Beirut weather 20.41 ° C
تاريخ النشر May 21, 2016
A A A
داعش.. شذوذ وبغاء واسواق لبيع النساء تحت عنوان: زوّجتك نفسي
الكاتب: علي الحسيني -الأفكار

لا يشترط تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام المعروف بداعش، أن تكون البنت في سن البلوغ حتى تُعامل كرقيق جنس، إذ ان الفتيات اللواتي يبلغن من العمر عشرة أعوام، يتم وضعهن في شاحنات نقل الماشيه ويؤخذن الى مكاتب البيع باعتبارهن غنائم حرب بحسب وصف التنظيم لهم.

من التحرر الى العودة للجاهلية
بعد أن حاربت المرأة بهدف التحرر من قيود المجتمع والرجل، عادت جماعات ارهابية تحت مسميات اسلامية لكن في إطار فكرها التكفيري وممارساتها الغريبة والمشينة، الى فرض قيود وضوابط على المرأة العربية خصوصاً في العراق وفي سوريا وذلك بعد ان كانت المرأة قد تخلصت منها مطلع القرن الفائت. واليوم تحصر الجماعات الدينية والعسكرية والاجتماعية دور المرأة في تقديم الخدمات الجنسية لعناصرها. ويجوز القول انه وبعد عقود من المعاناة استطاعت المرأة أن تنفض عنها صفة الزوجة وربّة المنزل فقط، لتصبح سيدة المجتمع والأم والعاملة والصديقة والحبيبة والشريكة، ورغم أنها ما زالت تعاني من بطش الرجل وسيطرته في بعض الدول، إلا انها ما زالت مستمرة في النضال من أجل الوصول إلى كامل حقوقها. واليوم وفي القرن الواحد والعشرين، وفي العام 2016 تحديداً، وبعدما تحررت من زمن الاستعباد ظهرت جماعات تطلق على نفسها صفات إسلامية، مثل داعش و جبهة النصرة، لتعيدنا بالزمن إلى عصر الجاهلية من خلال الممارسات المسيئة بحق المرأة.

صورة مخالفة عن الاسلام
منذ بداية الثورة في سوريا ولغاية اليوم، تعرف العالم وتحديداً الاسلامي على افكار ومعتقدات وممارسات ومصطلحات جديدة لم تكن معهودة من قبل ولا حتى في عصرنا هذا، والغريب ان هناك من يسوق لكل هذه الافعال إن خلال الندوات او عبر شاشات التلفزة والاذاعات من دون الشعور بالحياء ولا بالمسؤولية تجاه جيل بكامله بدأ يشعر أنه ينتمي الى عالم لم يكن يتخيله من قبل وأصبح يسأل عن كل شاردة وواردة تخرج عن جماعات ألصقت نفسها زوراً وبهتاناً بالدين الاسلامي وتحديداً في ما يتعلق بالمرأة ودورها وهي التي تتمتع بمكانة عالية بحسب الاسلام الذي أوصى نبيّه بهن بالقول: (استوصوا بالنساء خيراً، فإن المرأة خُلقت من ضلع وإن أعوج ما في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإِن تركته لم يزل أعوج). هذه المرأة التي أوصى بها الاسلام ونبيه تُرجم اليوم حتى الموت في ايران والعراق وسوريا، ويتم بيعها في سوق السبايا كما حصل للمرأة الأيزيدية في العراق والتي تم اختصار دورها بتلبية رغبات الرجل الجنسية، فإذ بالزمن يعود بنا آلاف السنين إلى الوراء. وفي القرن الواحد والعشرين تعرفنا إلى جهاد النكاح في سوريا والعراق وإلى بيع النساء المسيحيات والأيزيديات العراقيات بسوق السبايا الذي يسعّر المرأة بحسب عمرها.

