Beirut weather 22.41 ° C
تاريخ النشر April 12, 2016
A A A
قداس لمناسبة الذكرى 127 لوفاة يوسف بك كرم
الكاتب: مؤسسة يوسف بك كرم

 

احيت زغرتا بدعوة من مؤسسة يوسف بك كرم قداسا لمناسبة الذكرى ال 127 لوفاة بطل لبنان يوسف بك كرم وذلك في كنيسة مار مارون في العقبة ـ زغرتا حيث ترأس الذبيحة الالهية المطران بولس عبد الساتر في حضور النائب سليم كرم وعقيلته وافراد العائلة، الأستاذ أنطوان الدويهي ممثلاً النائب اسطفان الدويهي، النائب السابق جواد بولس، الأستاذ جواد معوض ممثلاً الوزيرة نايلة معوض، المهندس زياد المكاري، رئيس اتحاد بلديات زغرتا زعني خير، رئيس بلدية زغرتا – اهدن شهوان الغزال معوض، رئيسة مؤسسة يوسف بك كرم ريتا سليم كرم، منسق “التيار الوطني الحر” في زغرتا بول المكاري، رئيس جمعية تجار زغرتا الزاوية جود صوطو، عائلة الخوري إسطفان البشعلاني وحشد من أبناء الرعية.

بعد الإنجيل المقدس كانت عظة للمطران عبد الساتر جاء فيها:
” يوسف كرم!
لا بل يوسف بك كرم!
لا بل يوسف بك كرم الإهدني، الشاهدُ والشَّهيدُ والبطلُ البارّ!
إِقتربتُ من ضريحِهِ للمرةِ الأولى في العشرينِ من ايلولَ من السنةِ المُنصَرمةِ، يومَ تَوليَتي على نيابةِ إهدنِ-زغرتا. تأملتُ في جُثمانِهِ المُسجَّى في كنيسةِ مار جرجسَ في إهدنَ فعرفتُ في الحالِ أنني امامَ رجلٍ مُبدعٍ في الحبِّ والطُّهرِ والتجرّدِ وبذلِ الذاتِ. عرفتُ أنني أمامَ رجلٍ نَضَّرَ وجهَ بلادي وكنيسَتي. ورِحتُ أجولُ طَرفي فيه، فكنتُ كَمَن يقرأُ في كتابِ تاريخٍ مُذَّهبٍ، يقرأُ حِقبةً مَجيدةً من ماضي بلادي، ارضِ القداسةِ والأبرارِ، حِقبةً حافلةً بالتضحياتِ والشهادةِ والاستشهادِ، بالبطولةِ والمجدِ”.

تابع: “امامَ جُثمانِهِ، وبعدَ مرورِ مئةٍ وسبعٍ وعشرين سنةٍ على وفاتِه، أحسستُ أنني اقفُ أمامَ رجلٍ حيٍّ، فاعلٍ في القلوبِ بشهادتِهِ، مُنتصرٍ على الموتِ باستشهادِهِ. أمامَ جُثمانِه تَيقَّنتُ انني واقفٌ في حضرةِ بطلٍ من إهدنَ، واقفٌ قُبالةَ بطلٍ من بلادي”.

وأضاف: “نجتمعُ في هذا الصباحِ لنتأملَ في حياةِ هذا الإنسانِ من بينِنا، الذي اختارَ ان يشهدَ لعظمَةِ الآبِ الخالقِ، فلم يشوِّهَ صورةَ اللهِ فيه بكراهيةٍ او بنميمةٍ، بمَطمَعٍ او بحسدٍ، بدنسٍ او بعيبٍ..
ارادَ ان يشهدَ لحبِّ اللهِ الابنِ فكانَ الزعيمَ القريبَ من الصغيرِ، السيدَ الذي يَخدُمُ ولا يُخدمُ. كانَ القويَّ الرؤوفَ بالضعيفِ والقديرَ الغافرَ لِمَن يُخطيءُ اليهِ. كانَ الغنيُّ المُعينُ للمُحتاجِ، والعادلُ الحاملُ همَّ كلَّ مظلومٍ في إهدنَ وخارجِها”.

