Beirut weather 23.41 ° C
تاريخ النشر November 25, 2018
A A A
الشانزليزيه «ساحة حرب» بين كر وفر المتظاهرين والقوى الأمنية
الكاتب: موقع المرده

احتشد عشرات الآلاف من المتظاهرين في باريس امس السبت استكمالا لاحتجاجات “السترات الصفراء” التي تندد بارتفاع تكاليف الوقود وتغيير نظام دفع الضرائب والسياسات الاقتصادية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وتحولت جادة الشانزليزيه الى ما يشبه ساحة حرب بين كر وفر المتظاهرين والشرطة.

وقد أكد وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستنير، مشاركة أكثر من 100 ألف مواطن ضمن الاحتجاجات التي عصفت بالبلاد على ضوء رفع أسعار المحروقات، والتي باتت تعرف بحركة “السترات الصفراء“.

وقال الوزير الفرنسي للصحفيين، إن “عدد المشاركين في المظاهرات بلغ 106 آلاف مواطن، وهو أقل بكثير من عدد المحتجين السبت الماضي، البالغ 244 ألف شخص“.

لكنّ هذا التراجع لم يحل دون حصول صدامات في باريس بين المحتجّين والشرطة التي استخدمت لتفريقهم الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه واعتقلت كثيرين.

ومساء السبت أعرب الرئيس إيمانويل ماكرون عن شعوره بـ”العار” إزاء هذه الصدامات، مندّداً بمن “اعتدوا” على قوات الأمن و”أساؤوا معاملة مواطنين آخرين”.

وبحسب وزارة الداخلية، بلغت حصيلة الجرحى في العاصمة 24 شخصاً، بينهم خمسة شرطيين، فيما بلغ عدد الموقوفين في عموم البلاد 130 شخصاً.

ووقع القسم الأكبر من الصدامات صباح السبت في جادّة الشانزيليزيه الشهيرة في وسط باريس والتي كانت السلطات أعلنت منع التجمهر في قسم منها.

وخلال الاشتباكات بين المحتجيّن وقوات الأمن، رشق المتظاهرون عناصر الشرطة بالحجارة واشعلوا النيران  حيث ردّ عليهم عناصر الدرك وشرطة مكافحة الشغب بقنابل الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه.

وقد كشف استطلاع للرأي أجراه معهد “بي في آ” أنّ 72 بالمئة من الفرنسيين يؤيّدون مطالب “السترات الصفراء” الغاضبين من زيادة رسم للبيئة أدّى إلى ارتفاع أسعار المحروقات.

 

وتؤكّد الحركة أنّ تحرّكاتها تجري خارج إطار الأحزاب

وهاجم وزير الداخلية الفرنسية بشكل مباشر زعيمة اليمين المتطرّف مارين لوبن، معتبرا أنّ “مشاغبين” لبّوا دعوتها إلى التظاهر في الشانزيليزيه.

وردّت لوبن عبر التلفزيون قائلة “لم أدعُ إطلاقاً إلى أي عنف”.

ورأى البعض في هذا اليوم الاحتجاجي تحدّياً لرئيس الجمهورية الذي طاولته هتافات المحتجين بشكل مباشر، إذ ردّد قسم منهم عبارة “ماكرون استقل”.

ولم يُبد ماكرون حتى الآن أيّ رغبة في تخفيف وتيرة إصلاحاته من أجل “تغيير” فرنسا. لكن قصر الإليزيه أعلن أنّ الرئيس سيطلق الثلاثاء “توجيهات للانتقال البيئي”، مؤكّدة أنّه “تلقّى رسالة المواطنين”.

الصورة بعدسة الدكتور رالف سعادة