Beirut weather 26.32 ° C
تاريخ النشر March 10, 2018
A A A
التحالفات الانتخابية: فكّ وتركيب في الدوائر الحرجة
الكاتب: البناء

لا تزال التحالفات الانتخابية التي يشكل تيار المستقبل محور ما تبقى منها بعد إعلان حركة أمل وحزب الله وحلفائهما لوائحهم الانتخابية بصورة شبه نهائية تُركت بعض تفاصيلها، لما بعد تبلور صورة التحالف مع التيار الوطني الحر في بعض الدوائر، الذي ينتظر بدوره نتائج التفاوض مع تيار المستقبل، الذي أنجز تفاهماً مع الحزب التقدمي الاشتراكي في بيروت والشوف عاليه وبعبدا، ونجح في جلب القوات اللبنانية لهذا التحالف. وبقيت الدوائر المقترحة لتعاون المستقبل والقوات خارج نطاق وجود الاشتراكي مفتوحة للتفاوض، كلعبة بازل ما تكاد تنجز في نقطة حتى تتعثر وتعود من نقطة الصفر، كما هو الحال في دوائر البقاع الثلاث، حيث تحتاج القوات في دائرتي البقاع الغربي وبعلبك الهرمل إلى المستقبل لتكوين حاصل انتخابي، ويستخدم الضغط السعودي لجعل تيار المستقبل يستجيب تحت شعار محاصرة حزب الله، فتحاول ربط التحالف في زحلة بتحالف بقاعي شامل، وكذلك في الشمال حيث الأولوية عند المستقبل للتحالف مع التيار الوطني الحر، ومحاولة تركيب لائحة تضمّ التيار والقوات في دائرة عكار وتوزيع أصواته بالمفرّق في كلّ من مكونات دائرة بشري زغرتا والكورة والبترون، بين القوات والتيار الوطني الحر وتيار المردة بينما أولوية القوات تعزيز وضعها الانتخابي بالأصوات التي يملكها المستقبل في هذه الدائرة، خصوصاً في البترون وزغرتا، تحت شعار محاصرة حلفاء حزب الله، مقابل القبول بمبدأ اللائحة الموحّدة مع المستقبل والتيار الوطني الحر في عكار، بينما لا تزال صورة أصوات المستقبل في دائرة بيروت الأولى غير واضحة، وأصوات القوات في دائرة بيروت الثانية غير واضحة أيضاً، رغم الفوارق الكبيرة لصالح المستقبل بين أحجام كتلة كلّ من الفريقين.

صيغة «مستقبلية» للتحالف مع «القوات»
يتسارع النبض الانتخابي في لبنان على مسافة أسبوعين من نهاية مهلة تسجيل لوائح المرشحين في وزارة الداخلية لتُحسَم بعدها صورة التحالفات النهائية في مختلف الدوائر، فيما بدت القوى السياسية أمس، في سباقٍ مع المهل، حيث كثّفت جولاتها المكوكية ومشاوراتها لترسيم الحدود الانتخابية بين الدوائر التي توزّعت بين التحالف في دوائر والتفاهم على الافتراق في بعضها والتنافس في دوائر أخرى، كما الحال بين كل من تيار المستقبل و«القوات اللبنانية» وبين الأخيرة والتيار الوطني الحر، فيما سقطت الحدود بين الدوائر أمام التحالف الثابت والمفتوح على مستوى لبنان بين حركة أمل وحزب الله والحزب السوري القومي الاجتماعي ومعظم حلفاء المقاومة.

ولم يتغيّر الواقع السياسي والانتخابي بين «المستقبل» و«القوات» بعد زيارة الرئيس سعد الحريري الى السعودية، رغم الضغط السعودي على الحريري لعقد تحالف واسع مع «القوات»، بل اقتصر الأمر على التحالف في عدد من الدوائر، وفقاً لمصلحة «التيار الأزرق» الانتخابية كالشوف وعاليه وبعلبك الهرمل وبيروت الثانية وفشل التحالف الشامل، والتعويض عن ذلك برفع شعار الحفاظ على التحالف السياسي والاستراتيجي الذي تلقّى ضربات قاسية منذ انتخابات رئاسة الجمهورية حتى أزمة احتجاز الرئيس الحريري في السعودية.

وأمس، التقى جعجع في معراب وزير الثقافة غطاس خوري ، موفداً من الحريري، وأشار خوري في تصريح، الى «أنّنا استعرضنا كلّ المناطق الانتخابية الّتي يمكننا التحالف فيها، وتمّ الاتفاق على التحالف في منطقة الشوف عاليه و بعبدا ، مع «القوات» و«الحزب التقدمي الاشتراكي»، ونأمل أن نستكمل الاتفاق في مناطق أخرى»، مبيّناً أنّ «هناك إمكانية للتحالف مع القوات في مناطق عدّة أخرى، والأحد سنعلن مرشحي « تيار المستقبل» وليس اللوائح الانتخابية». ولفت إلى «أنّنا عرضنا إمكانية التحالف بين «القوات» و«المستقبل» و«التيار الوطني الحر » في بعض المناطق. ونأمل أن نحصل على أجوبة في أقرب وقت، ونحن ننتظر الإجابات من جعجع وفريقه خلال اليومين المقبلين».

