Beirut weather 20.77 ° C
تاريخ النشر April 28, 2024
A A A
البطريرك الراعي: فليفحص المسؤولون المدنيّون والسياسيّون ضمائرهم

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي عاونه فيه المطرانان بولس الصياح والياس سليمان، امين سر البطريرك الاب هادي ضو، رئيس مزار سيدة لبنان_حريصا الاب فادي تابت، ومشاركة عدد من المطارنة والكهنة والراهبات، في حضور الرئيس امين الجميل، سفير اوكرانيا في لبنان، الوزير السابق ناجي البستاني ، وحشد من الفاعليات والمؤمنين.

بعد الانجيل المقدس، القى الراعي عظة قال فيها: “نصلّي في هذه الذبيحة الإلهيّة من أجل إنهاء الحرب واستقرار السلام في أوكرانيا، ورجوع شعبها الذي تهجّر، نصلّي لراحة نفوس الضحايا وشفاء الجرحى وتعزية قلوب الحزانى. كما أوجّه تحيّة خاصّة إلى عائلات وأهالي أعزّاء ودّعناهم معهم بكثير من الأسى وبصلاة الرجاء، وهم أعزّاء على قلبنا أيضًا. وهم المرحومون: الدكتور حارث فؤاد افرام البستانيّ من مدينة دير القمر، رفيق الصفّ لخمس سنوات في مدرسة سيّدة الجمهور للآباء اليسوعيّين والصديق المحبوب؛ والمرحوم ضياء أسعد الصيّاح، إبن شقيق سيادة أخينا المطران بولس الصيّاح نائبنا البطريركيّ السامي الإحترام، وإبن المرحومة أوليفيا شقيقة المثلّث الرحمة المطران بطرس الجميّل، من بلدة عين الخرّوبة العزيزة؛ والمرحومة حنّة سجيع أبي شبل من بلدتنا حملايا ونسيبتنا بالمصاهرة. إنّنا نقدّم هذه الذبيحة الإلهيّة لراحة نفوسهم، وعزاء عائلاتهم وأهاليهم”.

وقال: ” بشفاهنا وكلماتنا، نصلّي أيضًا بجسدنا جلوسًا ووقوفًا وإنحناءً وسجودًا على ركبة وركبتين، ورفعًا لأيدينا، وجلوسًا لائقًا في حضرة الله، ولباسًا لائقًا، وصمتًا وإصغاءً لكلام الله. لنتذكّر المزمور 150 الذي نتلوه في صلاة الصباح: “سبّحوا الله بصوت البوق، سبّحوه بالعود والكنّارة. سبّحوه بالدفّ والرقص، سبّحوه بالأوتار والمزمار…” (مز 150: 3-4). وداود الملك لفرط فرحه بتابوت العهد “راح يطفر ويرقص أمام الربّ. فضحك منه بعضهم” (2 صموئيل 6: 16). وكم شاهدنا في احتفالات البابوات للقدّاس الإلهيّ، في بازيليك القدّيس بطرس بروما، مؤمنين ومؤمنات من بلدان أفريقيا يحملون القرابين بالرقص والغناء والتصفيق والآلات الخشبيّة. صحيح أنّ هذا الأمر غريب عن ليتورجيّاتنا المشرقيّة وتقاليدنا، ولذلك لا نسمح به، بل المؤمنون أنفسهم لا يقبلونه. وبالعودة إلى مشهديّة إنجيل اليوم على شاطىء بحيرة طبريّة، حيث سمعان بطرس يعلن ثلاثًا حبّه الشديد ليسوع، والربّ يسلّمه رعاية النفوس التي افتداها بدمه، لا بدّ من العودة إلى مشهديّة قيصريّة فيلبّس، حيث أعلن سمعان-بطرس إيمانه المميّز بيسوع: “أنت هو المسيح إبن الله الحيّ” (متى 16: 16). جعل يسوع هذا الإيمان صخرةً يبني عليها كنيسته. وهكذا استبدل إسم سمعان ببطرس أي الصخرة وفقًا للفظة اليونانيّة واللاتينيّة، أمّا بالآراميّة-السريانيّة فهي “كيفا” أي الصخرة. نستنتج من هاتين المشهديّتين أنّ السلطة عامّة ترتكز على فضيلتين: الإيمان بالله ومحبتّه”.

وختم الراعي: “لا يقتصر هذا المفهوم على السلطة في الكنيسة والعائلة، بل يتعدّاها إلى السلطة السياسيّة المؤتمنة على الخير العام الذي منه خير كلّ مواطن، وخير جميع المواطنين. فليفحص المسؤولون المدنيّون والسياسيّون ضمائرهم، إذا كانت في قلوبهم فضيلتا الإيمان بالله ومحبتّه. لو كانتا في قلوبهم، لتفانوا في تأمين الخير العام، وأعادوا إلى الدولة مؤسّساتها الدستوريّة الفاعلة والشرعيّة بدءًا بانتخاب رئيس للجمهوريّة، ولسهروا بكلّ قواهم على تجنيب جنوب لبنان وشعبنا الحرب مخلفة الضحايا والجرحى والتهجير والدمار، من أجل قضيّة لا علاقة لها بلبنان وقضيّته وسلامه واستقراره. فلنصلِّ، إلى الله، إله السلام، أن ينعم على وطننا لبنان بهذا السلام الذي، إذا بنيناه “كنّا حقًّا أبناء الله وبناته” (متى 5: 9). له المجد إلى الأبد”.

بعد القداس، استقبل الراعي المؤمنين المشاركين في الذبيحة الإلهية.