Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر August 28, 2017
A A A
8 آذار يسأل فريق 14 آذار..
الكاتب: ياسر الحريري - الديار

 

من الواضح ان التواضع الذي تنتهجه قيادة المقاومة، جعل اصوات النشاز تتمادى في غيها السياسي، ومحاولة تزوير الحقائق، والعمل الدؤوب على توسيع الشرخ الوطني حول معركة الجرود ضد جماعاتها التكفيريين، بحسب مصادر في 8 آذار، الذين اندحروا عن جرود لبنان من عرسال الى جرود القاع، بالتوازي مع الجهة المقابلة من الحدود اللبنانية ـ اي في الاراضي السورية وما يعرف بالقلمون الغربي، حيث فصّل الامين العام لحزب الله الوقائع والحقائق بشكل دقيق وواضح لا يحمل اللبس.

في رصد لمواقف فريق المستقبل والقوات وحلفاء الفريقين، كان من المتوقع ان تعلن حملة سياسية مباشرة على كلام السيد حسن نصرالله خصوصاً بما يتعلق بموضوع الجيش السوري وادخاله في المعادلة في دحر «داعش» و«النصرة»، لكن صراحة السيد نصرالله التي لا يريدها الطاقم السياسي لهؤلاء، جعلتهم في موضع مكشوف امام حلفائهم الاقليميين والدوليين، توقفت المصادر نفسها عند «الجنون السياسي» اضافة الى التلفيق وتزوير الحقائق من قبل من شنّ هجومه السياسي على كلام الامين العام لحزب الله، اذ في المقاربات يتبين التالي:

1- المعترضون لا ينسوا ان لبنان عبرالمدير العام للامن العام قاد عملية التفاوض مع سوريا والقوى التكفيرية، واللواء ابراهيم يمثل الحكومة اللبنانية وهو ممثل شخصي لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون في قضية النازحين.

2- رئيس مجلس الوزراء رئيس تيار المستقبل سعد الحريري، نفسه لم ينف في زيارته الاخيرة لبلدة عرسال، التنسيق العسكري مع الجيش العربي السوري، كما انه ترك هذا الامر لما يراه الجيش اللبناني من مصلحة لبنان، مقراً ان هناك مكتب تنسيق، وبالتالي في فحوى كلامه انه لا يعترض على مصالح لبنان، بعكس بيان تيار المستقبل، الا ان هناك قيادتين داخل التيار ترى الامور بعدة عيون.

3- الخبراء العسكريون، هناك من يؤكد بالصوت والصورة التناغم العسكري بين القوى التي تقاتل على الارض، ان من حدود لبنان او من الجهة السورية.

4- تنفيذ الاتفاق الاخير بين «جبهة النصرة» التكفيرية وحزب الله في خروج 7777 عنصراً وعائلاتهم من جرود عرسال اللبنانية ومخيمات هذه الجرود، جرى بالتنسيق مع كل من لبنان وسوريا، فالباصات الخضراء والبيضاء جاءت من الاراضي السورية الى الاراضي اللبنانية، وخرجت منها الى سوريا محملة بالتكفيريين وعائلاتهم، لا بل بعض الباصات توجهت الى منطقة المصنع ومنها الى دمشق. وكل ذلك تحت مرئى ومسمع العالم، حيث نقلت الشاشات المحلية والعربية والعالمية على اختلاف مشاربها وتوجهاتها، المشاهد مباشرة من الميدان.

5- رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، تحدث في جلسة المناقشة لسياسة الحكومة وفي معرض رده على اسئلة النواب حول التبادل وخروج المسلحين وعائلاتهم، ان كل ذلك جرى بالتنسيق مع الحكومة اللبنانية ووفق القضاء وقرارات القضاء اللبناني.

لقد اخطأت جماعة المستقبل والقوات وحلفائهم في الموقف السياسي في قضية الجنود المفقودين لدى «داعش»، ويحاولون اللعب على الوتر السياسي والوطني ضاربين بعرض الحائط مصير العسكريين عبر المزايدات السياسية، وذلك لاسباب موضوعية عدة وفق المصادر ومنها:

1- ان حزب الله والجيش العربي السوري يقاتلون نفس المجموعات التكفيرية التي اعتدت على الجيش اللبناني، وقتلت ضباطه وعناصره وخطفت التسعة الآخرين، وان حديث المسلحين عن امكانية انسحابهم، من المنطقة التي ما يزالون فيها، هي المنطقة التي سيق اليها عناصر الجيش، ومن المؤكد في المعلومات التي تحدث عنها احمد العبد او الامير ابو البراء حول عناصر الجيش هي معلومات دقيقة وقد قدم اسماء ووقائع، وهو اعتقل من الاراضي السورية وسلّم نفسه مع من سلموا انفسهم لرجال المقاومة الاسلامية، التي نسقت مع الاجهزة الامنية المعنية وفي طليعتها الامن العام الذي توجه الى جرود عرسال، حيث قال اللواء عباس ابراهيم انه في مهمة مقدسة.
واليوم وفق المصادر نفسها يلعبون بالنار تماماً كما لعبت هذه الجهات نفسها في عدوان تموز عندما كان اللبنانيون يتساقطون شهداء بالقصف الاسرائيلي، هؤلاء اليوم، يمارسون نفس الدور السياسي، غير الوطني، لذلك هناك اسئلة برسم الشعب البناني من المصادر، بغض النظر عن موقفه مع او ضدّ سوريا وحزب الله،ومن هذه الاسئلة:

1- هل المطلوب من حزب الله في حال انكشف مصير العسكريين ان لا يطلع الجيش اللبناني او الجهات السياسية والامنية المعنية بالامر؟ وهذا طلب خطير من المستقبل والقوات وفريق 14 اذار ولماذا؟

2- هل المطلوب من القيادة السورية عرقلة كشف مصير العسكريين، في حال جرت مفاوضات بين المقاومة والتكفيريين في القلمون الغربي لمعرفة مصير جنود الجيش اللبناني ولمصلحة من؟

3- هل المطلوب ان يعرف حزب الله مصير الجنود وان ينجز تسوية مع التكفيريين، دون التوقف عند مصير جنود لبنان مع داعش؟ فما السبب؟

4- وفي حال تمّ الكشف عن مصير جنود الجيش اللبناني، كيف لا يقبل فريق 14 اذار التنسيق مع سوريا من اجل اخراجهم او معرفة مصيرهم، وهم وافقوا منذ فترة قليلة عبر الحكومة وعبر ما اعلنه الرئيس سعد الحريري ان في ردّه على النواب في مجلس النواب في الجلسة الاخيرة، او في موقفه الذي اعلنه في عرسال.

5- ما هو المطلوب بالنسبة لفريق 14 اذار ، هل المطلوب من حزب الله والجيش السوري اخراج جماعة «داعش» مما تبقى لهم من جغرافيا دون سؤالهم عن مصير جنود الجيش اللبناني؟

القضايا باتت واضحة، الخلاف السياسي، او الخصومة السياسية اخذت المستقبل والقوات وفريق 14 اذار الى مكان بات الشك في موقفهم الوطني واضح وبحاجة الى توضيح، وبحاجة الى تفصيلات، لانهم في ردهم السياسي عبر البيانات او المواقف المباشرة على السيد نصرالله، وقعوا في خطايا وطنية عديدة وليس خطيئة واحدة.