Beirut weather 18.41 ° C
تاريخ النشر November 9, 2021
A A A
الشتاء القارس على الأبواب ومستلزمات التدفئة معدومة!
الكاتب: سمار الترك - اللواء

يقترب فصل الشتاء هذا العام وفي طياته أزمات متعددة تدق معها ناقوس الخطر، في ظل انعدام سبل التدفئة، ولاسيما في المناطق الجبلية التي كانت ترتكز على مادة المازوت لتتدفأ في هذا الموسم، لكن مع ارتفاع سعر الصفيحة لم يعد هذا الأمر ممكنا، خصوصا أن سعر المازوت حلق هذا العام بعد رفع الدعم ووصل إلى نحو 300 ألف و400 ألف ل.ل وما فوق…

في المقابل، هناك بعض سكان الجبل الذين كانوا يعمدون للتدفئة على «دفايات» الغاز، إلا أن هذا الأمر لم يعد بالإمكان توفره بعد أن تعدى سعر قارورة الغاز الـ250 ألف ل.ل.

باختصار مستلزمات التدفئة في فصل الشتاء انعدمت تماما حتى بالنسبة لسكان العاصمة الذين كانوا يعتمدون التدفئة على «الشوفاجات» التي تعمل بدورها على الكهرباء، لكن بما أن الكهرباء مقطوعة وغالبية المواطنين عمدوا لتخفيض عدد «الأمبير» في اشتراك المولد الكهربائي لعدم تمكنهم من دفع فاتورته الباهظة نتيجة ارتفاع سعر مادة المازوت، فإن التدفئة باتت معدومة أيضا.

 

 

كيف سيتدبر هؤلاء المواطنين أحوالهم؟

«اللواء» جالت على عدد من المناطق، وعادت باللقاءات التالية:

{ جعفر اسماعيل من سكان البقاع، يقول: لم نتمكن هذا العام من تأمين المازوت أو الحطب بسبب ارتفاع الأسعار.

في السابق كنا نعتمد على صوبات المازوت أو الحطب وكنا نبدا من شهر أيلول بتخزين المازوت لكن هذا العام لم نتمكن من ذلك خصوصا وأننا بحاجة لـ4 براميل على الأقل وهذه الكمية من الصعب شرائها في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة.

يقول اسماعيل: إن أردنا أن نطبخ بتنا نحمل الهمّ، فقارورة الغاز تخطى سعرها الـ250 ألف ل.ل، إن أردنا العودة لزمن «بابور الكاز» لا نستطيع ان نؤمن حتى الكاز.

 

 

الحل فقط بارتداء الثياب الثقيلة ووضع البطانيات
الحل الوحيد أن نجمع أغصان الشجر وما تيسر من أخشاب مرمية هنا وهناك لنتدفأ عليها وفي الوقت نفسه نطبخ عليها كما كان يفعل جدودنا أيام زمان.

{ جميلة رمال من سكان الجنوب تحدثنا وفي قلبها غصة وحسرة، تقول: في الصيف حريق وفي الشتاء دنيق، وزعماء البلد ينعمون بالراحة دون أن يرفّ لهم جفن؟

كل موسم شتاء كنا نعمد للتدفئة على صوبات المازوت، لكن هذه السنة قررنا أن نتدفأ على الحطب، طبعا هذا لا يعني أن سعر الحطب أرخص من المازوت لكنه متوفر أكثر، وهنك العديد من أهل المنطقة الذين مع الأسف يعمدون لقطع الأشجار بهدف الحصول على حطب التدفئة لموسم الشتاء.

وكما يقولون الضرورات تحلل المحظورات

{ عارف بوعلي من سكان راشيا، يقول: «منذ أن بدأ «الدولار» بالإرتفاع سارعت لشراء مادة المازوت وتخزينها، لأنني شعرت أن هناك شيئا ما سيحصل.

واليوم أشكر ربي أنني لم أتردد عن القيام بهذه الخطوة، لكنني أحزن على أهلي وجيراني الذين لم يعد باستطاعتهم شراء ما يلزمهم من مادة المازوت؟

هذه السنة تمكنت من شراء المازوت لكن ماذا عن الموسم القادم؟؟

ما وصلنا إليه صعب جدا وأحدا لم يعد بمقدوره تحمله، وليس هناك من حل سوى من عند الله لأن وحده من بإمكانه مساعدتنا.

{ ليلى بعيون من سكان عاليه، تقول: «مع نهاية شهر أيلول كنت أتصل دوما بـ«السوبر ماركت» وأطلب منه إرسال 3 قوارير غاز لزوم التدفئة لأنني اعتمد عليها عندما آتي لمنزلي في عاليه، فانا لم أعتمد الصوبة كوني أقيم هناك فقط في فصل الصيف وأصعد أيام «الويك أند» والعطل في فصل الشتاء.

هذا الموسم حرمت من الإقامة في منزلي لأنه لم يعد باستطاعتي دفع كلفة التدفئة التي قد تصل إلى 750 ألف ل.ل وما فوق، عدا عن أن صاحب مولد الكهرباء قد توقف عن تزويدنا بالكهرباء لأنه لم يعد يريد العمل بهذه المصلحة حسب قوله كونها «وجعة راس».

بانتظار حل هذه الأزمات سأضطر للبقاء في منزلي في بيروت على أمل أن تتحلحل هذه الأوضاع.

{ سهى شبقلو من سكان بيروت، تقول: الشتاء هذا العام يختلف تماما.

في السابق كنا نعيش بنعيم، مولد الكهرباء كان يعمل بمجرد انقطاع «كهربة الدولة» والفاتورة كانت لا تذكر، والشوفاجات كانت تعمل ليل نهار.

أما اليوم فالوضع مزري، حتى الأن لم نشعر بالبرد لكن عندما سيدق الشتاء أبوابنا هذا العام سيكون قارسا بكل ما للكلمة من معنى، خصوصا وان مستلزمات التدفئة انعدمت والحل فقط بارتداء الثياب الثقيلة ووضع البطانيات…

 

ماذا ينتظرنا أكثر من ذلك؟ لا أعلم

والمؤسف أن كل الرؤساء ينامون في سبات عميق وكان البلد بألف خير.

فرحنا لقدوم حكومة الرئيس ميقاتي، قلنا ربما تنخفض الأسعار ويتوقف التلاعب بـ«الدولار» لكن للأسف لم نتقدم خطوة واحدة…

يا عيب الشوم، الشعب يموت يوميا وهم يرون أن الدنيا بألف خير؟