Beirut weather 17.99 ° C
تاريخ النشر February 5, 2021
A A A
علماء يحذرون: ضجيج الآلات والسفن يغير بيئة المحيطات ويؤذي الكائنات البحرية

يعرقل ضجيج الآلات الصناعية، على مسافة بعيدة من سطح مياه المحيطات، قدرة الأحياء البحرية على التزاوج وتناول الطعام بل والهرب من الافتراس. هذا ما حذر منه علماء في دراسة نشرت على الإنترنت أمس وفي نسخة دورية “ساينس” الصادرة اليوم وبثتها “رويترز”، واستندت إلى أكثر من 500 بحث.

وقال الباحثون إن “الإنسان أحدث تحولا كبيرا في البيئة الصوتية تحت الماء بفعل هدير محركات السفن ودق مضخات التنقيب والانفجارات المصاحبة للمسوح الزلزالية. وهذا أصاب في بعض الأحيان الحيتان والدلافين وغيرها من الثدييات البحرية التي تعتمد على الصوت في الإبحار بالصمم أو عدم القدرة على تحديد الاتجاه”.

وقال قائد فريق الباحثين كارلوس دوارتي عالم البحار في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية في السعودية: “إنها مشكلة مزمنة تضعف قطعان الحيوانات سواء أفرادا أو جماعات. إنها مشكلة متنامية عالمية النطاق”.

ورأت الدراسة أن “هناك حاجة الى مزيد من اهتمام العلماء وصناع القرار بهذه الأصوات وتأثيراتها، ولا سيما تأثيرها على السلاحف البحرية وغيرها من الزواحف والطيور البحرية والفقمات والثدييات التي تتغذى على النباتات مثل عجول البحر”.

ودعا فريق الباحثين إلى “إطار عمل تنظيمي عالمي لقياس الضوضاء في المحيطات والتعامل معها”.

وكشفت الدراسة أيضا أن الإنسان لم يزد الضوضاء في المحيطات فحسب بل أخفت أصواتا طبيعية فيها.

فصيد الحيتان في القرن العشرين، مثلا، أبعد الملايين من هذه الكائنات من محيطات العالم. واختفى معها الكثير من أهازيج الحيتان. كما أن الصرير والزقزقة حول الشعاب المرجانية يخفت أكثر فأكثر مع موت المزيد من المرجانيات نتيجة ارتفاع حرارة المياه وتحمضها وتلوثها.

وتسبب تغير المناخ في تغير البيئة الصوتية في أجزاء من المحيطات تشهد ارتفاعا في درجة الحرارة، بحيث اختلف مزيج الكائنات التي تعيش في هذه الأجزاء واختلفت الأصوات الصادرة عنها.