Beirut weather 19.1 ° C
تاريخ النشر March 17, 2018
A A A
شارل رزق الله عن مؤتمر روما 2: لا قرار لبنانيا بالانصياع إلى ما يريده الغرب
الكاتب: سعدى نعمه - موقع المرده

 

 

لم تتوانَ الدول الغربية يوماً عن اظهار أن أمن لبنان واستقراره “خط أحمر” لا مجال للمساس به ويشكل مفتاح الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط ككل.
كما أن لبنان بمؤسساته الأمنية والسياسية يعوّل على اهتمام هذه الدول وانعقاد المؤتمرات الدولية لدعمه أمنياً وسياسياً واقتصادياً خصوصاً بعدما أثقلت كاهله أزمة اللاجئين السوريين ولم يسدّ في وجههم يوماً اي مساعدة انسانية، وقد نجح منذ يومين في تأمين انعقاد مؤتمر روما 2 الذي حضَره ممثلو 41 دولة ولمسَ لدى هذه الدول نيّةً حقيقية بمساعدته، وخصوصاً مساعدة الجيش اللبناني.
بيد أن «كلمة السر» في المؤتمر كانت: «عليك (لبنان) أن تساعد نفسَك لكي نستطيع مساعدتك، وبمقدار ما تلتزم القرارات الدولية وسياسة النأي بالنفس وتحييد نفسِك عن نزاعات المنطقة، بمقدار ما يَكبر حجم المساعدات وتتعزّز الحماية الدولية».
البداية كانت مع “روما 2” ومن المرتقب عقد مؤتمرين آخرين وهما مؤتمر باريس 4 المخصص لدعم الاقتصاد، ومؤتمر بروكسل المخصص لمسألة النازحين السوريين.
وفي قراءة لهذا المؤتمر اعتبر الدكتور في التاريخ السياسي شارل رزق الله في حديث لموقع “المرده” أن لبنان ينتظر دعماً للجيش للقيام بمهماته الدفاعية لمواجهة الاخطار وهنا يكمن عدم التوافق حول طبيعة هذه الأخطار بين لبنان والدول المشاركة.

ولفت الى أن هناك خطرين: الخطر الإسرائيلي والخطر الارهابي، لكن الدول تغض النظر عن الخطر الإسرائيلي، وتشدد على أن لبنان بحاجة إلى أسلحة لمواجهة الإرهاب، وحصر السلاح بيد الجيش وهذا واضح، أي رفض سلاح المقاومة لإراحة إسرائيل. هنا يكمن الخلاف.
وتساءل: “هل لبنان قادر على اتخاذ القرار؟
وعن نوعية الأسلحة؟ هل تسمح الدول بتزويد الجيش بأسلحة متطورة توازي الأسلحة الإسرائيلية، ما يؤدي الى توازن في القوى؟ لا اظن أنها تسمح بذلك. فبيانات المؤتمر لا تشير إلى نوعية الأسلحة. فلبنان يريد أسلحة لحماية حدوده الجنوبية، ودول الغرب تريد مواجهة “حزب الله”، علماً أن هناك شريحة لبنانية تريد ان يكون السلاح فقط بيد الجيش، أي رفض سلاح المقاومة.
لذلك لا يوجد قرار لبناني حتى الآن بالانصياع إلى ما تريده دول الغرب،
أي مواجهة حزب الله”.

وأوضح رزق الله أن “المساعدات تخضع لشروط سياسية لن يستطيع لبنان الالتزام بها في ظل الانقسام الداخلي حيالها. فقرار1559 يتضمن نزع سلاح المقاومة وربط السياسة الدفاعية بنزع هذا السلاح. وقد ذكرت بيانات مجموعة الدعم الدولية ان الجيش اللبناني هو القوة الشرعية المسلحة الوحيدة في لبنان، كما ورد في اتفاق الطائف”.
اضاف: “أظن أن تقسيم دول الشرق قد اقترب. فالشرق اشتعل بسبب المنظمات الإرهابية، واليوم يتم القضاء عليها تمهيداً للتقسيم تحت شعار “الاستقرار “.
ومضى في التساؤل: “لماذا أعلنت القدس عاصمة لإسرائيل؟ هل بدأ تنفيذ مشروع تيودور هرتزل “إسرائيل الكبرى “؟ هناك خوف من اجتياح الجنوب حتى الليطاني اذا وافقت الدول بالقضاء على سلاح حزب الله. إن تسليح الجيش هو تسليح محدود. ولبنان سيبقى نموذجاً للعيش المشترك والحريات.