Beirut weather 13.41 ° C
تاريخ النشر March 11, 2025
A A A
ما تمارسه إسرائيل ليس خرقًا.. بل عدوان موصوف
الكاتب: ابراهيم بيرم - النهار

عمليات الاغتيال والتصفية بالمسيّرات والإغارات، مرفقة بعمليات قضم لمساحات جديدة من جغرافيا الحافة الأمامية، تتوالى فصولا على مدار الساعة في الجنوب وخارجه، حتى باتت أمرا واقعا يفرض نفسه منذ سريان وقف النار.

على ما يقول عضو “كتلة التنمية والتحرير” والقيادي في حركة “أمل” محمد خواجة، هو واقع يجسد على الأرض حربا مستمرة من جانب واحد وخرق تمارسه إسرائيل، الماضية قدما في عدوان يومي، فيما لبنان الدولة والمقاومة يلتزمان تماما مندرجات هذا الاتفاق.
ويستطرد خواجة عبر “النهار” أنه “واقع مرير يستدعي من الدولة حراكا عاجلا ومكثفا بغية الحفاظ على السيادة والأرض وضمان الاستقرار تمهيدا لإعادة الإعمار”.
وفي معرض الإضاءة على الوضع الميداني المتحرك على الحدود، يقول: “إن المعطيات المتوافرة لدينا تنبئ بأن الكيان العبري يعيد تكرار تجربة الشريط الحدودي المحتل، وهي وإن كانت لا تعادل شريط ما قبل عام 2000، إلا أنه منذ سريان وقف النار نجح هذا الكيان في بسط سيطرته على منطقة حدودية عازلة، بحيث لن يكتفي بالنقاط الخمس التي أعلن أنه سيحتفظ بها إلى أجل غير مسمى”.
ويستطرد: “في غضون الساعات الـ72 الأخيرة بسط الإسرائيليون سيطرتهم على تلة العباد المشرفة على بلدة حولا وبلدات مجاورة. وفي الوضع الحالي المستجد تمكن العدو من السيطرة على كل التلة الإستراتيجية والمقام تحت ذريعة أنها تضم قبرا لحاخام يهودي، وهو أمر غير مثبت. وليس بعيدا عن تلك النقطة، بسط الإسرائيليون سيطرتهم على جزء كبير من خراج بلدة هونين، إحدى القرى اللبنانية السبع التي احتلتها إسرائيل عام 1948. وقد صار معلوما أن تحديد الحدود الذي جرى بعد الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب عام 2000 سمح للبنان باستعادة نحو 2500 دونم من أرض هذه البلدة، وقد سارع الأهالي المهجرون منها إلى بناء عشرات المنازل على الأرض المحررة حديثا، وكانوا عزموا على البناء في كل تلك المساحة بغية إحياء بلدة هونين. أما الآن فإن القوات الإسرائيلية أعادت احتلال تلك المساحة مجددا، بل وهدمت كل ما بني عليها سابقا”.
ويلاحظ خواجة أن “ما تمارسه إسرائيل ليس خرقا كما يحلو لبعض الإعلام اللبناني تسميته، بل هو عدوان موصوف بكل معنى الكلمة تحت بصر العالم كله.
وماذا يمكن لبنان أن يفعل حيال هذه العدوانية الإسرائيلية؟
يجيب خواجة: “أبسط المطلوب هو أن تطلق الدولة مقاومة ديبلوماسية على نحو منظم وجدي لكي تكف إسرائيل عن عدوانيتها، ويضمن لبنان حقه في استرداد أرضه وصون سيادته”.
ويخلص: “في رأينا أن موقف الدولة خجول وغير كاف لمواجهة التحديات، بل هو حراك عشوائي. وماذا يضير لبنان إن شكل خلية أزمة لمتابعة الوضع في الجنوب تكون مهمتها الإشراف على “المواجهة الديبلوماسية” عبر جمع الوثائق وتقديم الشكاوى، سواء إلى لجنة الإشراف أو إلى مجلس الأمن، ناهيك بضبط تصريحات المسؤولين اللبنانيين الذين نشعر بأنهم يبررون استمرار العدوانية الإسرائيلية؟”