شهادات متنوعة
شهادات كثيرة من نساء استطعن التحرر والهروب ليخبرن حقيقة ما تعرضن له من قبل تلك الجماعات. هم (داعشيات) أو ما يُطلق عليهن
(جهاديات) حيث كان يقتصر دورهن على إشباع رغبات المجاهدين الجنسية خصوصاً بعدما جرى إقناعهن انهن الوحيدات اللواتي تم اختيارهن لهذه المهنة تحت مسمى الجهاد في سبيل الله. وحتى انه وصل الامر الى إجبار بعضهن على تلبية الرغبات الجنسية لأكثر من رجل في ليلة واحدة، وصولاً الى إجبارهن على ممارسة الجنس الجماعي. فعن اي دين يتحدثون؟ واي معتقد يمارسون؟ فمن زاوية فهم متطرفين ومغالين لثوابت النص الديني الاسلامي لدى كافة المذاهب، وفي تجاهل كامل للحوادث والمناسبات التاريخية، يتعامل هذا (الداعش) مع المرأة على ان لها دوراً محدداً وهو تربية الأطفال والاهتمام بشؤون المنزل والاستمتاع بها جنسياً، وهذا في الشرع الاسلامي غير مقبول، بل لا يتجانس ويتناسب مع واقع الحال وما وصلت إليه التطورات الإجتماعية التي هي في حقيقة الأمر لا تتناقض مع الاسلام ومفاهيمه، لكنها تتطلب قوننة وتوضيح وتطبيق بشكل صحيح. لذلك فإن التنظيمات المتطرفة عقائدياً وفكرياً وثقافياً تتجاهل الغوص في مضمون النص الديني والحديث النبوي لتخرج بإطلاق فتاوى لا تتوافق مع الواقع او ما يُطلق عليه في المفهوم الشرعي ولتكتفي بتطبيق سياسة المنع والتضييق فقط.

بيع مختطفات عربيات وكرديات
يوم الاثنين الماضي كشف لاجئون عراقيون ان مسلحي تنظيم داعش الإرهابي يقيمون في القرى العراقية التي بسطوا سيطرتهم عليها، أسواقاً يبيعون فيها النساء بألف دولار. وتحدث اللاجئون الموجودون حالياً في مخيم على الحدود التركية العراقية في حديث لقناة لايف نيوز الروسية ان مسلحي داعش يبيعون في هذه الأسواق الفتيات والنساء المختطفات سواء العربيات أو الكرديات بألف دولار، وأن غالبيتهن ارسلهن الارهابيون الى مدينتي الرقة السورية والموصل العراقية. وتحدثت فتاة أيزيدية كانت محتجزة لدى داعش على مدى سنة لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية عن الأساليب التي يستخدمها الارهابيون الدواعش لمنع حمل المختطفات لضمان استمرار تجارة بيعهن وشرائهن لأغراض الجنس. وقالت:
(كانوا يجبرونني على تناول حبة دواء في كل يوم لمنع الحمل، وكنت احصل على علبة من حبوب منع الحمل تلك في كل شهر وحتى عندما يبيعوننا من شخص لآخر فإن علبة الدواء تُباع معنا). وكشفت ان الامور هذه لم تقتصر على حبوب منع الحمل انما اعتمد مسلحو داعش في بعض المرات على حقن خاصة لمنع النساء الأسيرات من الحمل وضمان استمرار تجارة بيعهن من منطقة الى اخرى، وفي الكثير من الاحيان كانوا يُعاودون سرقة المرأة من المُشتري ثم يُعاد بيعها من جديد بعد تغيير تسريحتها وشكلها من الخارج.

