Beirut weather 14.41 ° C
تاريخ النشر November 6, 2017
A A A
كل ما يجب أن تعرفوه عن الصاروخ الباليستي!
الكاتب: النهار

الصاروخ الباليستي او الصاروخ القوسي أو القذيفة التسيارية هو صاروخ يتّبع مساراً منحنياً (أو شبه مداري)، وهو مسار يتأثّر حصرا بالجاذبيّة الأرضيّة والاحتكاك الهوائي . له القدرة على حمل انواع مختلفة من الرؤوس الحربية مثل الرؤوس الكيماوية (النووية)، وشديدة الانفجار أي انه السلاح الذي لا يعرف الحدود بين الدول.
ويعد الصاروخ الباليستي من إمكانات الردع “القوية”، ويمتاز بالقدرة على الوصول الى اهداف بعيدة المدى في أي وقت، وبتكاليف أقل اذا ما قورنت بالطائرات لنفس الغرض.
ويطلق على الصواريخ العابرة للقارات “بالستية” من الكلمة الإنكليزية “Ballistic” وهي اختصارًا لعبارة “the flight of an object through space under the force of gravity only” أي تحرك الجسم في الفضاء تحت تأثير الجاذبية فقط.
أوّل صاروخ يمكن أن نطلق عليه اسم صاروخ باليستي هو صاروخ فاو-2 (V2) المصنّع في ألمانيا النازية من قبل فيرنر فون براون سنة 1938 والذي استعمل خلال الحرب العالمية الثانية ومداه 200 كم تقريبا. عند انتهاء الحرب، تسابقت الولايات المتّحدة الأميركية والاتّحاد السوفييتي في صناعة وتطوير الصواريخ البالستية التكتيكية، ابتداء بصواريخ مستلهمة من فاو-2 مثل صاروخ سكود أو ريدستون مروراً بصورايخ أكثر تطوّرا. هذان البلدان كانا الوحيدان المالكان لآخر تكنولوجيا الصورايخ البالستية خلال الحرب الباردة ولا يزالان إلى يومنا هذا كذلك.
خلال السنوات 1950 و1960، تضاعف مدى الصواريخ بشكل كبير، فعلى سبيل المثال في الاتحاد السوفييتي سنة 1949 وصل مدى (صاروخ أر-2) إلى 550 كم، وسنة 1955 وصل مدى (صاروخ أر-5) إلى 1200 كم، وسنة 1957 وصل مدى (صاروخ أر-7) إلى 8000 كم، وسنة 1961 وصل مدى (صاروخ أر-9) إلى 13000 كم، ليصل مدى (صاروخ أر-36O) إلى مدى كوكبي سنة 1965 .
يمكن إطلاق الصواريخ البالستية من قواعد أرضية أو صومعات تحت الأرض أو حتى بواسطة منصات متحركة على الناقلات أو القطارات، ويمكن إطلاقها من الغواصات والسفن والطائرات. Condor-II تمتلك 5 دول في العالم وسائل إطلاق الصواريخ البالستية من الغواصات تحت الماء أو أثناء وجودها في الموانئ وتعرف الصواريخ في هذا الحالة باسم “SLBMs”، وهذه الدول هي الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا.
ينطلق الصاروخ البالستي في شكل قوس بين نقطتين هما نقطة الاطلاق والهدف الأرضي الذي يمثل النقطة الثانية في نهاية القوس.
طول الصارويخ البالستي يتراوح بين 30ـ 100 قدم ويملأ تقريبًا بالوقود السائل أو الصلب، ويوجد المحرك في قاع الصاروخ وأنظمة التوجيه، إضافة إلى وسائل للتسارع على جانبيه. يتكون الوقود السائل من مواد مقطرة غنية بالكربون والهيدروجين يتم دمجها مع الأوكسجين السائل داخل المحرك لتحترق وينتج عنها قوة دافعة تحرك الصاورخ إلى أعلى. بينما يتكون الوقود الصلب من مسحوق بعض المعادن مثل الزنك أو المغنسيوم يتم خلطها مع مصدر صلب للأوكسجين أو خليط منها جميعًا يحترق داخل المحرك.
واتفق الخبراء على تقسيم الصواريخ البالستية الى 4 فئات:
1- صاروخ بالستى عابر للقارات (ICBM) اكبر من 5500 كم
2- صاروخ بالستى فوق المتوسط (IRBM) من 3000 الى 5500 كم
3- صاروخ بالستى متوسط المدى (MRBM) من 1000 الى 3000 كم
4-صاروخ بالستى قصير المدى (SRBM) حتى 1000 كم
وفي السياق شرح الخبير الاستراتيجي العميد المتقاعد نزار عبد القادر ان الصاروخ البالستي يعتمد على محركه لتنفيذ الدفعة الأولى والخروج من حلقة جاذبية الارض ، ما يجعله يجتاز مسافات طويلة وبعيدة ومن ثم يسقط من علو شاهق على الهدف وفقًا لقوانيين المقذوفات الذي تحدد أجهزة التوجيه الموجودة في مقدمته الصاروخ”.
واضاف: “الصواريخ البالستية طويلة الأمد تقضي الجزء الأكبر من رحلتها في الفضاء الخالي من الهواء، وهو ما يمكنها من الوصول إلى سرعة أكثر من 20 مرة سرعة الصوت وهي سرعة تسمح لتلك الصواريخ بالسفر بين القارات.