Beirut weather 17.99 ° C
تاريخ النشر December 19, 2017
A A A
5 حقائق سريعة عن استراتيجية ترامب للأمن القومي
الكاتب: الميادين نت

نشرت مجلة “فورين بوليسي” الأميركية خمس حقائق سريعة عن استراتيجية الرئيس الأميركي دونالد ترامب للأمن القومي، في إشارة إلى أنّها المرة الأولى التي تستعرض فيها الإدارة الأميركية استراتيجية الأمن القومي في السنة الأولى من الولاية الرئاسية.

1 – إنها المرة الأولى التي تنشر فيها الإدارة الأميركية استراتيجية الأمن القومي في السنة الأولى من الولاية الرئاسية. بيل كلينتون وجورج بوش الإبن وباراك أوباما كلهم حاولوا وفشلوا في وضع سقف زمني. لم يتعرض ترامب للصدمات الخارجية التي تعرض لها كلينتون (مقديشو) أو بوش (هجمات 11 أيلول) بالرغم من الجمود التشريعي الذي بطأ من تنفيذ أجندته كما هو حال أوباما. كثيرون توقعوا أن الاستراتيجية ستتعثر ولن تصدر قبل العام المقبل.
إنها المرة الأولى أيضاً التي يلقي فيها الرئيس بنفسه خطاباً مطولاً بالتزامن مع إعلانها. ففي الماضي كان مستشارو الأمن القومي يقومون بهذه المهمة. في الواقع فريق ترامب يعود له الفضل في هذا الاعلان المهني وهو ما افتقر اليه خلال العام الماضي، على أمل أن يكون هذا مؤشراً على النضج والاستقرار. كما أن الاستراتيجية تعدّ الاطول حيث تزيد عن استراتيجية أوباما ب10 إلى 15 صفحة. الفريق الذي وضع الاستراتيجية هيربرت ماكماستر ودينا باول، وخصوصاً ناديا شادلو وسيث سنتر يستحقون الكثير من الفضل.

2 – أحد التحديات لدى واضعي الاستراتيجية أن هذه الإدارة كانت تفتقر للمصادر نسبياً. حملة ترامب لم تنتج يوماً الملفات السياسية والخطابات الكبرى التي عادة ما تكون المسوّدة الخام لاستراتيجية الامن القومي. العملية الانتقالية سادتها فوضى التقارير عن بداية فوضوية جداً للحكم. ثم جاء الرحيل المفاجئ لمستشار الأمن القومي مايكل فلين والهزة التي ضربت لاحقاً فريق الأمن القومي، تدل على أن الفريق الحالي لم يبدأ بعمله حتى منتصف آذار. بالرغم من ذلك يبدو أنه كان هناك صراع داخل الإدارة حول السياسة الخارجية بين هؤلاء الذين يفضلون توجهات ترامب المتطرفة مثل ستيف بانون وسيباستيان غوركا وستيفن ميلر، وهؤلاء الذين يفضلون توجهاته التقليدية مثل جيمس ماتيس وجون كيلي وريكس تيلرسون وماكماستر. حتى رحيل بانون في آب لم يكن من الواضح لأي الطرفين الغلبة وأي تصور هو الذي سيسود الاستراتيجية.

3 – منذ البداية كان شعار “أميركا أولاً” خياراً مؤسفاً لاستراتيجية الأمن القومي. في بعض الاحيان كانت الادارة تطرحه لتبرير قراراتها في القضايا العالمية مثل الخروج من اتفاقية “نافتا” واتفاقات باريس والاتفاق النووي الأمر الذي دفع الكثير من المراقبين الى القلق من أن الادارة ملتزمة بسياسة قصيرة النظر في فهم المصالح الأميركية من دون أن تدرك أن تحقيق المصالح الاميركية يكون بالمساعدة في وضع النظام العالمي والتسويات حيث يلزم الامر. لكن هذه الاستراتيجية سعت لتعيد تفسيرها بطريقة تجعلها أقل عرضة للرفض حيث قدمت تصوراً يقوم على الواقعية المبدئية.

4 – الإستراتيجية مليئة بلغة احتضان حلفائنا والمؤسسات الأساسية للنظام العالمي الذي بنته أميركا وحافظ على مكانتها في العالم حتى الآن. في حين تستخدم الاستراتيجية اللغة النمطية للحديث عن العلاقة بالحلفاء أظن أن حلفاءنا سيلاحظون أنه غالباً ما اشير اليهم على أنهم منافسون كما هم شركاء وأنهم لا يقومون بما فيه الكفاية.

5 – الشيطان يكمن في تفاصيل تنفيذ الاستراتيجية التي تتطلب سدّ الفجوات بين خطاب استراتيجية ترامب وحقيقة السياسات التي اتبعت حتى الآن. لن تتمكن استراتيجية الأمن القومي من دحض الانتقادات للإدارة لكنها ستشكل نقطة انطلاق للنقاشات والحوار في المستقبل.