Beirut weather 14.41 ° C
تاريخ النشر July 29, 2017
A A A
50 ألف برميل نفط طارت من داعش… لمن ذهبت؟
الكاتب: علي قاسم - الراي

نحو متوسط 50 ألف برميل نفط يومياً قد يكون توقف عن التسرب تهريباً إلى الأسواق، فبعد خسارة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) لأغلب الحقول والآبارالنفطية التي كان يسيطر عليها في مناطق الصراع السورية والعراقية، بات مصير تجارة نفط «داعش» مجهولاً بعد أن كشفت دراسة حديثة عن خسارة التنظيم لنحو 85 في المئة من إيراداته النفطية والضريبية.

وقالت دراسة بريطانية لمؤسسة «IHS Markit» إن التنظيم خسر أكثر من 85 في المئة من عائداته الأساسية المتأتية من مبيعات النفط، وفي ورقة بحثية دولية شارك فيها البنك الدولي في كانون الأول 2016 قد يصل ما يتم تهريبه إلى السوق السوداء بنحو 70 ألف برميل يومياً، ليخسر التنظيم مع ذلك نحو 50 ألف برميل متأتية خصوصاً من حقول سورية وعراقية استعادتها الدولتان حديثاً.

ولم تحدد المؤسسة البحثية البريطانية مصير مبيعات نفط «داعش» ما إذا كانت لا تزال تتسرب أم أنها توقفت ببسط النظامين العراقي والسوري عليها أو أنها وقعت بيد ميليشيات أو تنظيمات محلية مرة أخرى استمرت في تهريبها؟

وقدرت دراسات سابقة القدرة الإنتاجية للحقول والآبار التي كانت بحوزة التنظيم بين سورية والعراق بأكثر من 450 ألف برميل يومياً، إلا أن قدرة تشغيل التنظيم لها والكميات المنتجة والمهربة خصوصاً من مناطق سيطرته في سورية توقعتها أبحاث سابقة بألا تتعدى نحو 70 ألف برميل في أحسن الأحوال و20 ألفاً في أسوء التقديرات.

وأشارت «سي ان بي سي» سابقاً إلى أن نفط التنظيم يباع تهريباً في السوق السوداء بفارق كبير عن الأسواق الرسمية، ونبهت دراسات أخرى على غرار ما نشرته مجلة «فوربس» على موقعها إلى زيادة تدفقات النفط المهرب من مناطق الشرق الأوسط، كما لفتت صحيفة «غارديان» إلى أهمية حجم النفط المهرب يومياً من ليبيا.

وكشف تحليل لموقع يرصد بيانات تجارة النفط العالمية «أويل برايس» أن قيمة النفط المهرب أو الذي يباع في الأسواق بشكل غير شرعي قد تتعدى نحو 133 مليار دولار من أصل أكثر من متوسط 1.7 تريليون دولار قيمة المبيعات العالمية للنفط سنوياً، وتذهب بذلك نحو 8 في المئة من إجمالي تجارة النفط العالمية لتمويل أنشطة فساد وغسيل أموال وإرهاب.ولم تحص الدراسات معدل حجم النفط المهرب سنوياً لكن منظمة الأمم المتحدة تزايد قلقها ازاء ارتفاع نشاط المهربين للنفط في مناطق الصراع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وخصوصاً ليبيا، إلى ذلك لفتت «فوربس» إلى أهمية نشاط تهريب النفط العراقي المتزايد، مضيفة أن قيمته قد تصل إلى عشرات مليارات الدولارات.

وتوقعت بعض التحاليل الأخرى أن يستمر تهريب النفط العراقي حتى بعد طرد «داعش» من العراق في ظل تنامي نفوذ بعض الميليشيات غير الحكومية في المناطق التي انسحب منها داعش. وبالتالي فقد يستمر تدفق النفط المهرب إلى الأسواق في ظل تنامي أعداد المهربين كما تصف «فوربس».

تجدر الاشارة إلى عدم وجود أرقام معلنة لأثر تهريب النفط على المعروض العالمي للبترول لكن بالاشارة لحجم التهريب من نيجيريا وفينزويلا اللتين تعانيان من تداعيات زيادة سرقة وتهريب النفط التي تقدر بأكثر من 200 ألف برميل يومياً، واذا أضيف نفط داعش المعلن بنحو 70 إلى 100 ألف، فيكون حجم النفط المهرب يومياً من 3 دول نفطية فقط يناهز نحو 300 ألف برميل.
*

بعض الحقول التي كان يسيطر عليها «داعش» في سورية