داعش يُحدد اسعار النساء
بعد التضييق المالي والعسكري على داعش في كل من سوريا والعراق وذلك من خلال الحصار الدولي الذي فرضته الولايات المتحدة الاميركية وروسيا مؤخراً، لجأ التنظيم الى اعتماد خطط بديلة للتعويض عن الخسائر التي ألحقت به على كافة الصعد، فعمد الى إنعاش سوق النساء وذلك من خلال نشره رسالة على شكل مرسوم حدد فيها أسعار من وصفهم السبايا من النساء يرجع تاريخها إلى الخامس عشر من الشهر الماضي. وأشارت الرسالة الى ان سوق بيع الغنائم والنساء بحسب وصفه قد شهد انخفاضاً كبيراً هو الآخر، وهو ما يؤثر على إيرادات التنظيم وتمويل ما سمتهم بالمجاهدين فيها. وجاءت أسعار السبايا من النساء على النحو الآتي:
الأطفال ما بين عام واحد إلى عشر سنوات ذكوراً وإناث بـ150 دولار.
البنات المسماة نساء بدءاً من سن العاشرة وإلى العشرين من العمر بـ 100 دولار.
النساء بين العشرين والثلاثين من العمر بـ80 دولار.
النساء بين الثلاثين والأربعين من العمر بـ40 دولار.

لائحة أسعار السبايا

أما النساء ما بين الأربعين والخمسين فتباع الواحدة منهن بـ30 دولار، والمفارقة ان الرسالة شددت على عدم السماح لأي شخص بشراء أكثر من 3 نساء باستثناء الأجانب من الأتراك والسوريين والخليجيين. ويتفاخر داعش باستعباد النساء والمتاجرة بهن حيث يستخدمهن كسلاح مزدوج للعمل في الصفوف الاماميه والخلفيه لكسب المزيد من المقاتلين وتنفيذ مخططاته وسبيهن إماء وجواري لعناصر التنظيم ليوفرن لهم المال والمتعه حيث يعتبر بيع النساء احد مصادر التمويل لديه، وقد خصص مكاتب لممارسة العبوديه في المناطق التي يسيطر عليها. وبعد أن يتم تحديد اسعارهن وأعمارهن يقوم بعرضهن عاريات في اسواق عامه بعد تجهيزهن للبيع على أن يكون من حق الزبائن النظر الى تفاصيل النساء الجسديه قبل الاتفاق على السعر المناسب لكل فتاة وليس هذا فقط بل ان عملية البيع لا تتوقف عند المشتري الواحد بل سيكون من حق المشتري أن يبيع نساءه لاحقاً لمن يشاء وبالسعر الذي يُريده، وكذلك يمكن لستة رجال شراء واحده. وفي السياق نفسه كشف تقرير لمنظمة العفو الدولية عن تعامل التنظيم مع السبايا بعد انتزاعهن من أسرهن واغتصابهن واسترقاقهن وبيعهن في أسواق المتعه والنخاسه. وكل هذه الافعال تؤكد انه تحت اسم (زوّجتك نفسي)، يغتصب تنظيم داعش النساء ويبيعهن تحت مسميات عدة لتحسين وضعه المادي.

الاستمتاع بصغيرات السن دون ممارسة الجنس
بعد سيطرته على محافظة الرقة في سوريا وجعلها عاصمة دولته الاولى، عمد داعش الى إصدار كتاب يتضمن نصائح وإرشادات وأجوبة للعديد من الاسئلة التي تتعلق بالنساء وعلاقة الرجل بهن، وجعله مرجعاً لهم في كل أمورهم يسيرون عليه وكأنهم يُطبقون الاحكام الاسلامية من خلاله. والاهم انه وضع رجاله وعناصره امام كيفية استغلال النساء المحتجزات كغنائم حرب جنسياً، وهذا بعض من الأسئلة التي أجاب عنها داعش وكانت الاجابات صادمة حول ما هو تعريف السبي الذي عرّف عنه بأنه أسر النساء اللواتي هن من أهل الحرب على يد المسلمين. البداية من السؤال الاول: ما الذي يجعل من السبي موضوعاً مباحاً؟ ما يحلل سبي المرأة هو عدم ايمانها. هل يجوز ممارسة الجنس مع النساء الأسرى؟ يجوز ممارسة الجنس مع النساء الأسرى. هل يجوز ممارسة الجنس مع النساء فور أسرهن؟ إذا ما كانت الفتاة عذراء فيمكن لسيّدها أن يمارس الجنس معها مباشرة وإن لم تكن كذلك إذن عليه أولاً تنقيتها. هل يجوز بيع النساء الأسرى؟ يمكن بيع وشراء النساء وحتى وهبهن كهدايا ولكن ما لا يجوز هو بيع المرأة إن كانت قد أنجبت منه. هل يجوز ممارسة الجنس مع الفتيات اللواتي لم يبلغن سن البلوغ ؟ يجوز ممارسة الجنس مع الفتيات اللواتي لم يبلغن سن البلوغ إن كن مناسبات، وإن لم يكن مناسبات اذا يمكن للرجال الاستمتاع بهن دون ممارسة الجنس.

