Beirut weather 22.41 ° C
تاريخ النشر December 22, 2017
A A A
الموقوف في قضية “كوستا”: فوجئت باستدراجي لأنفذ عملية انتحارية
الكاتب: كلوديت سركيس - النهار

بيت القصيد في ملف الموقوف عمر العاصي هو ضبط المخابرات داخل مقهى كوستا في الحمرا قبل 11 شهرا ومنعه من تنفيذ عملية انتحارية بتفجير حزام ناسف. وجاء توقيفه بعد تنسيق مع فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي وفق بيان قيادة الجيش. فالعاصي الذي اقر بانتمائه الى احدى المجموعات العسكرية التابعة للشيخ احمد الاسير وباجتماعه مع اليد اليمنى للاسير شاهين سليمان بعد توقيفه. وبخلاف اعترافاته الاولية بأنه قصد المكان للقيام بهذه العملية وحال دون ذلك سماع لبنانيين يتحدثون بلهجة طريق الجديدة واطفال وسوريين داخل المقهى يصر العاصي ( 25 عاما) امام المحكمة العسكرية الدائمة برئاسة العميد الركن حسين عبدالله، وحضور ممثل النيابة العامة العسكرية القاضي رولان شرتوني، ووكيلة المتهم المحامية فاديا شديد، انه فوجىء بالشخص الذي اقله من صيدا مسقطه الى الحمرا يطلب منه الدخول الى المقهى بعد اعتقاده انه كان يؤازره في الطريق للذهاب الى القتال في سوريا او الجرود وانه وقع في الفخ، متراجعاً عن افادته الاولية بانه دخل المقهى لتنفيذ عملية انتحارية وحال تدخل عناصر الامن دون تنفيذ العملية.

مكبر الصوت
الشاب العاصي في بنيته الفارعة ولحيته المصففة لم يهدأ طوال استجوابه، محاولا الكلام او التأكد من ان مكبر الصوت ينقل ما يقوله، فيركز عليه ويثابر على الدوران حول نقطة واحدة هي أنه فوجىء بمن أقله يطلب منه التوجه الى المقهى بعدما كان ساعده في وضع الحزام الناسف على خصره في نقطة انطلاقهما قرب جامع الحريري في صيدا في اتجاه العاصمة.
هذا الشخص الذي بقي مجهول الهوية طلبت وكيلته المحامية شديد ، نظرا الى تناقضات وجلاءً للحقيقة امكان الاطلاع على كاميرات المراقبة التي كانت موجودة في محيط كل من جامع الحريري ومطعم الكوستا فضلا عن الحصول على داتا الاتصالات العائدة الى موكلها لمعرفة تواجده الجغرافي. فابلغها رئيس المحكمة ان الداتا المطلوبة موجودة في ملف الدعوى .ولهذه الغاية ولمتابعة الاستجواب ارجئ متابعة استجواب المتهم الى السادس من آذار المقبل.

عند انطلاقة الاحداث بين جماعة الاسير وسرايا المقاومة في 18 حزيران 2013 استدعي العاصي عبر رسالة نصية الى مسجد بلال بن رباح كونه ممرض، على تفسيره. وفي طريقه اليه اصيب باطلاق نار من مجموعة مسلحة وعولج في المستشفى وطبعا لم يشارك في احداث عبرا التي حصلت بين المسلحين والجيش.

وتوجه العميد ابرهيم اليه “بعد معارك عبرا انشأ الاسير ما يسمى بالخلايا النائمة لتنفيذ عمليات امنية ضد مراكز حزب الله وسرايا المقاومة والجيش والتقيت عام 2014 بشاهين سليمان وآخرين في هذا السياق ومن اهداف المجموعة التي انضممت اليها استهداف مقهى “هوب هوب” او اي موقع خاص بسرايا المقاومة وزودك شاهين، الذي تربطه بك علاقة صداقة، بهاتف وبندقية وطلب مراقبة المقهى”. وسارع المتهم الى النفي قائلا لو كنت متورطا لما كنت تصورت مع النائبة بهية الحريري في المستشفى، مشيرا الى انه حصر وقته في متابعة دراسته الجامعية وعمله ولم يكن لديه متسعا للقيام باعمال مماثلة. واعتبر ان 60 في المئة مما ورد في القرار الاتهامي خاطىء مؤيداً النسبة الباقية منه. وعمد الى “بيع البندقية وتصريف الخط الخليوي وتفرغت لعملي ودراستي وانحصرت علاقتي بهم من بعد ولا اعرف المقهى المذكور”.

