Beirut weather 27.45 ° C 3 Jul 2025 - 05:14:56
تاريخ النشر June 13, 2025
A A A
13 حزيران 1978: وقائع رافقت مجزرة إهدن
الكاتب: نمر تلج

كتب نمر تلج في “الحوار نيوز”

تحلّ علينا الذكرى ال 47 لما يسمى “مجزرة إهدن”. ففي كل عام بتاريخ 13 حزيران يذكر الجميع تلك المجزرة المشؤومة، وكلٌ مَن يتذكرها من زاوية معينة. منهم من يقول إنها صراع على النفوذ بين حزب الكتائب وآل فرنجيه، أو انتقام لمقتل جود البايع (المسؤول الكتائبي)، والبعض يعطيها بُعد المؤامرة في مسلسل المؤامرات التي مرت على لبنان الخ …

أنا في هذه العجالة لن احلل بل سوف اسرد معطيات أعرفها جيدا وقد عاينتها شخصيا، فقررت نشرها الآن ،لأنه على مر السنين لم يتطرق إليها أحد، مع اني رويت تلك الوقائع أمام إعلاميين كثر وبعض العاملين في السياسية ومن الوطنيين والسيادين وغيرهم، فلم تعن لهم شيئا، لذلك قررت نشرها شخصيا لإيصال الحقيقة إلى القراء، وخاصة الذين لم يعايشوا تلك المرحلة ولم يطلعوا على أسرارها وخفاياها.

في 13 جزيران 1978 ، غير الهجوم الذي حصل على إهدن من قبل حزب الكتائب اللبنانية تحت مسمى منظمة “ثوار الشمال” ، كان جنوب لبنان على موعد مع تنفيذ القرار 425 الصادر عن الأمم المتحدة بعد إجتياح عام 1978 الذي عُرف بعملية الليطاني، والذي يقضي بانسحاب الجيش الاسرائيلي من كل الأراضي اللبنانية التي إحتلها أثناء الاجتياح المذكور، وحُدد يوم 13 حزيران 1978 للتنفيذ العملي على الأرض، وبدلا من التنفيذ الفعلى التفّت الحكومة الإسرائيلية على القرار واقتطعت شريطا حدوديا من جنوب لبنان وسلمته للميلشيات المتعاونة معها بقيادة الرائد المنشق سعد حداد والرائد المنشق سامي الشدياق.

وبما أن هذه المخالفة للقوانين الدولية وشرائع الامم المتحدة تمت في التاريخ والوقت والزمان والمكان (الجمهورية اللبنانية) الذي نفذت فيه مجزرة إهدن، فقد طفت أخبار تلك المجزرة على ما عداها، ولم يلتفت أحد، لا لبنان الرسمي ولا لبنان الشعبي، إلى الكارثة التي تمت في جنوب لبنان، حيث انتهكت السيادة واغتصبت قطعة من أرض الوطن رغم أنف الامم المتحدة والدولة اللبنانية. فهل هذا التناغم بين الحدثين هو صدفة، أم تناغم مقصود للتغطية على فضيحة الفضائح، حيث لم تتمكن المنظمة الدولية من أجبار الدولة الصهيونية على تنفيذ القرار 425 بشكل كامل وحتى اليوم،على الرغم من التحرير والانسحاب الصهيوني من الأراضي اللبنانية (ليست كلها )عام 2000.

أضع هذه الحقائق بن أيدي كل من يريد أن يعلم ويطلع على البدايات وعلى الجذور التي أنتجت وأنبتت الواقع الذي نعيشه اليوم.