Beirut weather 23.41 ° C
تاريخ النشر December 29, 2018
A A A
“لندن المصغرة”.. ما هي أهمية مدينة منبج الاستراتيجية؟
الكاتب: وكالات

تتجه الأنظار الى مدينة منبج السورية، حيث يحشد الجيش السوري قواته العسكرية بطلب من قوات سوريا الديموقراطية، بمواجهة حشد تركي من الجهة المقابلة للحدود، وذلك بعد أيام على القرار الأميركي بسحب جنوده من سوريا.
جغرافيا
تقع منبج في شمال شرق محافظة حلب شمالي سوريا، على بعد 30 كلم غرب نهر الفرات و80 كلم من مدينة حلب، في تعداد عام 2004 الذي أجراه المكتب المركزي للإحصاء، كان عدد سكان منبج يبلغ حوالي 100،000 نسمة.
تعّد منبج قاعدة مهمة لاستقبال وتصدير مقاتلي داعش، حيث دخل غالبيتهم عبر هذه المدينة القريبة على الحدود الشمالية لسوريا.
اتخذها داعش مركز إمداد وتموين ومكان آمن لإقامة قادته، فسمتها صحيفة التلغراف البريطانية “لندن المصغرة” لكثرة البريطانين الدواعش فيها.
وتكمن أهمية هذه المدينة بأنها طريق استراتيجي يربط بين معقل داعش في الرقة وقلب أوروبا، وتعتبر قاعدة لاستقبال المقاتلين الأجانب للتنظيم وتدريبهم وتصديرهم للخارج.
وكانت قوات “سوريا الديموقراطية” نجحت بغطاء جوي من التحالف الدولي، وبدعم أميركي، من قطع الطريق التي تربط منبج بمعبر جرابلس شمالاً، المستخدم لعبور الأسلحة والتمويل إلى تنظيم داعش.
الولايات المتحدة
يشكّل موقع منبج الجغرافي الحسّاس القريب من الحدود الشمالية مع تركيا، ورقة مزدوجة أثارت اهتمام الأميركيين، اذ دعمت قوات سوريا الديموقراطية، من ضمنهم الأكراد، لمواجهة داعش وضغطت من خلالهم على تركيا في آن.
فالعلاقات التركية الاميركية متوترة وهشة جدا، لأكثر من سبب، ومن بينها الدور التركي في سوريا الذي ساهم في تعقيد الوضع الأميركي، بحيث أن واشنطن توقفت عن استخدام قاعدة “أنجرليك” التركية، واستأنفت طلعاتها من البحر المتوسط.
تركيا
تعتبر تركيا المجموعات الكردية في قوات سوريا الديموقراطية جزءاً من حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره تركيا ارهابياً.
وتهدف تركيا الى منع إقامة دويلة كردية على حدودها ومنها الردع التفكير المماثل بالإشارة إلى أكراد تركيا.
الاكراد
تعتبر منبج اليوم بالنسبة الى وحدات حماية الشعب الكردية الشريان الإقتصادي لشمال سوريا إذ تنشط فيها الحركة التجارية ونقل البضائع إلى مناطق القامشلي والرقة والحسكة وشرق دير الزور.
وعسكرياً، تعتبر منبج مدينة القواعد العسكرية حيث أنها تحوي على اكثر من قاعدة للتحالف الدولي وللأميركيين والفرنسيين، ومراكز دعم العمليات اللوجستية لقوات سوريا الديموقراطية.
يشار الى أن الجيش السوري أعلن عن دخول وحداته إلى منبج بعد وقت قصير من توجيه الوحدات الكردية دعوة الى دمشق للانتشار في المنطقة لحمايتها من التهديدات التركية.