Beirut weather 18.41 ° C
تاريخ النشر August 27, 2018
A A A
الاحتكاك الكهربائي في زحلة… يشعل السجالات
الكاتب: سمر رزق-موقع المرده

سورياليّ مشهد السجالات العابرة للاصطفافات السياسية، التي تملأ فضاء قضاء زحلة ومدينته. وحدهم أهالي تلك المنطقة قادرون على “التزريك” لبقية اللبنانيين كونهم غير محرومين من التغذية الكهربائية 24/24 ساعة. ولكن يبدو أنّ هذه “النعمة” قد لا تدوم اذا ما استعادت مؤسسة كهرباء لبنان الامتياز من شركة كهرباء زحلة، كما يقول وزير الطاقة سيزار أبي خليل.

ومع ذلك فإن ما شهدته المنابر الاعلامية خلال الفترة الأخيرة من مواقف تناقض مسار أصحابها ومسار المجموعة السياسية التي ينتمي إليها مطلقوها، تثير التساؤلات حول حقيقة ما يحصل.

قد يظن البعض أن الحرب اندلعت مع زيارة وزير الطاقة إلى زحلة، خلال اليومين الأخيرين، لكن الحقيقة مختلفة. فقد انطلقت الشرارة فور اقفال صناديق الاقتراع التي شهدت خوض رئيس شركة كهرباء زحلة أسعد نكد الاستحقاق على لائحة “التيار الوطني الحر”، ما يعني بالسياسة، أن “التيار” موافق ضمنياً على سياسة الشركة الكهربائية في منطقة زحلة، والا لما ضمّ رئيسها نكد إلى لوائحه.

المفارقة ظهرت مع أول بيان انتقادي خطّه النائب المنتخب ميشال ضاهر، ضدّ “زميله” السابق على اللائحة الانتخابية، أسعد نكد، معترضاً على ارتفاع كلفة فواتير الكهرباء، متناسياً أن الرجل المقصود كان إلى جانبه طوال أشهر يجولان معاً أحياء المدينة وقراها لاقناع الناخبين باللائحة البرتقالية من دون أن يأتي بالذكر على كلفة فواتير الكهرباء.

لكن ما حصل خلال اليومين الأخيرين فاق كل التوقعات. أقام وزير الطاقة الدنيا ولم يقعدها حين أكد أمام أهالي زحلة “أن وزارة الطاقة وضعت خطة عمل لكهرباء زحلة وذلك بإبقاء التغذية 24/24 مع تخفيض في التعرفة وبأن الخطة ليست إنتقاما من أحد بل من أجل تأمين هذه الخدمة للزحليين وتخفيف الكلفة فقط، فالإمتياز سيعود لكهرباء لبنان”.

فقد سها عن باله أن البلد برمته يغرق في العتمة والناس متروكون لمصيرهم ولسلطة مافيا المولدات الكهربائية، واعداً زحلة بإبقاء الكهرباء 24/24 ولكن بعد سحب الامتياز من الشركة العاملة. ولكن كيف؟ لا أحد يعرف.

اللافت أن الردّ جاء من المقلب القواتي الذي خاص معركة بوجه رئيس شركة زحلة، بسبب تموضعه الانتخابي على لائحة “التيار”، حيث اعتبر النائب جورج عقيص أنّه “إذا كان الزحليون يريدون كهرباءكم، فكهرباؤكم ستضيء زحلة. أما اذا كانوا يريدون كهرباء زحلة، فكهرباء زحلة ستكون. وانّ غدا لناظره قريب”.

ولكن أكثر من يثير التعجب هي التغريدة التي نشرها النائب سيزار المعلوف، الذي لا يزال “موضع” تفاوض لضمّه إلى “تكتل لبنان القوي” مع أنه حتى اللحظة لا يزال في تكتل “الجمهورية القوية”، حيث اعتبر أنّه “بظل عجز الدولة اللبنانية عن تأمين الكهرباء للمدينة والمناطق اللبنانية، وبوجود “إديسون” زحلة، لا يسعنا سوى المطالبة بإسناد حقيبة الطاقة إلى المهندس أسعد نكد بصفته “المنقذ الوحيد”.

وبين الأخذ والردّ، كان لا بدّ من التوقف عند مضمون بيان النائب ميشال ضاهر عن المسعى “لتوفير خسائر بما يزيد عن 30 مليون دولار عن خزينه الدولة و20 مليون دولار عن جيوب المواطنين كنتيجة لتخفيض الفاتورة الباهظة”. وكأنه مقتنع أن تجربة مؤسسة كهرباء لبنان أكثر من ناجحة وقدمت نموذجاً يشهد له في توفير المال العام!

إشارة إلى أنه في نهاية العام الحالي أي في 31 كانون الأول المقبل ينتهي الإمتياز المعطى لشركة كهرباء زحله، ليعود مجدداً الى مؤسسة كهرباء لبنان.