بماذا يُكافأ حافظ القرآن؟
خلال الايام الماضية نشرت وزارة حقوق الإنسان العراقية معلومات قالت انها مؤكدة وموثقة بالصوت والصورة مفادها ان تنظيم الدولة الإسلامية داعش قام ببيع 100 مختطفة سورية في مدينة الفلوجة العراقية التي أنشأ فيها التنظيم سوقاً للنخاسة. وأكدت ان داعش أقام سوقاً للنخاسة والاسترقاق الجنسي حيث استقدم نحو مئة من النساء السوريات كسبايا إلى سوق مجاور لجامع الفلوجة الكبير الذي يفتتح يومياً عند المساء وتجري عملية البيع بأسعار تتراوح بين 500 الى 2000 دولار .وأوضحت ان عملية البيع تجري بحجة بدعة جهاد النكاح وفي تحريف واضح للقرآن وسنن الشريعة الإسلامية السمحاء، وان عصابات داعش ابتدعت مسابقة لمن يحفظ القرآن ويفوز بالمراتب الثلاث الأولى بإهدائهم سبية كمنهج تضليلي للمواطنين. وقالت إن هذه المسابقة نشرت كإعلام صادر من ولاية البركة في سوريا وان المئات من المواطنات العراقيات من المكون الأيزيدي اتجهت بهن عصابات داعش كسبايا نحو محافظة الرقة السورية.

الافتاء المصرية: ممارسات داعش دعارة وزنا
بعد عمليات الاخذ والرد وتسويق افعال داعش في الغرب على انها من ركائز الاسلام واتهام اصحاب الدين الاسلامي بتجاوز حدود الانسانية على الرغم من ان القرآن نهى بالمطلق عن ارتكاب هذه الافعال خرجت دار الافتاء المصرية عن صمتها لتؤكد في وثيقة مؤلفة من عشرات الصفحات، أن ما يفعله هؤلاء الخوارج المسمّون بداعش وغيرهم من اختطاف للنساء المسيحيات والإيزيديات والتسلّط عليهن بدعوى سبيهن واسترقاقهن، انما هو بيع للحرائر وتقنين للاغتصاب، وإكراه على البغاء وحرابة وافساد في الأرض ونقض لذمة الله تعالى ورسوله. وأوضحت ان استرقاق النساء غير المسلمات هو من جرائم هؤلاء البغاة النكراء، وأفعالهم الدّنية التي تدل على دناءة نفوسهم وقبح اخلاقهم وانهم إنما يلعبون بأديانهم.
كما أكدت أن التكليف الشرعي الصحيح لهذه الجريمة النكراء: أنها بيع محرّم للحرائر وتقنين فاضح للاغتصاب وانتهاك إجرامي للأعراض وإكراه على البغاء ودعوة إلى الفاحشة وشرعنة للدعارة والزنا وحرابة وإفساد في الأرض وانتهاك لذمة الله تعالى ورسوله.
وأشارت الى أن كل هذه الأفعال من الكبائر التي حرمتها الشريعة ولا يجوز ان ينسب ذلك الى شريعة الإسلام السمحة بل ولا إلى اي شريعة من الشرائع السماوية التي حرّمت هذه الكبائر والموبقات وحاربت تلك الجرائم النكراء. وجزمت ان الاسلام لم يأمر بالرق قط ولم يرد في القرآن نص على استرقاق الأسرى، وانما نزل الوحي في وقت كان نظام الرق والاستعباد فيه سائداً في كل أنحاء العالم، وعرفاً دولياً يأخذ به المحاربون جميعاً، فكانت من حكمة الشرع الشريف أنه أذن للمسلمين في مبدأ المعاملة بالمثل ولم يلغ الرقّ جملة واحدة بل اختار أن يجفف منابعه وموارده حتى ينتهي هذا النظام كلُّه مع الزمن فجعل الحرية هي الأصل وأمر بالإحسان إلى الأرقاء ورغب في عتقهم أيما ترغيب .

