نحن في وطن رئيسه تقدَّم في السن ولا يمكنه ان يكمل خطابا او ان يخاطب شعبه في ظل اسوأ مراحل يمر فيها لبنان.
ولا يمكننا أن نعرف ما اذا كان يدرك ما يحصل، اذ ان التقدم في العمر ليس عيبا، وكلنا اذا أمدّ الله بعمرنا وسمح لنا بالعيش سنصل الى تلك المرحلة.
لكن المشكلة هي ان يبقى شخص متقدم في السن في مركز المسؤولية الأولى في الدولة ووضعه لم يعد يسمح له بذلك. وفي هذه الحالة يضر نفسه ويضر شعبه.
نحن لا نشك ابدا في ان مستشارين للرئيس ميشال عون وفريقه السياسي وعائلته ليسوا مسرورين من ان تصبح صورة العهد ولبنان كما هي الآن.
وحلم الرئاسة الطويل الذي حلم به الرئيس عون، هو ومناصروه، لم يحلموا يوما ان يكون كما هو عليه اليوم.
فمن حلم بكرسي الرئاسة الأولى لسنوات وفعل المستحيل للوصول إليها، هل كان طموحه وهدفه ان يذكره التاريخ كما يفعل الآن؟
هل يمكن ان يكون مناصرو الرئيس عون ومحبوه ومستشاروه راضين عن هذا العهد؟
هل هي مشرقة صورة ان يصبح الرئيس يقرأ كلمته بتثاقل ويصبح خطابه مادة لاثارة التعليقات التي بعضها غير لائق ابدا؟
كيف يقبل من يحبه ان يصبح هو كذلك؟
كيف يقبل من يحب لبنان ان يحكم لبنان رئيس لا يمكنه ان يقرأ كلمة مكتوبة كما يجب.
في عهد ميشال عون انفجرت منازلنا ومات اهلنا ولم نرَ موقوفا واحدا.
في عهد ميشال عون علقت اموالنا في المصارف، وحتى الآن لم يحاسَب احد ولم يُفعل شيء لاستيعاب اكبر كارثة مصرفية في العالم.
في عهد ميشال عون نقف ساعات في طوابير الذل ونخاف من انقطاع المازوت والبنزين والغاز.
في عهد ميشال عون يهاجر كل من يمكنه ان يهاجر، وهذه اكبر هجرة ادمغة منذ سنوات.
في عهد ميشال عون القطاع التربوي منهار، ونسأل هل ستفتح المدارس أبوابها؟
في عهد ميشال عون لا دواء ولا علاجات.
في عهد ميشال عون الشعب منهار ويبكي ويكافح لئلا يموت.
هذه ليست مزايدة سياسية، وهذه كلمات نعرفها جميعا، لكن نسأل ميشال عون ومن يحيط به: أهذا كان حلم الرئاسة؟ لذلك فعلتم كل ما فعلتموه وعطلتم البلاد وتحالفتم مع من لا يشبهكم؟
من اجل ماذا؟ ولماذا؟
كل هذا من اجل هذا كما يقول المخرج الفرنسي كلود لولوش؟
ماذا تستفيدون من بقائكم في القصر وماذا يستفيد الشعب من بقائكم، هذا هو السؤال الأكبر؟
والجواب واضح: الشعب يخسر وانتم تخسرون كل يوم أكثر لان التاريخ لن يرحم رئيسا في عهده انهارت حياة الناس واحلامهم.
وطبعا لستم انتم المسؤولين الوحيدين، فكل رؤساء الحكومات ورئيس مجلس النواب يتحملون مثلكم المسؤولية.
لكن الفرق هو انه مع كل هذا يزداد الانهيار مع خطب لا ترقى الى مأساة وطن منهار. وكل تلك الصورة القاتمة للبنان تحتم على الرئيس ومن يحبه ان يفعلوا شيئا لوقف هذه الدراما.