Beirut weather 21.41 ° C
تاريخ النشر February 18, 2020
A A A
هل كورونا سلاح بيولوجي أم فيروس تحوّل لوباء؟ نظرية المؤامرة تطارد بكين وواشنطن
الكاتب: عربي بوست

نظرية المؤامرة بشأن فيروس كورونا الجديد انطلقت منذ الإعلان عنه قبل أقل من شهرين، فتارة نقرأ أو نشاهد تقارير روسية تقول إنه سلاح بيولوجي أميركي وتارة أخرى تخرج شائعات أنه نتاج تجربة صينية خرجت عن السيطرة، فما هي قصة نظريات المؤامرة تلك؟ وهل يمكن أن يكون البعض منها حقيقياً؟

 

أين إجابات الأسئلة البديهية حتى الآن؟
حتى يومنا هذا لا توجد معلومات يمكن الوثوق بها بشكل كامل فيما يخص فيروس كورونا الجديد، على الرغم من مرور نحو شهرين على الإعلان عنه، فلا أحد يعرف تحديداً طريقة نقل العدوى؛ هل تنتقل باللمس؟ أم عن طريق الهواء؟ وما هي فترة الحضانة للفيروس؟ هل هي أسبوعان فعلاً أم أقل أم أكثر؟ وقائمة الأسئلة تطول.

في البداية قيل إن الفيروس من نفس سلالة فيروس سارس الذي انتشر كوباء وحصد أقل قليلاً من 800 حالة وفاة في الفترة من 2002 وحتى 2004، وكان أيضاً موطنه الصين، وإذا كان ذلك صحيحاً فالمنطق يقول إن العمل على إيجاد مصل أو لقاح ضد الفيروس أساسه موجود بالفعل أي لن يبدأ العلماء من الصفر، لكن الآن نعلم أن هذا ليس صحيحاً.

 

هل حالات الوفاة الرسمية هي الحقيقة؟
حتى يوم أمس وصل عدد حالات الوفاة -بحسب البيانات الرسمية من الصين- 1770 حالة ووصلت حالات الإصابة إلى نحو 70 ألفاً، لكن هل هذه هي الحقيقة؟ السؤال منطقي للغاية في ظل قيام السلطات باعتقال عشرات بل مئات الناشطين والحقوقيين الذين ينشرون مقاطع فيديو من داخل مقاطعة هوبي حيث تم اكتشاف الفيروس أو من مدينة ووهان تحديداً بؤرة الفيروس، حتى لا تظهر الحقيقة كاملة.

الطبيب الصيني وي وينليانغ -الذي كان أول من حذر زملاءه ومسؤولي الإدارة الصحية في ووهان من خطر تفشي الفيروس الغامض فهددته الشرطة كي يصمت- مات بسبب الفيروس مطلع فبراير/شباط الجاري، وهو ما أثار حالة من الغضب الشعبي داخل الصين وأثار المزيد من علامات الاستفهام حول دور السلطات الصينية في التغطية على حقيقة الفيروس أو الوباء أو السلاح البيولوجي أياً كان.

لكن موقع ناتشورال هيلث 365 نشر السبت 15 فبراير/شباط تقريراً بعنوان “تحديث خطير بشأن فيروس كورونا الجديد: ارتفاع صادم في أعداد الوفيات والإصابات تتخطى الخمسين ألفاً يومياً”، وجه اتهامات مباشرة للصين ولمنظمة الصحة العالمية بالتسبب في الكارثة من خلال سعي بكين لتخليق سلاح فيروسي داخل معمل في ووهان بمعرفة مسئولين في المنظمة الدولية وموافقتهم سراً على ذلك.

 

ماذا يعني ارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكبريت؟
التقرير اعتمد في تقديراته على شهادات من خبراء في الصحة وتقارير المناخ فوق ووهان بشكل خاص والتي رصدت ارتفاعاً جنونياً في مستويات ثاني أكسيد الكبريت (مستوى الخطر المعروف هو 80ug/m3 بينما المستويات التي تم رصدها تصل إلى 1700ug/m3)، والفارق واضح، ولا يوجد هذا المستوى من ثاني أكسيد الكبريت في الجو فوق أي مدينة صينية أخرى أو حتى أي محطة توليد طاقة داخل أو خارج الصين، فماذا يعني ذلك؟ انبعاثات ثاني أكسيد الكربون تنتج عن حرق الجثث، وهذا يعني أن أعداد الجثث التي يتم حرقها يومياً أعلى بكثير من الأرقام الرسمية التي تصدرها الصين.

التقرير أيضاً ذكر شهادات لصحفيين يعملون على الأرض في ووهان بشكل متخف قالوا إن داراً واحدة من دور الدفن أو حرق الجثث تستقبل يومياً أكثر من 300 جثة من ضحايا الفيروس، علماً بأن ووهان يوجد بها عشرات من تلك الدور.

 

أين دور منظمة الصحة العالمية؟
ووهان يوجد بها واحد من أكثر معامل الفيروسات تقدماً على مستوى العالم، وتم إنشاؤه عام 2015 بموافقة وإشراف منظمة الصحة العالمية وهو يتعامل مع مسببات الأمراض الدخيلة الأكثر خطورة على الإطلاق، ومن المعلوم أن مثل تلك المعامل تستخدم في أبحاث الحرب البيولوجية، ويوجد منها 13 معملاً في الولايات المتحدة، وبحسب التقرير من المستحيل أن تتم تجارب على نوعيات جديدة من الأسلحة البيولوجية دون أن تكون منظمة الصحة العالمية على دراية بما يحدث.

لا يمكن هنا استبعاد تصريح جاء على لسان مايكل رايان رئيس برنامج الطوارئ في منظمة الصحة العالمية أدلى به مؤخراً: “أعتقد أنه من المبكر جداً أن نحاول التنبؤ ببداية أو نهاية هذا الوباء حالياً”. هذا التصريح يبدو أنه جاء كرد على تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأسبوع الماضي، التي قال فيها إن فيروس كورونا سينتهي في أبريل/نيسان المقبل.

منذ منتصف يناير/كانون الثاني تعرضت منظمة الصحة العالمية لانتقادات حادة بسبب تأخرها بشكل واضح في إعلان الفيروس وباءً عالمياً، وإصدار إرشادات صحية محددة للتعامل معه أو الوقاية منه كما يحدث عادة في مثل هذه الحالات، وبالطبع اتخذ أصحاب نظرية المؤامرة هذا التأخير دليلاً على تورط المنظمة ومعرفة مسئوليها أن الوباء ليس فيروساً طبيعياً ولكنه سلاح بيولوجي خرج عن السيطرة ولا يعرفون له دليلاً محدداً للتعامل والوقاية.