زوّجونا قسراً من رجال داعش
جلست امام عدسات الكاميرا لتُخبر قصتها امام ملايين المشاهدين. هي امرأة ايزيدية عانت ما عاناه شعبها على يد داعش من قتل وأسر وسبي واغتصاب. انها أم رهين من منطقة داهوك العراقية. تقول من داخل منزل قيد الإنشاء يفتقر لأبسط امور الحياة حيث تعيش فيه خمس عوائل إيزيدية يسودهم الحزن العميق والخوف من مستقبل أصبح مجهولاً. القصة هنا ليست عن تهجير داعش لجماعة الإيزيدية والتي أصبحت مشردة في مخيمات اللجوء، انها تجربة امرأة عاشت 21 يوماً أسيرة لدى داعش. تقول: (قتلوا زوجي أمامي وقتلوا جميع رجال عائلتي، أخذوا النساء الى منطقة سيطرة داعش وهي منطقة شيخ خضر ثم الى (بعاش) ومن ثم الى الموصل. فرقوا النساء في طرف ومددوا زوجي على بطنه وأردوه بطلقات نارية وألزموا النساء بالذهاب معهم>). تُضيف قائلة: <زوّجونا قسراً من رجال داعش وهناك أمضيت 21 يوماً معهم، ولم يكن هناك حليب لطفلي ولم يتوافر الغذاء كما اعتدوا علينا بشكل عشوائي. صورونا ونحن في حالات بشعة، وأجبرونا على فعل هذا الامر تحت التهديد بالقتل، لم اخف القتل بل خفت على طفلي من بعدي. لو ان الامر بيدي لكنت قتلتهم وقتلت نساءهم ومن ثم قتلت نفسي، ولولا حملي لكنت ذهبت لقتالهم الآن لأنتقم لمقتل زوجي ولما فعلوه بنا، أنا حالياً في حالة جيدة ولكن ما حصل معي لن أنساه حتى آخر لحظة في حياتي ومن الصعب جداً نسيانـه، كل دقيقة في حياتي أرى ما حصل معي أمام عيني. الحمد لله انا هنا بعدما هربت الى عائلة عربية مسلمة في الموصل هي التي جعلتني حرّة اليوم.

