Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر November 22, 2023
A A A
افتتاحية “الديار”: إغتيال «اسرائيلي» جديد للصحافيين… شهيدان ينضمان الى القافلة
الكاتب: الديار

مَن لا يستطيع تحمّل كلمة الحق، ونقل الواقع عما يجري من إجرام واعتداءات يومية على الجنوب اللبناني، ليطال البشر والحجر، فيوقع الشهداء الواحد تلو الآخر، ويواصل تدميره للقرى والبلدات الآمنة، يعني انّ الخوف يعتريه وسقوطه يقترب، فيسجّل انتصارات وهمية على المستشفيات والكنائس والمساجد والاطفال والشيوخ، لكن لا بدّ للحق ان يظهر ولو بعد حين، وسط صمت العالم وإبعاد أنظاره عن والحقيقة.

فبعد إستهداف الصحافيين المتواصل من قبل الجيش «الاسرائيلي» وسقوط شهداء وجرحى خلال قيامهم بعملهم الاعلامي في الجنوب اللبناني، إنضّم الى القافلة يوم امس شهيدا الكلمة الحرّة فرح عمر وربيع المعماري من قناة «الميادين»، إضافة الى إستشهاد المواطن حسين عقيل، خلال إستهدافهم بغارتين لطيّارة مسيّرة «اسرائيلية» عند تقاطع طيرحرفا – الجبين، حيث نقطة تجمّع الصحافيين الذين كانوا وما زالوا يدفعون الأثمان الباهظة.

رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، عبّر عن ادانته الشديدة للاعتداء «الاسرائيلي» على الاعلاميين والمدنيين، وقال: «هذا الاعتداء يثبت مجدّداَ ان لا حدود لإجرام « إسرائيل»، وهدفها إسكات الاعلام الذي يفضح جرائمها».

من جهته، أشار وزير الإعلام زياد مكاري الى أن الحكومة اللبنانية ستتوجه بشكوى الى مجلس الأمن، بعد مقتل الصحافيين من قناة «الميادين»، وسأل: « ما المتوقع من «إسرائيل» التي لا تميز بين شيخ أو طفل وبين طبيب ودبلوماسي وصحافي؟ وفي النهاية الحقيقة موجعة لكيان مثل الكيان الإسرائيلي.

الى ذلك تزامنت هذه الصورة القاتمة مع الذكرى الثمانين لإستقلال لبنان، 22 تشرين الثاني هذا العام مغاير جداً ومغمّس بالدم، بسبب الإعتداءات «الاسرائيلية « اليومية على القرى الحدودية، شهداء وجرحى يسقطون يومياً في الجنوب وغزة، لكن كل هذا لن يستطيع إلغاء ذلك التاريخ من العام 1943، حين بدا لبنان مستقلاً ضمن حدود معترف بها دولياً، حين كانت المطالبة اولاً بإستقلاله وإخراجه من مرحلة الانتداب الفرنسي، لكن وعلى مّر الازمان عانى اللبنانيون من مواجهة المتربّصين بوطنهم ومن الطامعين فيه، ما جعل هذا اليوم يتراجع من ناحية الابتهاج والاحتفال به، اذ إقتصرت المناسبة على وضع اكاليل من الزهر على أضرحة رجالات الاستقلال، فغياب رأس الدولة اي رئيس الجمهورية، دخل في الفراغ للعام الثاني، وسط الاختلافات والانقسامات السياسية على هوية الرئيس الجديد.

يوم من الجنون الاسرائيلي في الجنوب
بالعودة الى التطورات العسكرية جنوباً، وما جرى في الامس في القرى الحدودية، يمكن وصفه بالجنون «الاسرائيلي»، بعد القصف المدفعي العنيف منذ الصباح أطراف بلدة علما الشعب وجبل اللبونة وجبل العلام وبلدة الخيام، كما تعرّضت ميس الجبل لقصف مدفعي وفوسفوري، وأغار الطيران «الإسرائيلي» على المنطقة الواقعة بين أطراف بلدتي رميش وعيتا الشعب، وكثّف من قصفه لمنازل سياسيين موالين للمقاومة، التي ردّت بإطلاق مسيّرة من جنوب لبنان، اخترقت الأجواء «الإسرائيلية» الشمالية.

وقد طال القصف ايضاً قرى القطاعين الغربي والاوسط، ومحيط بلدة مجدل، وسُجّل سقوط عدد من القذائف على الأطراف الشرقية للناقورة.

كما إستهدفت «اسرائيل» سيارة نائب قائد «كتائب القسام – لبنان» خليل خراز ومعه ثلاثة عناصر، بين بلدتي الشعيتية والمالكية في الجنوب، ما ادى الى إستشهادهم، مع الإشارة الى انّ خراز هو قيادي بارز، تولى منذ سنوات مناصب هامة عسكرية في «حماس» – لبنان.

