Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر July 16, 2023
A A A
رهان على الحوار؟
الكاتب: مرسال الترس - الجريدة

بات واضحاً، إذا سار السيناريو المطلوب وفق ما هو مرسوم له، أن طاولة الحوار في لبنان ستكون جاهزة مع عودة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت مطلع الأسبوع، لاستكمال مهمته التي تنال رضى مجموعة الخمس، على الرغم من كل التأويلات التي تتردد في بعض وسائل الاعلام اللبنانية عن تناقضات كبيرة في الرؤى بين أعضائها. فلو أن الخلافات تعصف فعلاً بين أعضاء المجموعة، لكانت ظهرت بوادر ذلك من أية عاصمة معنية، وكان لودريان قد تخلّف عن العودة إلى العاصمة اللبنانية، في حين أنه يخطط للتواصل مع العواصم المعنية ولا سيما منها الرياض، وربما أيضاً طهران، إذا ما تمت الموافقة على انضمام إيران الى المجموعة. وإذا كان هناك من اختلاف بالطروحات فذلك لا يُفسد في الود قضية.

تزامناً مع ذلك، يعوّل رئيس مجلس النواب نبيه بري على مسألتين:

الأولى، أن طاولة الحوار جاهزة، وأنه سيسهل أمورها بكل ما أوتي من اتصالات… وأن من يفكر في مقاطعتها سيتحمل المسؤولية عن تعطيل لقاءات برعاية فرنسية وتوافق دولي، ولن تكون هناك اي مصلحة للتكتلات المسيحية في الابتعاد عنها، لأن الفاتيكان سيكون بالمرصاد لأي معطل للحوار بين اللبنانيين، كما أن بكركي ستكون محرجة.

الثانية، أن بري يعلّق آمالاً كبار على مستقبل العلاقات السعودية ـ الإيرانية، واستطراداً على مستقبل العلاقات السعودية ـ السورية، التي سيكون لها تأثيرها الفعال في ترجمة التسويات.
وبين هاتين المسألتين، هناك ثابتة، وهي أن فرنسا لم تبدل جلدها في طروحاتها، ولاسيما منها التي كانت فيها على تقاطع مع حارة حريك.

وبالتوازي مع ذلك، ووفق أجندة بري وإلى جانبه “حزب الله”، فإن رئيس تيار “المرده” سليمان فرنجيه سيكون الحاضر الأبرز إلى طاولة الحوار تلك، إن لجهة دعم ترشيحه والتمسك بذلك إلى أقصى الحدود، أو لجهة محاولة إقناع الآخرين بما يمتلك من مواصفات ليست متوافرة بالأسماء المتداولة من سائر المرشحين، ومنها حصراً محورين مركزيين وهما: عودة النازحين السوريين، والاستراتيجية الدفاعية المرتبطة بمستقبل سلاح “حزب الله”.