Beirut weather 17.41 ° C
تاريخ النشر May 5, 2024
A A A
علماء يكتشفون الحلقة المفقودة بين النظام الغذائي ومخاطر السرطان

تساعد آلية غير معروفة سابقًا لتعطيل الجينات، التي تمنع تكوين الورم السرطاني في تفسير سبب ارتباط خطر الإصابة بالسرطان بنظام غذائي غير صحي أو حالات استقلابية غير مُدارة مثل مرض السكري.
واستخدم باحثون من سنغافورة والمملكة المتحدة، نماذج الفئران والأنسجة البشرية وأعضاء الثدي البشرية المزروعة في المختبر، ليجدوا أن التغيرات في استقلاب الغلوكوز يمكن أن تساعد في نمو السرطان عن طريق التعطيل المؤقت للجين، الذي يحمينا من الأورام التي تسمى “BRCA2”.

وقال المؤلف الأول للدراسة الجديدة، عالم أدوية السرطان، لي رين كونغ، من معهد علوم السرطان في سنغافورة: “هذه النتائج تزيد الوعي بتأثير النظام الغذائي والتحكم في الوزن في إدارة مخاطر السرطان”.

وتابع: “لقد بدأنا الدراسة بهدف فهم العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالسرطان في الأسر المعرضة للإصابة به، ولكن انتهى بنا الأمر إلى اكتشاف آلية أعمق تربط مسار استهلاك الطاقة الأساسي بتطور السرطان”.

ويتحدى هذا الاكتشاف أيضًا نظرية راسخة حول الجينات التي تحمي من السرطان، حيث ينص نموذج كنودسون (الضربتين)، الذي تم اقتراحه لأول مرة في عام 1971، على أنه يجب تعطيل نسختي “الجين الكابت للورم” بشكل دائم في خلايانا قبل أن يبدأ السرطان.
ووجدت الدراسات الحديثة أن طفرة في أحد جينات “BRCA2” في الخلية، متورطة في أنواع مختلفة من السرطان، ومن المثير للاهتمام أن الفئران والخلايا البشرية التي تحمل هذه الطفرة لا تظهر العلامات المعتادة لعدم الاستقرار الجيني التي تظهر في الخلايا، التي تحتوي على نسختين من الجين المتحور.

وقال عالم الأورام وباحث السرطان، أشوك فينكيتارمان: “كيف تزيد هذه العوامل البيئية من خطر الإصابة بالسرطان ليس واضحًا تمامًا بعد، ولكن من المهم أن نفهم العلاقة إذا أردنا اتخاذ تدابير وقائية تساعدنا على البقاء بصحة جيدة لفترة أطول”.

وقام الفريق أولاً بفحص الأشخاص، الذين ورثوا نسخة معيبة من جين “BRCA2″، ووجدوا أن الخلايا لدى هؤلاء الأشخاص كانت أكثر حساسية لمادة “ميثيل غليوكسال” (MGO)، الذي يتم إنتاجها عندما تقوم الخلايا بتكسير الغلوكوز للحصول على الطاقة في عملية تحلل السكر.
واكتشف الباحثون أن “MGO” يمكنه تعطيل وظائف تثبيط الورم لجين “BRCA2” مؤقتًا، ما يؤدي إلى طفرات مرتبطة بتطور السرطان، ويمكن رؤية هذا التأثير في الخلايا غير السرطانية، وكذلك في عينات الأنسجة المشتقة من المريض، وفي بعض حالات سرطان الثدي البشري، وفي نماذج الفئران المصابة بسرطان البنكرياس.

وبما أن أليل “BRCA2” لا يتم تعطيله بشكل دائم، فإن الأشكال الوظيفية للبروتين الذي ينتجه يمكن أن تعود لاحقًا إلى مستوياتها الطبيعية.

وبشكل عام، يشير هذا الأمر إلى أن التغيرات في استقلاب الغلوكوز يمكن أن تعطل وظيفة “BRCA2” عبر “MGO”، ما يسهم في تطور السرطان.

وبما أن “MGO” يمكن أن يحرم جين “BRCA2” مؤقتًا من قدرته على إصلاح الحمض النووي، فمن المنطقي أن النظام الغذائي السيئ أو مرض السكري غير المنضبط يمكن أن يسهم في زيادة خطر الإصابة بالسرطان بمرور الوقت، حتى في الأشخاص الذين لديهم نسختين وظيفيتين من جين “BRCA2″، بحسب مجلة “ساينس أليرت” العلمية.
وقال فينكيتارمان: “يمكن اكتشاف ميثيل غليوكسال بسهولة عن طريق اختبار الدم لنسبة “HbA1C”، والذي يمكن استخدامه كعلامة”.
وتابع :”علاوة على ذلك، يمكن عادة السيطرة على مستويات الميثيل غليوكسال المرتفعة عن طريق الأدوية واتباع نظام غذائي جيد، ما يخلق سبلا لاتخاذ تدابير استباقية ضد بدء السرطان”.