Beirut weather 22.41 ° C
تاريخ النشر November 11, 2019
A A A
السيد نصرالله: الفاسد كالعميل لا طائفة له ولا دين

أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن “عملية الاستشهادي أحمد قصير هي العملية الأهمّ بتاريخ الصراع العربي الاسرائيلي من حيث الحجم والنوعية على صعيد الخسائر التي لحقت بالعدوّ”، وقال “لا زلنا نتذكر كيف وقف أرييل شارون ذليلًا مُحبطًا حزينا كئيبا أمام الهزة العنيفة التي لحقت بجيشه وألحقها به شاب واحد اسمه أحمد قصير”.
وفي كلمة له خلال مهرجان يوم شهيد حزب الله، رأى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يتعامل مع الجيش الأميركي على أنه جيش مرتزقة لذلك هم يتصورون أن كل الناس على شاكلتهم”.
وشدّد على أن “الشهداء أدخلونا في زمن الانتصارات والانجازات”، وقال “نشكر لهم هذا المعروف”.
وقال: “من انجازات الشهداء دفْع الأخطار الكبرى عن بلدنا مثلما حصل في السنوات الماضية بمواجهة الهجمة الإرهابية، معتبرًا أن الشهداء حوّلونا إلى بلد ينظر إليه كبار قادة العدو على أنه أصبح تهديدًا وجوديًا لهم”، وشدّد على أن “المقاومة اليوم هي في أوجّ قوتها وحضورها وأهميتها كجزء من محور المقاومة في المنطقة”.
من ناحية أخرى، لفت السيد نصر الله الى أن “قائد حركة أنصار الله السيد عبد الملك الحوثي أعلن بوضوح ردًا على التهديدات الاسرائيلية أنه سيتمّ الرد وبأقصى الضربات”، واصفًا هذا الكلام بالهامّ جدًا.
وتابع: “الإسرائيليون توقفوا جيدا عند خطاب السيد الحوثي لأنه ينطلق من مصداقية”، وأشار الى أن “اليمن أساسي ومهم جدًا في محور المقاومة وهو يعلن بشكل صريح وقادر على الرد”.
وقال السيد نصر الله إن “العدو الاسرائيلي يجب أن يعرف أن هناك بيئة استراتيجية جديدة في مواجهته، وموقف السيد الحوثي تطوّر مهمّ جدًا والعدو وأبناء المقاومة يدركون أهمية ذلك”، وأردف “الجبهة اليمنية باتت تمتلك أسلحة متطورة جدًا من صواريخ ومسيّرات وتمتلك أيضًا شجاعة استخدامها وتحدّت بها كل العالم”.
وأضاف “مئات الآلاف في صنعاء كانوا حاضرين لساعات بانتظار خطاب السيد الحوثي وهذا يعد رسالة سياسية مهمة”، مؤكدًا أن سرّ القوة في المحور الذي ننتمي اليه يكمن في عقيدته وروحيّته وإيمانه بالمقدسات والقضايا الانسانية واستعداده للتضحية”، وتابع “البعض كان يراهن ويبني على حرب اميركية ضد ايران وهنا أقول أن هذا الامر انتفى بحدود 99%”.
وأردف “ايران صمدت وتجاوزت مرحلة خروج ترامب من الاتفاق النووي، كما تجاوزت صعوبة الانسحاب الاميركي من الاتفاق النووي وترامب لا يزال جالسًا بانتظار سماعة الهاتف.. النفط بالنسبة لترامب هو الذي له قيمة أمّا الانسان فلو كان صديقًا فإنه بأيّ لحظة يتركه”، مشيرًا الى أن ترامب أبقى على قوة أميركية في سوريا من أجل حقول النفط”، واعتبر أن “استراتيجية ترامب في إيران فشلت”.
داخليًا، قال السيد نصرالله إن “المباحثات ما زالت جارية لنخرج بأفضل حلّ لبلادنا.. هناك مطالب عديدة في الحراك عبّر عنها الناس او الاعلام او بعض الشخصيات لكن ليست مطالب إجماعية، وهناك أيضًا مطالب اجماعية مثل مكافحة الفساد ومحاسبة الفاسدين واستعادة الأموال المنهوبة”، وتابع “بفضل ما حصل فإنه ليس هناك امكانية لأحد من أجل حماية الفاسدين وهذا تطور كبير حصل في لبنان”.
