Beirut weather 23.41 ° C
تاريخ النشر August 24, 2018
A A A
لا تغيير ولا اصلاح ولا حكومة في المدى المنظور
الكاتب: حسنا سعادة - موقع المرده

لا تغيير ولا اصلاح بل مراوحة وتقطيع وقت بانتظار ان يخلق الله ما لا تعلمون وسط مخاوف وقلق على الاوضاع الاقتصادية والمعيشية والاجتماعية في ظل تزايد عدد الجرائم والطعن بالسكاكين واستسهال القتل والسرقات ما يدفع الى التوجس والخشية على البلد الذي يعاني من ازمات مزمنة ومن استحقاقات داهمة، فالى ازمة الكهرباء والمياه وعجقة السير والنفايات التي يبدو ان لا حل لها في الافق القريب، والى الخلل في المؤسسات والفساد المستشري يأتي استحقاق العام الدراسي والاقساط التي تكوي بارتفاعها جيوب الاهالي ومطالب الاساتذة الى استحقاق مؤتمر سيدر الذي ينتظر اصلاحات وانجاز قوانين ومراسيم لما تم الاتفاق عليه .
في ظل كل هذه الاوضاع لا يبدو ان قطار تشكيل الحكومة بات على السكة الصحيحة والمراوحة السياسية على حالها وسط تعنت كل الاطراف تقريبا وتمسكها بالمطالب والمكاسب والامتيازات.
ثلاثة اشهر بالتمام والكمال مرت على التكليف للتأليف دون الوصول الى حكومة تضيء بصيص امل في عتمة الازمات المتلاحقة التي ادت الى قرف المواطن لاسيما في ظل ما يلمسه يوميا من تصلب ادى الى تراشق بالاتهامات وسجالات متبادلة لا تسمن ولا تغني عن جوع لحكومة تمارس سلطتها التنفيذية حيث احتدم السجال بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر على خلفية ما اطلقه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع عبر برنامج بموضوعية اذ سارع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الى الرد واعتبار ما قاله جعجع بانه “الانتحار السياسي الفردي والجماعي، أن يضرب الإنسان نفسه وأخاه وجماعته من أجل كسب سياسي وزاري ولحظة سياسية عابرة، فيتنازل عن الصلاحية والعرف والاتفاق، ويسمي هذا دعما للعهد”، ليترنح مفعول “اوعا خيك” للمرة الالف وليتظهر عمق الخلاف بين الطرفين.
وسط ذلك كله برز تأكيد من رئيس الجمهورية ميشال عون بأن مهلة التأليف ليست مفتوحة، وأنه سينتظر حتى الأول من أيلول المقبل فقط الا ان هذا الكلام الصادر عن اعلى مرجعية في البلاد وحسب المصادر المطلعة لن يكون الا حجرا صغيرا قد يساهم في تحريك مياه التأليف الراكدة حتى الساعة الا انه لن يؤدي الى سحب التكليف لان الدستور لم يحدد مهلة لرئيس الحكومة لانجاز حكومته.
وتقول المصادر ان الوضع قد يتجه الى الاسوأ في ظل ما تمر به المنطقة بشكل عام غير ان كل التحذيرات التي تطلق لا يبدو انها تجد صدى يذكر حيث ان ظهور التشكيلة الحكومية دونه عقبات كثيرة يبدو انها لم تعد داخلية فقط.