ومساءً تأكد إستشهاد الإعلامي جمال محمد هنيّة، الحفيد الأكبر لرئيس المكتب السياسي لـ»حماس» إسماعيل هنيّة، خلال القصف «الاسرائيلي» على غزة، والذي ادى الى سقوط عشرات الضحايا والجرحى.

وقبل قرابة الأسبوعين، استشهدت الحفيدة الصغرى لـ»هنيّة» رؤى همّام في قصف مماثل.

رد عنيف من المقاومة
في غضون ذلك، ردّت المقاومة على إستهداف الاعلاميين والمدنيين، بقصف مستوطنة كريات شمونة بالصواريخ، حيث سُمعت صافرات الانذار تدوي، وهاجم عدد من المقاومين بعد ظهر امس قوة من «الجمع الحربي» التابع للاستخبارات «الاسرائيلية « أثناء ‏وجودها في منزل عند أطراف مستعمرة المنارة بصاروخين موجهين، ما أدى الى سقوط عناصرها ‏بين قتيل وجريح، كما أعلن حزب الله في بيان «انّ عناصره استهدفوا موقع جل الدير ‏بالأسلحة المناسبة ومنزلاً في مستعمرة المطلة يتمركز فيه جنود الاحتلال، إضافة الى موقع حدب البستان»، ولاحقاً إستهدف الحزب مصنع رافائيل لأنظمة الدفاع المتقدمة في شلومي، رداً على الهجوم الذي طال مصنع الالمنيوم في النبطية.

‏كما اعلن حزب الله عن قصفه قاعدة بيت هلل العسكرية بصواريخ غراد (كاتيوشا) مما أدى إلى إصابتها إصابة مباشرة، ‏واللافت عسكرياً ما اعلنته «وول ستريت جورنال» عن مسؤولين «إسرائيليين»، بأنّ الجيش «الإسرائيلي» نشر مئة ألف جندي على الحدود مع لبنان.

ونتيجة لهذا التدهور الامني، اعلن نائب المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة بأنّ الوضع على الحدود اللبنانية – «الإسرائيلية» صعب وخطير للغاية، ونعمل جاهدين لمنع توسّع الحرب في غزة الى لبنان.

اتفاق الهدنة بين حماس و«اسرائيل»… ماذا في البنود؟
وعلى خط مغاير، وفي اطار ما يجري للتوصل الى اتفاق هدنة بين حركة حماس و«اســرائيل»، أشار رئيس المكتـب السياسي لـ«حماس» إسماعيل هنيّة، الى انّ إتفاق الهدنة يقترب، وقال: «ســلمنا الرد الى الاخــوة في قطر والوســطاء».

اما مسؤول ملف الأسرى لدى «حماس»، فقد أكد انهم وضعوا شرطاً لوقف إطلاق النار، كإطار عام لتطبيق أي اتفاق، وشدّد على انّ أحد شروط التفاوض هو عودة أوضاع الأسرى الفلسطينيين الى ما كانت عليه قبل عملية «طوفان الأقصى».

وتتضمّن بنود الاتفاق: هدنة لخمسة ايام تشمل وقفاً لإطلاق النار، ووقفاً تاماَ لتحليق الطائرات، وإطلاق 50 اسيراَ من المستوطنين وحملة الجنسيات الأجنبية، مقابل 300 أسير من الاطفال والنساء، بالاضافة الى انّ الإفراج عن الأسرى سيتم على مراحل بمعدل 10 اسرى إسرائيليين يومياَ، مقابل 30 اسيراَ فلسطينياَ، وتتضمّن إدخال 300 شاحنة من المساعدات الغذائية والطبّية والوقود الى قطاع غزة.

من ناحيتها أعلنت وسائل الاعلام «الاسرائيلية» انّ يوم غد الخميس سيبدأ ضمنه وقف إطلاق النار والإفراج عن أول 10 أسرى لدى «كتائب القسّام».

تأرجح بين التمديد ولائحة أسماء عسكرية
في القضايا السياسية، ما زالت مسألة التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون تطغى بقوة، اما الرئيس ميقاتي فما زال يبحث عن صيغة قانونية، لا تمّر بوزير الدفاع موريس سليم، وتسمح للحكومة بإتخاذ قرار بتأجيل التسريح، عبر تأمين موافقة ثلثي الوزراء، لكن هذه الصيغة تبدو بعيدة وقابلة لتناحر كبير داخل أروقة السراي الحكومي، بسبب تعنّت بعض الوزراء المحسوبين على من يرفض التمديد، الامر الذي ادى الى وضع الملف على الرف في الوقت الحاضر في إنتظار التوافق.

مع الإشارة الى انّ لائحة أسماء عسكرية وُضعت للتعيين وفق معلومات «الديار»، من ضمنها إسم يبدو الاوفر حظاً، هو مدير المخابرات العميد طوني قهوجي، الذي يتمتع بعلاقات جيدة مع معظم الاطراف السياسية، لكن تبقى الايام المقبلة كفيلة بإطلاق الحل المقبول من اغلبية الافرقاء السياسيين.