Beirut weather 27.43 ° C
تاريخ النشر May 21, 2019
A A A
الحكومة متجهة لاقتطاع 15% من رواتب الموظفين لمن يتقاضون فوق 3 ملايين ليرة
الكاتب: البناء

تعيش واشنطن الخشية من تحوّل الملف النفطي اللبناني إلى مدخل لتشبيك مشابه من الجبهة اللبنانية، في ضوء تهديدات المقاومة باستهداف المصالح الإسرائيلية النفطية دفاعاً عن حقوق لبنان، وهذا ما حضر في خلفيات المساعي المتسارعة التي يقودها معاون وزير الخارجية الأميركية ديفيد ساترفيلد بين بيروت وتل أبيب، مروراً بمسقط، لوساطة تريد فكفكة الألغام بطريقة ترضي لبنان وتحول دون توظيف المقاومة فائض قوتها في فرض شروط أشد قسوة على «إسرائيل»، التي باتت تدرك أن سوق النفط العالمي عاجز عن التجاوب مع طلباتها بالتنقيب والاستثمار خشية بلوغ لحظة تترجم المقاومة فيها تهديداتها بأفعال يصعب تحمل أضرارها.
الإنجاز اللبناني بفعل قوة المقاومة وقدرتها الرادعة، غيبته التطورات الداخلية وطغت عليه. فمناقشات الموازنة لا زالت تتخبط بين دعوات الحسم في جلسة اليوم وفقاً لما تمناه وزير الإعلام بلسان رئيس الحكومة، وما دعا إليه مباشرة وزير المال باعتباره أن كل شيء قد استوفى حقه في النقاش وكل مماطلة تزيد توتر الشارع، وبين دعوات تمديد النقاش تحت شعار أن الأهم من الموازنة السريعة هي الموازنة الصحيحة، كما قال وزير الخارجية على هامش جلسة الحكومة، وستحسم جلسة اليوم الوجهة التي ستسلكها المناقشات، في ظل ارتفاع ملحوظ في سخونة الشارع عبرت عنها مواجهات السراي بين معتصمي المتقاعدين العسكريين وحرس رئاسة الحكومة من جهة، وأزمة المحروقات التي فاجأت اللبنانيين في ضوء إضراب مراقبي الجمارك.
وبحسب معلومات «البناء» من مصادر معنية فإن مجلس الوزراء كان يجب أن ينتهي من درس الموازنة في جلسة الأمس وتحديد جلسة أخيرة في بعبدا لكن بعض الوزراء لديهم ارتباطات ما اضطر الحريري الى رفع الجلسة.
وقد خرج المجتمعون في السرايا الحكومية على «زغل» وسجال وتضارب في الموقف بين وزيري المال علي حسن خليل والخارجية جبران باسيل، فيما شهد محيط السرايا الحكومية اعتصامات لهيئة التنسيق النقابية والعسكريين المتقاعدين، ما أدى الى تدافع بالأيدي بين القوى الأمنية والمعتصمين فيما تحول محيط السرايا وداخلها الى ثكنة عسكرية.
وإذ علمت «البناء» من مصادر معنية أن «الحكومة متجهة الى اقتطاع 15 في المئة من رواتب الموظفين لمن يتقاضون فوق 3 ملايين ليرة على أن تُعاد إليهم بعد 3 سنوات على أن تشمل رُتب عماد ولواء وعميد فقط في الأسلاك العسكرية في الخدمة الفعلية والمتقاعدين».
ونفت مصادر العسكريين المتقاعدين أي تهجّم على عناصر القوى الأمنية في ساحة رياض الصلح مؤكدة لـ»البناء» أن «ما حصل هو تدافع بالأيدي ليس أكثر»، ونفت أن يكون المتقاعدون قد علقوا اعتصامهم مؤكدة أننا «سنعود اليوم الى الشارع» محذرة من أن «أي مسٍّ بحقوق العسكريين سيدفعنا الى توسيع تحرٍّكنا باتجاه منازل السياسيين والوزراء، مع حشد واسع من العسكريين المتقاعدين قد يصل الى عشرات الآلاف»، مشيرة الى أننا «لم نعد نثق بوعود الحكومة».
ومساء أمس أعلنت هيئة التنسيق النقابية أن «اليوم هو يوم عمل عادي في كل المدارس والثانويات والمعاهد الفنية ودور المعلمين ومراكز الإرشاد والتوجيه». ودعت «جماهيرها إلى البقاء على أهبة الاستعداد للتحرك مجدداً إذا أي قرار يمس بالرواتب والحقوق والمكتسبات والتقديمات الاجتماعية والتي سيكون أولها إعلان الإضراب المفتوح».