وأوضح أن “اللقاءات متواصلة والاستشارات قائمة ولسنا مضطرين لإبداء أيّ موقف حاليًا في تشكيل الحكومة، مبينًا أن هناك فروقات كبيرة بين مكافحة الفساد ومقاومة الاحتلال في الموضوع والادوات”، وذكّر بـ”أننا قلنا في حملاتنا الانتخابية إننا سنكون جزءًا من حملة مقاومة الفساد وأوضحنا أن ذلك يحتاج لوقتٍ وجهد”.
واعتبر أن “هناك فاسدين والهدف هو محاسبة الفاسدين واسترداد الأموال المنهوبة منهم وهذا يحتاج الى جهاز قضائي نزيه ولا يخضع لضغوط القوى السياسية”، ورأى أنه “يجب أن يكون هناك قاض نزيه وآليات لاسترداد الأموال المنهوبة وسجن المتورطين”.
وقال إن “مكافحة الفساد تحتاج محاكمات عادلة”، لافتًا الى “أننا قلنا إننا سنلجأ إلى القضاء وهدفنا ليس التشهير بأحد”، وتابع “لا نقاش بوجود قضاة نزيهين وشجعان يكون الرهان عليهم والمطلوب موقف في مجلس القضاء الأعلى”.
وخاطب السيد نصر الله القضاء في لبنان وقضاته قائلا: “المطلوب اليوم موقف من مجلس القضاء الأعلى في موضوع مكافحة الفساد، وفي يوم الشهيد أقول لقضاته من أجل حماية البلد وسلامته وعافيته تمثلوا بهؤلاء الشهداء”، وأردف “أتوجه الى مجلس القضاء الاعلى والقضاة المعنيين اذا كان هناك ملف متعلق بحزب الله فابدؤوا فينا.. المطلوب منكم خطوة شجاعة وإنقاذية وعدم الرضوخ لأيّة ضغوطات”.
وشدّد على أن “الفاسد كالعميل لا طائفة له ولا دين”.
الأمين العام لحزب الله تحدّث عن مسؤولية الإدارة الأميركية في منع لبنان من استعادة عافيته وتعميق المأزق، كاشفًا أن “الأميركيين يمنعون الشركات الصينية من القدوم الى لبنان والاستثمار فيه اقتصاديًا”.
وأوضح أن “هناك شركات صينية هامة جاهزة لاستثمارات بمليارات الدولارات في لبنان لكن الأميركيين لن يسمحوا بذلك”، مؤكدًا أن “أحد أسباب الغضب الأميركي على رئيس الحكومة العراقية هو ذهابه الى الصين وعقد اتفاقات اقتصادية معها”.
كما أشار الى أن “الشركات الايرانية الرسمية والخاصة قادرة أن تستثمر في لبنان وتؤمن فرص عمل لكن الأميركي يمنع ذلك عن لبنان أيضًا”، وسأل “لماذا لبنان يخضع للاملاءات الأميركية بما يخصّ الاستثمارات الصينية والايرانية؟”.
فيما يخصّ الاعمار في سوريا اكد السيد نصرالله أن الأميركي يمنع أن يكون هناك دور جيّد لشركات لبنانية، وقال “بعض الشركات من بعض البلدان ذهبت لاعمار سوريا فقام السفير الأميركي في كل بلد منها بالتهديد بفرض عقوبات عليها”، جازمًا بأن “هناك تهديدًا أميركيًا بعقوبات على الشركات اللبنانية التي تشارك في إعادة إعمار سوريا”.
على صعيد موضوع العقوبات، قال السيد نصرالله “ليس لدينا أموال في البنوك ومعروف مصدر أموالنا ولا ينفع التشديد المالي علينا”.
وقدم السيد نصرالله بعض الحلول والمقترحات لتنمية قطاعي الزراعة والصناعة بالتصدير إلى السوق العراقي، الذي يستطيع استيعاب الإنتاج اللبناني عشرات المرات، موضحاً أن على الحكومة اللبنانية أن تتواصل مع نظيرتها السورية لإيصال المنتجات إلى العراق عبر معبر البوكمال.
ولفت إلى الضغط الأميركي الكبير لمنع فتح معبر البوكمال تحت حجة ادخال السلاح الى لبنان، والذي تم فتحه بقرار سوري – عراقي، قائلاً “الأميركيون يعرفون جيداً أن اعادة فتح المعبر سيحيي الاقتصاد السوري واللبناني، وهم لا يريدون أن نجد لبضائعنا سوق ولا يقبلون تحويلات على لبنان ولا يريدون لأحد أن يستثمر في لبنان”.