكن القول بأنها أضرّت به ولم تخدمه لأنها أتت في غير زمانها ومكانها، كما أن لقاء فرنجية مع أمين عام حزب الله حسن نصرالله بعد عودته من فرنسا أزاح عنه صفة المرشح التوافقي وأبقى عليه صفة مرشح تحدٍّ.

النائب غسان سكاف اعتبر أن زيارة الموفد القطري الى لبنان كانت استطلاعية وقد كان متكتماً، كاشفاً في حديث لجريدة الأنباء الالكترونية بأنه في كل اللقاءات التي أجراها كان يسمع أكثر مما يتكلّم، وأنه التقى بجميع الفعاليات السياسية وهذه اللقاءات جرت تحت السقف السعودي ويبدو أنه قد حصل على كل المعلومات التي يريدها، متوقعاً بعد تلك الحماسة من الجانب القطري أن ينتج عنها مبادرة شبيهة بدوحة 2.

وعن لقاء بيت عنيا، رأى أن الخلوة قد تكون سهّلت لقاء النواب المسيحيين، وأن البطريرك الراعي أراد أن يكون هذا اللقاء ليتسامح النواب فيما بينهم وأن يطلبوا بالصلاة والصوم ما يوفق بين المسيحيين والتلاقي حول مشروع مشترك يضمن بقاء المسيحيين بأرضهم تحت أي عنوان سياسي، ولقد تمكّن الراعي من جمعهم في بيت عنيا.

سكاف توقّع حدوث خرق ما يجب أن يحصل، حيث لا يجوز أن تبقى الأمور على ما هي عليه، لافتاً الى أن جزءا كبيراً من خلافات اللبنانيين كان بسبب الخلاف السعودي الايراني، وأما وقد اتفقوا فهل يجوز أن نبقى متمسكين بخلافاتنا؟

بكل الأحوال فإن مرحلة جديدة بدأت على مستوى المنطقة ككل ولبنان سيكون جزءا منها بطبيعة الحال، وما اللقاء المرتقب اليوم بين وزيري خارجية إيران والسعودية في بكين سوى تأكيد على أفق المستقبل الذي ينتظر المنطقة وما يمكن أن يحمله للساحة اللبنانية، إلا أن الأمور مرهونة بأوقاتها.