Beirut weather 23.41 ° C
تاريخ النشر November 29, 2020
A A A
المؤتمر الدولي الأربعاء المقبل لدعم الشعب وللضغط لتشكيل الحكومة الإنقاذية
الكاتب: دوللي بشعلاني - الديار

يهدف «المؤتمر الدولي لدعم الشعب اللبناني» الذي دعا اليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الشركاء الدوليين للمشاركة فيه عبر تقنية الفيديو يوم الأربعاء المقبل في 2 كانون الأول الى تحقيق أمرين: الأول، بحث تقديم المساعدات الإنسانية للشعب اللبناني وإعادة إعمار بيروت بالدرجة الأولى بعد انفجار 4 آب الفائت، ومتابعة مصير المساعدات التي قدّمتها دول العالم للبنان في وقت سابق. والثاني: الضغط على المسؤولين اللبنانيين لتحمّل مسؤولياتهم وتشكيل حكومة المهمّة الإنقاذية في أسرع وقت ممكن.
وإذ كان الشرط الأساسي لعقد هذا المؤتمر، من قبل الرئيس الفرنسي، هو تشكيل الحكومة قبل موعد انعقاده، يبدو أنّ ماكرون قد تخطّى شرطه هذا، على ما أكّدت أوساط ديبلوماسية مطّلعة، بعد أن أوفد مستشاره لشؤون الشرق الأدنى باتريك دوريل الى لبنان أخيراً حيث التقى المسؤولين السياسيين، وعاد الى بلاده حاملاً اليه تقريراً عن مجمل الأوضاع، وقد تضمّن بالتفصيل العراقيل التي أدّت الى تعثّر ولادة الحكومة.وقد سوّى الحريري أمره مع ماكرون إذ نقل اليه عن طريق دوريل العقد التي تعترض تشكيل حكومته، مؤكّداً أن لا مجال لحلّها حاليّاً.
ويصرّ الرئيس ماكرون – الذي يبدو أنّه يُؤيّدضمناً فكرة تأجيل تشكيل الحكومة بعض الوقت بانتظار عقد التسويات الكبرى في المنطقة والعالم – على الوقوف الى جانب لبنان، ومحاولة إنعاش إقتصاده المتدهور والذي ينهار أكثر فأكثر. الأمر الذي من شأنه تعويم حكومة الرئيس حسّان دياب بعد أن استقالت وأصبحت بحكم تصريف الأعمال. وأكّدت الأوساط أنّه رغم الصراع الحاصل حالياً بين الدول الكبرى، والذي ينعكس سلباً على الوضع الداخلي اللبناني الذي ينتظر أن تصبّ التسويات في مصلحته، فإنّ أحداً منها لا يريد انهيار الإقتصاد اللبناني بالكامل، وإلاّ لكانت هذه الدول رفضت المشاركة في المؤتمر الدولي لدعم لبنان على أعلى المستويات.ولهذا ستعمل على مساندة الشعب اللبناني الذي يزداد فقراً وبطالة وجوعاً بسبب الغلاء المعيشي وانخفاض القدرة الشرائية لليرة اللبنانية الى حدّ غير مسبوق، مقابل الإرتفاع الجنوني لسعر صرف الدولار الأميركي في السوق السوداء.
أمّا الضغط لتشكيل الحكومة فمن أجل استعادة ثقة الشعب اللبناني أولاً بدولته الذي أكثر ما يحتاجه اليوم هو حكومة إنقاذيّة قادرة على انتشاله من الوضع السيء الذي يعيشه على مختلف الأصعدة الإقتصادية والمالية والسياسية والإجتماعية، كما ثقة المجتمع الدولي بلبنان كبلد قادر على إدارة نفسه بنفسه.
وأشارت الأوساط نفسها الى أنّ زيارة ماكرون الثالثة الى لبنان أواخر كانون الأول أصبحت مؤكّدة، وتهدف لزيارة الكتيبة الفرنسية العاملة في قوّات «اليونيفيل» في جنوب لبنان والإحتفال معها بعيد الميلاد المجيد. وسيستكمل الرئيس الفرنسي محادثاته مع المسؤولين اللبنانيين والضغط عليهم بهدف تشكيل الحكومة سريعاً. ولفتت الى أنّه سيعمل بالتالي من أجل تسهيل التشكيل عبر الضغط على الرئيس المكلّف سعد الحريري، ورئيس «التيّار الوطني الحرّ» النائب جبران باسيل لعودة الحوار بينهما، وتأليف «حكومة المهمّة» من وزراء إختصاصيين كفوئين يستطيعون القيام بالمهمّات الإنقاذية وفقاً لمندرجات المبادرة الفرنسيّة، لكي تتمكّن بالتالي من الحصول على المساعدات الدوليّة المالية.
وفيما يتعلّق بتقديم المساعدات للشعب اللبناني فسيتمّ تفصيلها، وسيسأل المشاركون في المؤتمر عن مصير المساعدات السابقة للبنان التي وصلت للمنظمات غير الحكومية وللجمعيات الأهلية، كما للجيش اللبناني. علماً بأنّ المساعدات لم يتمّ إيصالها للبنانيين عن طريق الحكومة كون الشعب اللبناني لم يعد يثق بأي منها، على ما سمع ماكرون شخصياً خلال زيارتيه الأولى والثانية الى لبنان من بعض الشبّان الثائرين، ومن بعض الجمعيات التي التقاها. علماً بأنّ بعض هذه الأخيرة لم تكن على قدر الثقة التي أعطتها اليها بعض دول الخارج،ولم يكن حالها أفضل من الحكومات السابقة، إذ حصلت على المساعدات الدولية ولم تعمل على توزيعها الى المحتاجين والمتضرّرين من انفجار مرفأ بيروت الذي حصل في 4 آب، كما يجب. وقد علت أصوات عدّة في هذا السياق، حتى وصلت أصداؤها الى مسامع الرئيس ماكرون وشركائه الدوليين، ولهذا قرّروا تقديمها الى الجمعيّات الموثوقة.
وفي مطلق الأحوال، تجد الأوساط نفسها أنّ هذا المؤتمر سوف يدعم لبنان على مختلف المستويات، ولكن الأهمّ أن يكون السياسيون هذه المرّة على قدر المسؤولية ويستفيدوا من هذا المؤتمر ونتائجه لإظهار للعالم بأنّ لبنان يُمكنه من خلال الدعم الدولي النهوض من جديد.