وتابع: “لم يرضَ إلا ان يشهدَ للهِ الروحِ، روحِ الحقِ والصِّدقِ والحياةِ. لم يَجزَع يومًا من ان يفعلَ الحقَّ ويقولَ الحقيقةَ في وجهِ الذينَ أَرعَبوا العالمَ ببطشِهِم ومَلَكوه بمالِهم. لم يرضَ الا ان يهرعَ الى نُصرةِ وحمايةِ حياةِ المهدَّدينَ بالموتِ مع انهم لم يكونوا من المقرَّبين. وتوقفَ عن سَيرِه نحو ساحةِ القتالِ وسَلّمَ سيفَه ذَودًا عن حياةِ مَن لم يكونوا ايضًا من المقرَّبين. وفضَّلَ هوانَ المنفى على عزِّ البطولةِ والانتصاراتِ حمايةً لمن أحبَّ، مع انَّهم لم يكونوا من المقرَّبين”.

وأضاف المطران عبد الساتر: “نجتمعُ في هذا الصباحِ لنتأملَّ في حياةِ هذا الإنسانِ مِن بينِنا، الذي استَشهدَ لأجلِ احبائِهِ. نعم استشهدَ، لأن الاستشهادَ ليسَ بِسَكبِ الدمِ بل هو اولاً ببَذلِ الذاتِ، وبالتنازلِ حتى الامِّحاءِ من دونِ سلطةٍ وجاهٍ وزعامةٍ حُبًّا بالآخرِ، وبقَبولِ الموتِ مصلوبًا على خشبةِ المَنفى. لم يُستشهَدْ يوسف بك كرم، بل استَشهدَ بإرادتِه. اختارَ حرًا ان يتخلَّى عمَّن هو، في سبيلِ إخوتِه واخواتِه من البشرِ في هذا الشرقِ، وحتى في سبيلِ خلاصِ من ظَلموهُ وافترَوا عليهِ”.

وتابع: “نجتمعُ في هذا الصباحِ لنتأملَ في حياةِ هذا الإنسانِ من بينِنا، الذي كانَ بطلاً ليسَ لأَّنه كانَ مُظفرًا في كلِّ معاركِهِ بل لأنَّه انتصرَ على الترابِ الذي فيهِ، وغلبَ كبرياءَه وانانيتَه، وتنصَّلَ من مشيئتِهِ ليعملَ مشيئةَ مكوِّنهِ في الحَشا. كان بطلاً لأنه وَثِقَ بربِّه وسلَّمَ امرَه له في خِضمِّ تجرُبةِ الصَّمتِ والغيابِ والتخلي. كان بطلاً لأنه بقيَ يُحبُّ كنيستَهُ وابنًا مُطيعًا لها، يدافعُ عنها ويسترُ اخطاءَ مُدبِّريها الذين قسَوا عليهِ. كان بَطلاً لأنه استغنى عن قوةِ سلاحِهِ الذي يَحمِله، ليتسلَّحَ بقوةِ المسيحِ”.

وأضاف: “نجتمعُ في هذا الصباحِ لنتأملَ في حياةِ هذا الإنسانِ من بينِنا، الذي كانَ شاهدًا للهِ المحبةِ، وشهيدًا للحبِّ وبطلاً في عَيشِ الحبِ. نجتمعُ لنتعلَّمَ منهُ ونعيش مثلَه شهودًا وشهداءَ وابطالاً. ونصلي للربِ حتى يُكرَّمَ عبدَه على هذه الأرضِ في الكنيسةِ المجاهدةِ كما نحن واثقون انه يكرِّمُهُ في الكنيسةِ المُمجَّدَة”.

وختم المطران عبد الساتر: “وأودُّ خاتمةً، أن أشكرَ مؤسسةَ يوسف بك كرم بشخصِ رئيستِها، وان اشكرَ كلَّ من يُساهمُ في ابقاءِ يوسفَ بك كرم حيًا في ذاكرتِنا وذاكرةِ بلدِنا وأقولُ إنَّه لن يَفنى شعبٌ ولدَ امثالَ يوسف بك كرم، ولن تَيبس ارضٌ تدوسُها أقدامُ الأبرار. آمين”.

وفي الختام وزعت مؤسسة يوسغ بك كرم على المشاركين كتيب صلاة كتبها يوسف بك كرم وتليت بعد انتهاء الذبيحة، كما تم توزيع كتاب “لبنان ويوسف بك كرم” للخوري اسطفان البشعلاني.