Beirut weather 20.41 ° C
تاريخ النشر November 15, 2017
A A A
شريط تعرضه المحكمة عن أسر عسكريين.. ماذا في وقائعه؟
الكاتب: كلوديت سركيس - النهار

شريط مصوّر عرضته المحكمة العسكرية الدائمة للمرة الاولى عن العسكريين الذين كانوا محتجزين لدى تنظيم داعش الارهابي إثر معركة عرسال، عنوانه “احتجاز عسكريين لدى داعش يعرض لحظة اسر العسكريين من المسلحين، كما قال رئيس المحكمة العسكرية الدائمة العميد الركن حسين عبدالله.

يُظهر شريط الفيديو اقتياد ثلاثة من العناصر على يد عدد من المسلحين مدججين بالسلاح، وقد تمسك اثنان منهم واحدهما بكتف الآخر، لينتقل المشهد الثاني الى رفع أحد العسكريين يديه وهو يسير وسط جمهرة من المسلحين ليُسمَع آخرون يصرخون “الله اكبر”. وكان المشهد الثالث الاكثر بشاعة، ويضع فيه مسلحو داعش احد العسكريين ارضا وينهالون عليه ضربا ويطلبون منهم شتم أحد المسؤولين العسكريين”.

المقاطع الثلاثة التي عرضت على شاشة في قاعة المحكمة “جرى الاستناد اليها دليلا في موضوع الاسرى العسكريين”، وفق العميد عبدالله، “وجرى تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي وصار تجميعها على هذا النحو”. أما مناسبة عرضها فالاشتباه بملامح احد الموقوفين في قفص الاتهام بأنه أحد المشاركين في عملية الاسر، وهو ما نفاه الموقوف السوري. وزاد وكيله المحامي عارف ضاهر ان موكله كان لا يزال قاصرا عندما حصلت معارك عرسال واقتصر عمله خلال وجوده مع مجموعة “المقنع” التي هاجمت الجيش في تلك المعركة على نقل جريحين، من دون ان يشارك مع المجموعة المؤلفة من 13 مدعى عليهم، لكنه سمع في حينه ان “جبهة النصرة” احتجزت عسكريين.

ويذكر احد الموقوفين في سياق محاكمته ان “المتورطين في قضية العسكريين فروا الى تركيا وهم موجودون فيها”. ويذهب الموقوف السوري عماد عبد الرزاق الرحيل الى تعداد الاشخاص الذين احتجزوا عناصر الجيش. ويذكر في هذا السياق انه كان على رأس مجموعة من خمسة اشخاص في راس السرج، وانتقل منها الى مقر المهنية حيث كان الجيش متمركزا. وشاركت مجموعته في الاشتباكات مع عناصر الجيش الى حين سقوط المقر. وقال الموقوف الذي ينتمي الى “النصرة” ان ابو تراب واحمد السلس وابو محمد الانصاري وجعفر مراهمة واحمد الرفاعي أسروا نحو سبعة عناصر، ونقلهم المسلحون الى الجرد، نافيا علاقته بأسر العسكريين.

بعد سقوط القصير ويبرود السوريتين، انتقل الرحيل الى لبنان والتحق بكتيبة سرايا الشام في جرد الجبة في عرسال التي يترأسها السوري محمد الرفاعي الملقب بـ”ابو تراب”. وتضم 70 عنصرا ما لبثوا ان بايعوا “النصرة”. وبعد نحو شهر انطلقت معركة عرسال فانتقلت هذه المجموعة الى حاجز المصيدة التابع للجيش ولاقتها مجموعات اخرى من دون التمكن من السيطرة عليه. وانتقل الرحيل ومجموعته الى محلة الشبيب، وفي اليوم التالي غادروا الى “مشفى ابو طاقية” حيث اجتمع قادة المجموعات وجرى توزيع العناصر على مجموعات صغيرة مع تحديد هدف كل منها، فيما توجه الرحيل مع عناصره الخمسة الى راس السرج.

