رفض الجنرال البوسني الكرواتي، سلوبودان برالياك، المتهم باضطهاد المسلمين وقتلهم في حرب البوسنة، الحكم الصادر بحقه بالسجن 20 عامًا، فتجرّع السم، خلال مثوله أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، وكانت آخر الكلمات التي نطق بها: “أنا لست مجرم حرب”.
ولم يكن برالياك أول مدان بجرائم حرب يقرر وضع حد لحياته خلال محاكمته على جرائمه.
هذه قائمة بخمسة رجال أدينوا بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، ففضلوا الموت انتحاراً، هرباً من العدالة.
1 – هيرمان غورينغ
قائد عسكري نازي ومؤسس الجهاز السري (الغستابو)، يعتبر أبرز مهندسي الألمانية النازية، شغل مناصب عدة، من بينها قائد قوات الطيران الألمانية، خلال الحرب العالمية الثانية، التي انتهت باستسلام ألمانيا النازية. استسلم غورينغ للقوات الأميركية في النمسا، ودافع عن نفسه باستماتة أمام المحكمة، إلا أنه أدين كمجرم حرب وحُكم عليه بالإعدام شنقاً. قدّم طعناً وطالب فيه بإطلاق النار عليه كجندي بدلاً من شنقه كمجرم عادي، ولكن المحكمة رفضت. وتحدياً للعقوبة، انتحر بمضغه كبسولة سيانيد البوتاسيوم، ومات في 15 تشرين الأول 1946، أي قبل يوم واحد من تنفيذ حكم الإعدام فيه.
*
2- د. روبرت لي
سياسي ألماني، ترأس جبهة العمل الألمانية، خلال الحقبة النازية. وعلى الرغم من انهيار ألمانيا النازية في أوائل عام 1945، ظلّ موالياً بشكل متعصب لهتلر. ألقت القبض عليه فرقة أميركية، وخضع للمحاكمة في نورمبرغ، حيث وُجهت إليه تهم عدة، منها “المشاركة في شن حرب عدوانية وانتهاك القانون الدولي والمعاهدات الدولية، جرائم الحرب، إساءة معاملة أسرى الحرب، القتل والإبادة واسترقاق السكان المدنيين، والاضطهاد على أساس العرق أو الديانات أو الأسباب السياسية”، وكان مستاء من اعتباره مجرماً حربياً، بحسب من عاصره في السجن، وبعد ثلاثة أيام من تلقي قرار الاتهام، شنق نفسه باستخدام حبل صنعه من شرائط منشفته التي مزقها.
*
3- جانكو جانجيتش
اشتهر بلقب توتا، كان قائدا في الشرطة العسكرية، وزعيماً لإحدى مليشيات رادوفان كراجيتش، زعيم صرب البوسنة، في منطقة فوكا، اتهم بارتكاب جرائم حرب خلال العام الأول من حرب البوسنة عام 1995، بما في ذلك التعذيب واغتصاب العديد من النساء المسلمات البوسنيات، من قبل محكمة جرائم الحرب التابعة للأمم المتحدة في لاهاي. اقتحمت فرقة من قوات حفظ السلام “ناتو” منزله عام 2000 في محاولة لاعتقاله، ففجّر نفسه بقنبلة يدوية.
*
4- ميلان بابيتش
سياسي وأول رئيس لجمهورية كرايينا الصربية غير المعترف بها. تخرّج من كلية طب الأسنان في بلغراد، كان زعيم التمرد الصربي في كرواتيا، الذي تحول إلى حرب استمرت ثمانية أشهر في 1991. وجهت إليه المحكمة الجنائية الدولية اتهامات بارتكاب جرائم حرب، وكان أول متهم يعترف بذنبه، ويبدي ندمه على ما ارتكبه. أدين عام 2004 وحُكم عليه بالسجن 13 عاماً، وفي عام 2006 أقدم على الانتحار بخنق نفسه بحزام بنطاله الجلدي، أثناء احتجازه في محكمة جرائم الحرب التابعة للأمم المتحدة في لاهاي، عندما كان يشهد في محاكمة رئيس شرطة صرب كرواتيا، ميلان مارتيتش. قيل إن سبب الانتحار يعود لأن الادعاء وعده في البداية بعدم توجيه الاتهام إليه إذا أدلى بشهادته ضد زملائه الصرب، لكنه خدعه ولم يلتزم بالصفقة.
*
5- غوستاف فاغنر
كان نائب قائد معسكر سوببور للإبادة في بولندا التي تحتلها ألمانيا النازية، والمسؤول عن اختيار السجناء لإرسالهم إلى غرف الغاز للإعدام، لقب لوحشيته بـ”الذئب”.
حُكم على غوستاف بالإعدام غيابياً، لكنه هرب إلى البرازيل، حتى اعتقاله عام 1978. ورفض المدعي العام في البرازيل طلبات من إسرائيل والنمسا وبولندا وألمانيا الغربية بتسليمه. ولم يظهر أي ندم لأنشطته في إدارة المخيم، بل قال في إحدى مقابلاته: “كانت مجرد وظيفة وكنا نناقش في المساء ما أنجزناه في عملنا”.
عثر عليه عام 1980 مقتولاً وسكين في صدره في ساو باولو. ووفقا لمحاميه، انتحر فاغنر هرباً من محاكمته.