Beirut weather 23.41 ° C
تاريخ النشر November 23, 2016
A A A
البلد جاهز للاشتعال في اي لحظة
الكاتب: رضوان الذيب - الديار

البلد جاهز للاشتعال في اي لحظة، وبذور الاشتعال مهيأة والارض جاهزة، والنفوس مشحونة، والبلد الذي كادت تطيح باستقراره مباراة كرة قدم، لا يحق ان يتباهى بأمنه في ظل الموجات الطائفية التي تختفي ثم تعود قوية كما هو واقع البلد حالياً.

ظروف الحرب الاهلية مكتملة بكل فصولها، ولا يجب ان يختبىء احد وراء اصبعه، ومن كان يتابع مباراة كرة القدم في بحمدون بين الاخاء والانصار يدرك ان هذا البلد لا يتحمل خطأ تحكيمياً  بسيطاً او رفع الكارت الاحمر او الاصفر بوجه اي فريق، وبمجرد ما ارتفع الكارت الاحمر حتى انهالت الشتائم الطائفية والموشحات للقيادات السياسية ولم تنته الامور عند هذا الحد، بل «فلتت» الاوضاع ونزل الجميع الى ارض الملعب مستخدمين بحق بعضهم البعض كل ما امتلكت  اياديهم فسقط الجرحى ولم تنفع كل محاولات قوى الامن لضبط الاوضاع بالقوة ولا بالتراضي فتأجلت المباراة مع وصول تعزيزات الجيش، والسؤال: لماذا يأتي جمهور الفريقين الى ملعب كرة القدم مجهزاً بالعصي والسكاكين مسبقاً وجاهزاً  للمعركة غير الرياضية والانكى ان منطقة طريق الجديدة السنية محسومة للانصار، والنجمة للشيعة، والراسينغ للمسيحيين، والصفاء والاخاء للدروز، وطرابلس لسنة الشمال، والسلام للمردة، وبالتالي تشجيع الجمهور ليس لحلاوة كرة القدم بل للرموز الطائفية والانكى ان الاتحاد اللبناني لكرة القدم بات موزعاً طائفياً وعلى شكل الزعماء والاندية.

ما يجري حسب مصادر متابعة خطير جداً، والناس اعصابهم مشدودة، ربما بسبب الاوضاع الاقتصادية او التشنجات داخل البلاد، ولا احد «طايق» الثاني، وهذا ما يؤشر الى ضعف هيبة الدولة بامتياز وتراجع دورها، وترك الامور «للقبضايات» على الطرقات وفي المدن والقرى، فيما «الاوادم» ليس لهم مكان في هذا البلد، و«محروق نفسهم». وتضيف المصادر، الناس املوا خيراً مع العهد الجديد، لكنهم بدأوا يفقدون الامل، فالاسماء الوزارية المتداولة هي تكرار لعام 1990 ولن تحدث اي صدمة ايجابية، وهذا ما فاقم الاحباط.

ما يجري وحسب المصادر، يؤكد ان استقرار البلد مغطى «بكومة قش» ستطيح بها اي هزة بسيطة هذا بالاضافة الى انتشار المخدرات بشكل يتجاوز كل الحدود، ومئات الشباب يفترشون شوارع المدن وساحات القرى بدون اي عمل ومعظمهم يتعاطى المخدرات حتى بات خروج العائلات ليلاً امراً محفوفاً بالمخاطر.

ومن هنا تؤكد المصادر، ان خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لفاعليات البقاع وبعلبك هو خشبة الخلاص وهو متمم لخطاب القسم. ويجب ان يكون الاولوية في عمل العهد الجديد، للضرب بيد من حديد ضد المجرمين في كل المناطق، كما جاء في خطاب سماحة السيد نصرالله، وان ترفع القوى السياسية الغطاء عن اي مجرم او سارق او متعاط للمخدرات والا فان الامور «ستفلت» في لبنان ولا حل الا كما قال السيد نصرالله «بان يصبح المجرمون والقتلة والمعتدون خلف القضبان».

وحسب المصادر، الاوضاع لا تعالج «بالمسكنات» و«المهدئات» في ظل تزايد احداث القتل حتى بين الاخوة وداخل العائلة الواحدة، فاستسهال القتل واطلاق النار، امر يؤشر الى ضعف الدولة وهيبتها وغياب القانون ولا يمكن وقف الفلتان الا بقرار حازم في وجه من يعصي اوامر الدولة. و هذا يفرض ايضاً التصدي لقطع الطرقات واحتجاز حرية المواطنين وسجنهم لساعات، وحسب المصادر لا حل لهذه الامور الا بالعودة لما اكد عليه السيد حسن نصرالله بان الذي يعتدي على الناس يجب عدم منحه اي حماية وادخاله السجن، والمطلوب من قادة القوى الامنية حسماً في تطبيقهم القانون، ليس هناك ابن ست وابن جارية، علماً ان «الآدمي» يخضع للقانون بينما «المجرم» مدعوم بالحمايات السياسية، وهذا ما يعطيه القوة للمزيد من الارتكابات والمشكلة ان الدولة تخضع ايضاً لمن يملكون «الغطاء السياسي» وتتغاضى عن تجاوزاتهم. وتفلت الامور لكن ما يفاقم المشكلة ان البعض مغطى بحمايات من الدولة وليس من القوى السياسية، خصوصاً ان العديد من القوى السياسية لم يتدخل عندما لجأت الدولة لتطبيق القانون، واعتقلت رموزاً ولم يترك ذلك اي خضة في البلاد، لكن بعض الدولة يريد ان تغرق بعض المناطق في الفوضى لاغراق القوى السياسية في فوضى جمهورها او المحسوب عليها.

ولذلك وحسب المصادر، فان على الرئيس العماد ميشال عون الذي يحظى شخصه بثقة كل اللبنانيين، والاكثرية الصامتة، ويعولون عليه الآمال، ويصلون لنجاح عهده عليه ان يأخذ المبادرة سريعاً بخطوات امنية تعيد هيبة الدولة والقانون الى كل لبنان. وان يضيف خطاب السيد حسن نصرالله في البقاع الى خطاب القسم ويبدأ بتنفيذ ما ورد فيه، لجهة ضرب العابثين بالامن ومحاسبة مطلقي الشعارات الطائفية والمذهبية، وتطبيق «من اين لك هذا» وهذا لا يتحقق الا باتخاذ اجراءات على صعيد القضاء اللبناني، فلا «يدخل المجرم من الباب ويخرج من الشباك»، بغطاء سياسي، والا فان الاوضاع جاهزة للاشتعال عند اول «عود ثقاب»، وهذه الاجواء لا يستفيد منها الا المتربصون شراً بلبنان وتحديداً الارهابيون والعدو الصهيوني وبدون هذه الاجراءات الله يستر على البلد، وكل يوم مشكلة وحادث طائفي وتزايد جرائم القتل.

المطلوب وحسب المصادر من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان يبادر ويحمل الراية، ويتقدم الصفوف لحماية الاوادم في هذا البلد، وهو قادر على ذلك وخصوصاً انه يستند الى دعم شعبي مطلق من حزب الله وامينه العام حسن نصرالله ومن كل اللبنانيين الذين رأوا خطاب السيد لاهالي البقاع بانه المنقذ لكل اللبنانيين ولذلك كان موضع اجماع وطني عام والمطلوب المبادرة.