ويقر الموقوف امام المحكمة، في حضور وكيله محمد فتوح، بوجوده في معركة المصيدة تنفيذا لاوامر تلقاها. ونفى ما ورد اوليا ان المسلحين في ذلك الهجوم حازوا اسلحة ثقيلة ومتوسطة عند الهجوم على مركز المهنية. ويشير الى نقله بندقية حربية حينذاك اطلق منها رشقات لم تصب ايا من العسكريين.

وكان قضاء التحقيق العسكري سطَر بلاغات بحث وتحر توصلا الى معرفة كامل هوية “ابو تراب” و17 مسلحا آخرين.

سيادة الرئيس
جل الموقوفين الذين حاكمتهم المحكمة العسكرية في ملف معركة عرسال هم من السوريين. بعضهم لهجتهم غريبة عن السمع. ولم يتورع بعضهم الآخر عن مناداة رئيس المحكمة بعبارة “سيادة الرئيس” او بعبارة “سيدي الرئيس” اثناء استجوابهم. وحصل ان نودي على المتهم السوري محمد الحسيان فذكرت محاميته جوسلين الراعي انه اوقف عامين وخُلًي وغادر الى بلده ولم يعد ولم يتسن لي تبليغه موعد الجلسة المقررة لمتابعة محاكمته.

وهذا الموقوف السوري بادي عبد الكافي العز الدين قاده غروره الى الزنزانة . عمل في بيع المازوت المهرب ثم في محل لبيع المواد الزراعية . عند نشوب الثورة عام 2011 التحق بـ”الجيش الحر” حتى عام 2013 حين دخل لبنان خلسة مع عائلته من طريق عرسال ليقيم في طرابلس. وقبل فترة من معركة عرسال عادت زوجته الى بلدته مهين في سوريا من طريق الهرمل القصير فيما هو غادر الى عرسال، قبل يوم من المعركة التي شهدتها المدينة، بقصد الحاق بها الى مسقطه.وبقي في المدينة اسبوعا غادر بعده الى الجرد للقاء المهرب السوري عليَان فيؤمن طريقه الى بلدته عبر جرود عرسال .وهو كان تواصل معه لهذه الغاية. ويروي انه في الاول من آب 2014 ترك طرابلس متوجها الى عرسال وبات ليلته فيها عند مواطنه ليغادر الى بلده في اليوم التالي. وخلال النهار قصد منزل مواطنه في البدة ذاتها لتناول الغداء عنده . وبوجوده عنده بدأت معركة عرسال فلازم مكانه ليعود في اليوم التالي الى منزل مواطنه قرب مخيم اللاجئين السوريين حيث قام مسلحون من داخل المخيم باطلاق النار على الجيش . وهربا من القصف لجأ بعد يوم الى الجرد مع عدد من اللجئين في المخيم . وبهدؤ المعركة اتفق مع المهرب على اللقاء فوق مدينة الملاهي في الجرد وقبل وصول الاخير اوقف المتهم بعدما تبين من خدمة الوتساب على هاتفه الخليوي اخبار رقما خليويا آخر ضمن مجموعة “ام الشهداء” عن سير معركة عرسال وانه مليء بالدماء الى جانب صورة عن شاحنة بيك اب بداخله عناصر لقوى الامن الداخلي المحتجزين واخرى عن الاشتباكات زاعما انه التقطهما فضلا عن انه كان مع المسلحين عند احراق المخفر في عرسال، كما اخبر قريبته في الامارات عبر الخدمة ذاتها انه شارك في تلك المعركة.

“بطل كوني”
يؤيد المتهم ان كل ما كتبه على “الواتساب” صحيح و”كتبته من باب الغرور واظهار اني بطل كوني. نعم اخذت اكذب على محدثييّ واخبرت عبر تلك الخدمة اني داخل المعركة وعن سير المعركة واني مضرج بالدماء واقاتل مع المسلحين واطلق النار على الطائرات، ولكن فعليا انا لم اشارك في المعركة”. اما الصورتان فنقلهما عن الانترنت.