Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر August 6, 2020
A A A
«كارثة بــيروت» تـحوّل الأنــظــار الـى عاصمة الشمال
الكاتب: دموع الاسمر - الديار

حتى الساعة لم يدرك اللبنانيون والعالم كله حجم انعكاسات الكارثة الانسانية والاجتماعية والاقتصادية التي حلت بالبلد بانتظار الانتهاء من التحقيقات وتقدير مستوى الخسائر البشرية والمادية التي حلت بالبلاد.

لكن حجم الدمار والركام الذي لحق بالمنشآت والمصانع والمنازل والمحلات وشوارع العاصمة بيروت يكفينا للقول ان لبنان خسر عاصمته.

ما جرى في بيروت قلب لبنان يحتاج الى ايام وشهور وربما سنوات لكشف خفايا ما حصل لان لبنان اعتاد اخفاء الحقيقة عن اللبنانيين وكل العالم في مثل هذه الحوادث البالغة الاهمية.

الا ان الحقيقة التي لا تخفى على احد هي ان لبنان يعيش ازمة فساد منذ عقود ادت الى تدهور لبنان اقتصاديا وانمائيا والاتي اعظم.

في الساعات الاخيرة تداول اللبنانيون على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي خبرا حول احتمال نفاد مادة الطحين في الايام القليلة المقبلة بعد نكبة مرفأ بيروت ما دفع بالمواطنين الى الاسراع بشراء الخبز والطحين وما توفر في الاسواق من حبوب وغيرها.

وخسارة مرفأ بيروت ودوره كقلب اقتصادي وشريان حيوي يضخ الحياة في شرايين البلاد كان كافيا ليلقي بظلال سوداء من شأنها أن تثير المخاوف…لكن قرار اعتماد مرفأ طرابلس جاء في الوقت المناسب ليكون البديل الضروري في هذه الازمة المأساوية الضخمة وكي يأخذ دوره في مواصلة دورة الحياة الاقتصادية في البلاد..

وتحولت الانظار الى مرفأ طرابلس وتقدمت طرابلس بكل اقطابها وقياداتها لوضع كافة الامكانيات بخدمة البلاد.

في هذا الصدد يؤكد مدير مرفأ طرابلس احمد تامر في حديث للديار ان الدولة «خصصت مبلغ 300 مليون دولار منذ سنوات لتأهيل مرفأ طرابلس وتطويره اضافة الى صرف مبلغ 86 مليون دولار في الايام المقبلة لتطوير البنى التحتية ويضم محطات للحاويات ومستودعات واعماق المياه تبلغ 15 مترا لذلك انطلاقا من هذه الارقام نؤكد ان مرفأ طرابلس قادر على استقبال اكبر البواخر في العالم».

واكد تامر ان جهوزية مرفأ طرابلس لاستقبال البواخر لا يعني الغاء دور مرفأ بيروت بل هي جهوزية وطنية ريثما يستعيد مرفأ العاصمة عافيته ولن يكون مرفأ طرابلس الوحيد الذي سيقوم بهذا الدور الوطني بل مرفأي صيدا وصور ايضا اما باقي المرافئ فهي غير مجهزة لوجيستيا ولا تملك ارصفة تمكنها من المشاركة في هذا الدور الوطني لان كل مرافئ لبنان هم اخوة وعائلة واحدة وفي المصائب الاخوة تساند بعضها البعض الى حين استعادة المرفأ الاكبر دوره كما كان في السابق.

واكد تامر «ان مساحة مرفأ طرابلس كبيرة وطول ارصفة حاويته 400 متر ويفرغ 3000 حاوية في السنة وحاليا رغم حاجة المرفأ لمعدات لوجستية الا اننا جاهزون لاستقبال كل البواخر القادمة الى لبنان».

من هنا يطمئن تامر كل اللبنانيين ان لبنان لن يجوع وكافة المواد الاولية ستسلم في اوقاتها.

وتشير المصادر الطرابلسية الى ان مرفأ طرابلس يعتبر من اهم مرافئ البحر الابيض المتوسط منذ خمسة الاف سنة وشكل محطة بحرية ناشطة في العهد السلجوقي عندما كانت طرابلس هي العاصمة انذاك واستمر المرفأ في حيويته حتى مطلع القرن العشرين.

ولعله خلال هذه الكارثة والنكبة ان يلعب مرفأ طرابلس لينهض بالبلاد ويسهم في انقاذ الاقتصاد ويشكل عمود صمود وتحد للنكبة التي حلت ببيروت وبالبلاد كلها.