شباب الحزب ضربوني
المتهم نقض اكثر من نصف القرار الاتهامي بعدما احاطه رئيس المحكمة بما ورد في افادته الاولية عن جنوح قناعته صوب الجهاد اثر شعوره بظلامة لاحقة بأهل السنة من الطوائف الاخرى بعد افتضاح امر الخلايا الامنية، فقرر الجهاد وبدأ البحث عبر غوغل ايرث عن مواقع حزب الله وغيرها لشعور بالذل والمهانة وكونه محسوب على جماعة الاسير قرر الالتحاق بتنظيم داعش. ورد المتهم في مقلب آخر، مشيراً الى انه يؤيد الثورة السورية وذهب الى اتهام مجموعة من 20 شابا في الجامعة انهالوا عليه بالضرب المبرح “ما مسح كرامتي في ساحة الجامعة . وما اراه ان الدولة اللبنانية لا تحفظ لي حقوقي وما حصل معي في الجامعة قضية شخصية وغير دينية “. وايد احداثه حسابا على تويتر واطلع على موقع الدولة الاسلامية من زاوية البحث والتحليل السياسي ، الى تواصله مع شاهين الفار من وجه العدالة والمتواري في مخيم عين الحلوة بعد احداث عبرا حيث لا يزال .

ليلو وسو
وطلب منه الموقوف الذهاب الى سوريا. فكتب العاصي رسالة عبر خدمة تويتر في صيف 2016 على موقع الدولة الاسلامية طلب فيها مساعدته للذهاب الى سوريا للالتحاق ب”داعش” وما لبث ان انتقل الى حساب له على موقع تلغرام بناء على طلب شخص يجهله . ففعل وسمى حسابه “وسو” فيما ابلغه المتصل ان اسم حسابه “ليلو” ويدعى ابو الوليد مكي. فتواصل معه طالبا منه المساعدة في انتقاله الى سوريا كونه داعشي.فابلغه الاخير تعذر ذلك كون الحدود مقفلة وكذلك الطريق عبر تركيا ، نافيا عرضه عليه القيام بعملية انتحارية في بيروت اوموافقته على طلبه. وايد التواعد قرب مسجد الحريري في صيدا للذهاب الى الجرود او على الحدود اللبنانية السورية. واعتبر ان كلامه اوليا عن موافقته القيام بعملية انتحارية في بيروت هو كلام خاطىء ويفتقر الى الادلة والبينات التي تظهر ما اعتقدته انني كنت ذاهبا للمشاركة في معركة داخل سوريا او على الحدود .

كلمة السر
وعند تواعدهما على اللقاء زوده رفيقه على التلغرام بكلمة سر” شركة بيبلوس للتعرف الى الشخص الذي سيقله من صيدا الى العاصمة في سيارة سوزوكي فضية وليس في سيارة تويوتا ، كما ورد اوليا. وبالفعل حضر شاب ثلاثيني ولا نعرف بعضنا وحدثني بلهجة لبنانية وهو يلبسني الحزام الناسف واوصلني الى قرب المقهى. واستطرد ” حصلت معي ثلاثة اشياء جعلتني اشك في انه مُرسل من المخابرات ولدي قرائن تدل على ذلك ومنها انه كان مرتاحا الى وضعه جدا واثناء لف الشريط المُفجٍر على يدي انحل فلو كان الحزام صالحا للتفجير لكان انفجر بنا من وطأة الحرارة. واكبر دليل لن نيتي لم تكن متجهة الى تفجير الحزام انني مكثت ربع ساعة في المقهى قبل القبض عليَ وتحدثت الى الموظفة فيه.

وسئل لو صح زعمك ان وجهتك كانت الى الحدود فهي من طريق البقاع وليس من بيروت؟
اجاب اعتقدت ان تنفيذ العمل سيكون عبر الحدود الشمالية.

وعاد وسأله رئيس المحكمة” اعترافك واضح وصريح في التحقيق الاولي وتنكر امام المحكمة ما كنت اعترفت به ولكن تواصلك مع ليلو وداتا اتصالاتك تدلان على انك في صدد عملية انتحارية وصلت الى حد كتابة وصيتك. فهل عدلت عن تنفيذ العملية عندما دخلت الى المقهى وخصوصا انك طلبت قهوة اجنبية وذكرت ان رواد المقهى اطفال وسوريين ولبنانيين لهجتهم من الطريق الجديدة وقررت الانتقال الى مطعم آخر لتنفيذ العملية فقُبض عليك؟.

لا عدول
العدول عن ارتكاب الجريمة طوعا من شأنه تخفيف العقوبة في الحكم الذي سيصدر في حق المتهم الا ان الاخير بقي على كلامه. واضاف ” لندع داتا الكاميرات والاتصالاات والسيارة المستأجرة التي اقلتني واصحابها تفصل في كلامنا حتى اذا تبينت انني خاطىء احكمني. فاجابه العميد عبدالله كل ما هو متوفر نعرضه في الجلسة المقبلة . واعتبر المتهم ان ما عايشه كان فخا نُصب له متمسكا بكلامه باعتقاده انه ذاهب الى سوريا او الى الحدود “لاتفاجأ انه اوصلني الى مقهى كوستا، متهما “الجهاز الامني بالتواصل مع قيادات داعشية للقيام بعمل معين تمهيدا لاحباطه وهذا ما حصل معي”.

ولماذا لم تُغير وجهتك ؟. فأجاب “نفذ ثم اعترض” . واعتقدت ان الذي اوصلني كان لا يزال عند المفترق يراقبني.