وعرض خوري على جعجع، بحسب مصادر «قواتية» صيغة لتحالف ثلاثي بين المستقبل والقوات و التيار الوطني الحرّ في بعض الدوائر ، على غرار التحالف المستقبلي القواتي الاشتراكي في دائرة الشوف عاليه، غير أن جعجع وعد بدرس الموضوع وإبلاغ المستقبل بقراره في هذا الشأن خلال اليومين المقبلين.

وأوضح رئيس جهاز الإعلام والتواصل في « القوات» شارل جبور «أننا منكبّون على دراسة ما قدّمه غطاس خوري في معراب. وإذا الأمور كان فيها جواب إيجابي فسنذهب إلى تحالف ونحبّ أن ينحسم التحالف قبل 14 آذار ». مشيراً الى أن «المستقبل سيُعطي أصواته للقوات في بعبدا ».

4 لوائح في بعلبك الهرمل
وكشفت مصادر سياسية لـ«البناء» أن «السعودية طلبت من الحريري خلال الزيارة الأخيرة العمل على تشكيل تحالف بين المستقبل والقوات في الدوائر التي تُعتبر معاقل رئيسية لحزب الله لا سيما دائرة بعلبك الهرمل، وضمّ إليه كل المعارضين لثنائي أمل وحزب الله. وأبدت المملكة استعدادها لتمويل المعارك الانتخابية في هذه الدوائر لتحقيق اختراق في أكثر من مقعد».

وأشارت مصادر نيابية بقاعية لـ «البناء» الى وجود أربع لوائح في بعلبك – الهرمل حتى الآن، لافتة الى اللائحة التي يترأسها النائب السابق يحيى شمص المدعومة من المستقبل والقوات، لكنّها أشارت الى أن «بعض الإشاعات والتحريض لن يفتّ من عضد عائلات البقاع الداعمة لخيار المقاومة والتي تجمعها مع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله علاقة روحية وثقة وانتماء للخيار الذي يجسّده السيد نصرالله». وأبدت استغرابها حيال تكثيف المسؤولين السعوديين زياراتهم إلى لبنان عشية الدخول في موسم الانتخابات.

فبعد زيارة الوفد السعودي برئاسة نزار العلولا الى بيروت يعود الوفد الأسبوع المقبل على أن تتبعها زيارة لوزير الخارجية عادل الجبير.

حزب الله «التيار»: التحالف الاستراتيجي باقٍ
المصالح الانتخابية فرضت أيضاً على حزب الله والتيار الوطني الحر التحالف في دوائر والتفاهم على الاختلاف في دوائر أخرى، لكن ذلك لن يؤثر على التفاهم والتحالف الاستراتيجي بين الطرفين، بحسب مصادر الحزب والتيار التي أكدت أنه باقٍ. واعتبر عضو تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ألان عون أننا «في المراحل الأخيرة لتأليف اللوائح، وأنها قطعت نحو 80 في المئة من مسارها». وأشار عون الى أن «الاختلاف في وجهات النظر مع حزب الله محصور فقط بالملف الانتخابي، والقول إن عدم التحالف بيننا يسحب الغطاء المسيحي عن شرعية سلاح حزب الله يندرج في إطار تحاليل إخبارية غير دقيقة، علماً أننا سنكون على اللوائح في العديد من الدوائر»، مشدداً على أن «ما يحصل بين الطرفين هو بحث انتخابي في ضوء قانون فرض نفسه وفق حسابات جديدة، وبالتالي كل الأطراف تسعى الى الحصول على أكبر كتلة نيابية».

ونقل زوار رئيس المجلس النيابي نبيه بري عنه لـ«البناء» ارتياحه للمسار الذي يسلكه الاستحقاق الانتخابي لا سيما ارتفاع عدد المرشحين الى جانب إدخال النسبية للمرة الأولى في الانتخابات، رغم وجود ثغرات في القانون الجديد لجهة حصر الاقتراع التفضيلي بصوت واحد، لكنه أمل إمكانية تطوير القانون بعد الانتخابات، ولفت الى زيادة التنسيق بين فريق المقاومة وأحزابها للتحضير للمواجهة الانتخابية في مختلف الدوائر. وشدّد الزوار على ارتياح الرئيس بري لإنجاز الحكومة للموازنة على أن يُحدّد جلسة للجان النيابية لدرس مشروع الموازنة فور إرساله من الحكومة إلى المجلس، مرجّحاً إقرار الموازنة في المجلس النيابي قبيل موعد الانتخابات النيابية.