Beirut weather 22.41 ° C
تاريخ النشر August 11, 2020
A A A
سر نجاح روسيا في إنتاج لقاح كورونا الأول في العالم
الكاتب: كيريل دميترييف

أنتجت روسيا اللقاح الأول “سبوتنيك V” ضد كوفيد-19″ في العالم، وهذا النجاح قائم أساسا على تطور روسيا تاريخيا في المجال الطبي.
ويعد إنتاج اللقاح، الأولوية الأهم في العالم، حيث أعلنت العديد من الدول والمنظمات والشركات إنها على وشك تطوير لقاح. وقد تنجح بعض البلدان بتطوير لقاحات خاصة بها بحلول نهاية هذا العام. ومن المهم هنا ألا تعيق الحواجز السياسية استخدام أفضل التقنيات المتاحة لصالح جميع الناس في مواجهة هذا التحدي الذي يعتبر الأكبر خلال العقود الأخيرة، بحسب موقع “سبوتنيك V”.
وفي صدد تسجيل اللقاح الأول، من المعروف أن روسيا كانت واحدة من رواد العالم في أبحاث اللقاحات منذ قرون، حيث أعطت الإمبراطورة الروسية كاثرين العظمى مثالاً عام 1768 عندما تلقت أول لقاح ضد الجدري في البلاد، وهذا قبل 30 عامًا من إعطاء التطعيم الأول في الولايات المتحدة.
وفي مثال آخر، لاحظ العالم الروسي دميتري إيفانوفسكي تأثيرًا غير عاديا عند دراسة أوراق التبغ المصابة بمرض الفسيفساء. فظلت الأوراق حاملة للعدوى حتى بعد أن قام العالم بتصفية البكتيريا. وهكذا وضع العالم الروسي الأساس لعلم جديد وهو علم الفيروسات.
ومنذ اكتشاف دميتري إيفانوفسكي، أصبحت روسيا واحدة من رواد العالم في أبحاث الفيروسات واللقاحات، بعلمائها الموهوبين مثل الباحث نيكولاي جاماليا، الذي درس في مختبر عالم الأحياء الفرنسي لويس باستور في باريس وافتتح ثاني محطة لقاح ضد داء الكلب في العالم عام 1886.
وواصل الاتحاد السوفيتي دعم الأبحاث حول الفيروسات واللقاحات في العقود القادمة. كما تلقى كل شخص ولد بعد الحرب العالمية الثانية تطعيمات إجبارية ضد شلل الأطفال والسل والدفتيريا.
وفي مثال نادر على التعاون في الحرب الباردة، سافر ثلاثة علماء فيروسات سوفيتيين بارزين إلى الولايات المتحدة في عام 1955 لدراسة فرص اختبار لقاح أمريكي ضد شلل الأطفال في الاتحاد السوفيتي. وبرأي كيريل دميترييف، إذا تمكنا من التعاون مجددا، فهناك فرصة ويجب علينا أن نفعل ذلك مرة أخرى الآن.
وعلى أساس الخبرة العلمية التي تعود لسنوات عديدة تم إنشاء مركز الأبحاث “غامالي” (جماليا)، الذي ساعد في تطوير اللقاح ضد “كوفيد-19”.
وتلقى المركز طلبات دولية للحصول على مليار جرعة من اللقاح وتوصل إلى اتفاقيات دولية لإنتاج 500 مليون جرعة سنويًا، مع هدف زيادة هذا الحجم.
وتشكك العديد من وسائل الإعلام والسياسيين الغربيين في فعالية اللقاح لسرعة إنتاجه في روسيا، وما يمكننا قوله أن سر هذا النجاح هو تجربة روسيا في أبحاث اللقاحات.
والجدير بالذكر، أن مركز “غامالي” طور منصة تكنولوجية باستخدام فيروسات غدائية موجودة في الزائدة الأنفية وعادة ما تنقل نزلات البرد وهذه الناقلات الأنفية يمكنها تحفيز نقل المادة الوراثية من لفيروس آخر إلى الخلية وعندها يتم إزالة جينات الفيروسات الغدائية التي تسبب العدوى، ويتم إدخال جينات خاصة بكود بروتين تابع لفيروس آخر.
وهذا العنصر الذي يتم إدخاله صغير، ولا يشكل تهديدًا للفيروس وهو آمن للجسم، لكنه لا يزال يساعد جهاز المناعة على الاستجابة وإنتاج الأجسام المضادة التي تحمينا من العدوى.