Beirut weather 18.41 ° C
تاريخ النشر May 2, 2024
A A A
فلسطين وأرض الميعاد تركيبة لا يصدقها الاّ اليهود!..
الكاتب: مرسال الترس

كتب مرسال الترس في موقع 06news

يقول المؤرخ جواد بولس في موسوعته التاريخية التي نُشرت في طبعتها الثانية عام 2018 تحت عنوان”شعوب الشرق الأدنى وحضاراته…تاريخ مقارن منذ الأصول حتى يومنا” أن الصراع في فلسطين بين أهل الأرض والوافدين اليها مستمر منذ العام 1900 قبل المسيح أي منذ نحو أربعة الآف سنة ” حيث ورد الاتي في الصفحة 439 من الجزء الأول: إن ابناء يعقوب (الاسرائيليون) الوافدون من أرض مصر – المتنقلون على حدود بلاد كنعان لم تكن علاقتهم وديّة بالسكان الأصليين، لأنهم كانوا يتباهون بشخصيتهم بتعالٍ الأمر الذي عزلهم عن سواهم”.
ويضيف:”لذا ظلوا غرباء وفي عداوة دائمة مع الكنعانيين سادة تلك البلاد وأصحابها منذ أكثر من ألف سنة”.
ويقول المؤرخ في الصفحة 434 من الجزء الأول:”إن أبرام (إبراهيم) ترك وطنه الاصلي في وادي الفرات عام ألفين قبل المسيح نتيجة مأساة دينية حيث يذكر كتّاب التوراة أنه كان وراء ذلك الانتقال، وعدٌ وأمرٌ من الله الذي وللمرة الأولى تنازل وإتصل بالبشر مباشرة، حيث وعد الله ابرام بأن يجعل ذريته أمة عظيمة، وأمره في الوقت نفسه بأن يترك بلاده أور ويتوجه للسكن في كنعان”.
ويوضح في مكان آخر:”ليست مصادفة أن يكون هذا الشعور المعادي للكنعانيين قد حمل كتّاب سفر التكوين على تصنيف الكنعانيين الذين برغم كونهم من الساميين الأصليين على أنهم من العائلة الحامية أو المصريين وليس من الساميين او أبناء سام”.
وبناء على تلك المعطيات المركّبة وسواها قرّر وزير خارجيّة المملكة المتحدة (بريطانيا العظمى) آرثر جيمس بلفور بتاريخ 2 نوفمبر 1917 بعث رسالة الى اللورد ليونيل والتر دى روتشيلد يشير فيها لتأييد حكومة بريطانيا لإنشاء وطن قومي لليهود فى فلسطين. مع العلم أنه كانت هناك اقتراحات بأن يكون ذلك الوطن في الأرجنتين (أميركا الجنوبية) أو أوغندا (أفريقيا)…إلا أن فلسطين كانت الأكثر جاذبية للمهاجرين وللممولين لإمكانية ربط المشروع بهدف ديني.
وقد حرص زعماء اليهود في العالم ومنهم نحوم غولدمان على التشديد بأن تكون فلسطين هي أرض الميعاد نظراً لموقعها الجغرافي الاستراتيجي، الذي يحقق لهم المزيد من المنافع والفوائد التي تحقق لهم مبالغ ضخمة. إذ إن مياه البحر الميت  تعطي سنويًّا، بسبب عملية التبخر، ما تُقدّر قيمته بثلاثة آلاف مليار دولار من المعادن، بالإضافة إلى أشباه المعادن، وأيضاً لأن مخزون دولة فلسطين من البترول يعادل عشرين مرة مخزون الأميركتين، بجانب أن فلسطين تعتبر المركز الاستراتيجي العسكري للسيطرة على دول العالم أجمع!
اليوم يطرح العديد من زعماء العالم “حلّ الدولتين” فيما حكام العدو الاسرائيلي يكابرون ويطمحون للسيطرة على مناطق أوسع، فيما غاب عن بالهم أن ما شاهدوه في السابع من تشرين الأول عام 2023 ماهو الاّ بروفة لما ينتظرهم بعد المجازر غير المسبوقة التي ارتكبوها في غزة. في وقت يوصيهم  معهد “الامن القومي الاسرائيلي”   بالامتناع عن المبادرة إلى حرب شاملة ضد حزب الله في هذه المرحلة، وتأجيلها إلى موعد مناسب لاحقاً، لأن ما حضّره الحزب لهم سينسيهم خريف العام الماضي!