Beirut weather 22.43 ° C
تاريخ النشر May 30, 2016
A A A
1988 – 2016… تابع !
الكاتب: نبيل بو منصف - النهار

أما وأن الاستحقاق الانتخابي البلدي انتهى بسلام وسنعود اليوم الى “اليوم الآخر ” ترانا نتوقف لوهلة عند بعض المفارقات والرمزيات التي تسارعت في الأسبوع الأخير من أيار الانتخابي. نستعيد اولا من آخر الجولات الانتخابية في الشمال “موقعة” القبيات تحديدا لا من منطلق الحيثيات الخاصة لمعركة تمددت عبرهما الصراعات السياسية المسيحية في مناطق كثيرة وانما من منطلق رمزية تحضر مع اسم النائب السابق مخايل ضاهر. من لا يذكر في عجالة انتخابية بلدية المرشح ” التاريخي “لما سمي” اتفاق مورفي الأسد” عام 1988؟ خلنا البارحة ان بعضا من مواريث التاريخ عاد مع مواجهة القبيات بين طرفي تفاهم معراب العوني – القواتي والثنائي ضاهر والنائب هادي حبيش. المفارقة برمزيتها تتمثل في ان طرفي التفاهم إياه وقفا عام 1988 مناهضين لانتخاب مخايل ضاهر الذي استغرق الامر بريتشارد مورفي ثماني ساعات مع حافظ الأسد لكي يأتي باسمه مرشحا حصريا الى بيروت وحلت مع اسقاط ترشيحه تجربة الفراغ الرئاسي عقب نهاية عهد الرئيس أمين الجميل. لا تقدم المفارقة شيئا في مسار الأزمة الرئاسية الحالية، ولكننا لا نتمالك عن نبش ذكرى مثيرة للسخرية العبثية من تاريخ سياسي يخبئ لنا الأعاجيب.
في مفارقة أخرى منفصلة، ومع تزامن بداية السنة الثالثة من أزمة الفراغ الرئاسي ونهاية استحقاق انتخابي بلدي، نتساءل بفضول شديد هل تبقى القوى المتحمسة للنظام النسبي أو المختلط عند حماستها المتفاوتة المستويات اذا أسقطت حسابات الخسائر والأرباح البلدية على الاستحقاق النيابي المقبل؟ أم تراها الاختراقات “المستقلة” التي سجلت أرقاما عالية ستشعل الريبة في الحسابات التي ستتنكب لها ماكينات الأحزاب والقوى السياسية الوازنة في كل الاتجاهات ؟
لا نملك أخيرا الا ابداء الإعجاب بـ”حوار” طائر فريد شهدناه بين الرئيس سعد الحريري والشيخ نعيم قاسم حول وسيلة حسم الترشيحين الحصريين للعماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية ولو من منطلق تبادل رمي الكرة في بت هذه المعادلة العالقة. والحال ان “حوارا ” سجاليا كهذا ربما يشكل أجدى وسيلة متاحة لإخراج بواطن الازمة ببعديها الداخلي والاقليمي من عقر الجمود ولو اننا نشك تماما في انه سيؤدي الى إحداث الثغرة التي طال انتظارها. ولكن ماذا لو كانت مجريات سجال حمل للمرة الاولى مضمونا سياسيا “إجرائيا” لحسم خيار الترشيح لمصلحة احد المرشحين الحليفين لـ”حزب الله” مقدمة لتطوير الحوار “الرسمي” بين تيار المستقبل والحزب وعبرهما بين جميع حلفاء كل منهما؟ هل تراها استحالة ان تلهب الجولات البلدية حمى رئاسية “مفاجئة” فتأتي مبادرة الرئيس الحريري في الرد على الشيخ نعيم رمية عن “سابق تصميم واصرار”؟