داعش.. شذوذ وبغاء واسواق لبيع النساء

الجواري وزمن المتاجرة بالنساء
ان استرقاق الجواري كان مباحاً ومشروعاً وشائعاً قبل الإسلام وقد ذكرته الكتب السماوية، فهاجر جارية تزوجها النبي إبراهيم، وفي ذلك الزمان كانت اذا قامت الحروب بين دولتين فإن الدولة الغالبة المنتصرة تقتل رجال الدولة المغلوبة وشبابها ويبقى النساء والبنات، فتجلبهن إلى بلادها اسيرات تبيعهن لمن يرغب في شرائهن. كما كانت شدة الفقر تدفع احياناً بعض الآباء إلى بيع بناتهم. وايضاً كان هناك لصوص يخرجون الى القوافل التجارية في الطرق البعيدة او يصعدون الى السفن العائمة وسط البحار فيخطفون ما شاؤوا من النساء والبنات ويبيعوهن في المدن في أسواق بيع العبيد. لكن حين جاء الإسلام حرم استرقاق النساء والبنات اللواتي يؤتى بهن عن طريق البيع او الاختطاف وأجاز استرقاق أسيرات الحرب، وقد أجاز ذلك لأن الدول المعادية للإسلام كانت تغزو المدن الإسلامية فتقتل الرجال والشباب وتسبي نساءهم وبناتهم وتأتي بهن أسيرات وتبيعهن لكل غادٍ ورائح، فيأخذ الرجل الكافر والمشرك ما شاء من النساء والبنات المسلمات، وتمسي كل منهن متاعاً مباحاً مشاعاً يعاملوهن كما تعامل المرأة الزانية، فقد يشترك في جماع المرأة المسلمة الأسيرة الرجل وأبناؤه وإخوانه وأصدقاؤه، من أجل ذلك أباح الإسلام بالمثل استرقاق النساء الكافرات اللواتي يؤتى بهن بعد الحرب، الا أن ثمة فرقاً كبيراً بين معاملة المسلمين للجواري غير المسلمات من معاملة الكفار للأسيرات المسلمات، فقد شرع الفقه الإسلامي كيف يجب ان يُعامل السيد المسلم عبيده ذكوراً كانوا أم اناثاً وجعل لهم حقوقا كثيرة مثل: لا يجوز للسيد أن يأمر عبده بمعصية الله أو ينهاه عن طاعته، ليس له حق في إجبار عبده الكافر ان يسلِم من منطلق لا إكراه في الدين، ليس له حق ان يزوج عبده بمن لا يرضاها أو يجبره على تطليق زوجته. ليس له حق ان يمنع عبده الذمي اليهودي والمسيحي من شرب الخمر او أكل لحم الخنزير او الذّهاب إلى الكنيسة لأن ذلك من دينه.

مصابة بالسرطان
روت فتاة تدعى راما جمال على موقع فايسبوك قصة حصلت معها أثناء خطفها، فقالت: (سأكتب قصة خطفي على مراحل متتالية، وربما تكون غير متتالية، فما زلت مشوشة وغير متوازنة فاعذروني. بعد (مصالحة برزة) التي أبرمها النظام مع الثوار، ذهبت برفقة زوجة أخي للاطمئنان على بيتها في ذاك الحي، وبعد أن مررنا على حواجز الجيش السوري التي نصحتنا بعدم الولوج كثيراً إلى الداخل البرزاوي، وصلنا إلى حاجز الملتحين. طلبوا الهويات، دققوا فيها وتشاوروا، قالوا لنا (انزلوا من التاكسي)، صرفوا التاكسي وقال أحدهم لي: (أساليب مخابرات النظام لم تعد تمر علينا، نصيرية عاهرة). فقلت لهم: (أنا ابنة دمشق وهويتي يظهر عليها انني ابنة حي القنوات وحجابي يلف رأسي وزوجة أخي ايضاً مواليد الشاغور وتلبس معطفاً). وتضيف: (لمن لا يعرفني أنا فتاة تعمل في الحقلين الاجتماعي والنفسي اسمي حقيقي ولكن شهرتي لم أعلنها لأسباب خاصة، ولكن اخترت اسم والدي كشهرة، وصورتي تحمل شيئاً من طمس الملامح كي لا تعمم في أوساط القتلة والإرهابيين. بعدها مشينا ولفافة سوداء حول عيوننا ولم نجد أنفسنا سوى في بهو كبير يتزعمه رجل ملتحٍ يجلس في صدر المجلس حافف الشاربين وحوله طوق من المسلحين. قال: (اقتربن) ثم قال: (من تريد أن تتزوجني على سنة الله ورسوله؟)، لم ترد أي منا بكلمة. نظر إلي بطريقة فظيعة، وقال لي: (أنت زوجة لي فتحضري)، قلت له: (يا شيخ أتشرف ولكني مصابة بسرطان الدم). قال غاضبا: (تأكدوا من الأمر حالاً فإن كانت كاذبة ارموها مع السبايا النصيريات ليتمتع بها المجاهدون متى أرادوا). وأنا اليوم حرة بسبب إصابتي بهذا المرض الخبيث الذي هو ارحم من (داعش) بأشواط.